انخفاض قياسي لليرة التركية..أردوغان مصرّ على خفض الفائدة
سجل سعر الليرة التركية انهياراً جديداً أمام الدولار بعدما أعلن البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة، فيما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان رفع الحد الأدنى للأجور، بعد الارتفاع الكبير في أسعار السلع.
وأعلن البنك المركزي التركي عقب اجتماع عقدته لجنة السياسة النقدية الخميس، خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء “الريبو” لأجل أسبوع، ليصبح 14 في المئة. وأوضح أن اللجنة قررت خفض سعر الفائدة من 15 إلى 14 في المئة، بعد تقييم العوامل التي تؤثر بالسياسة النقدية مثل الطلب والتضخم الأساسي والعرض.
وأشار إلى أن استمرار التحسن في ميزان الحساب الجاري، المدفوع بالطلب الأجنبي، يساهم في هدف تحقيق استقرار الأسعار. وأكد أنه سيواصل بحزم استخدام جميع الأدوات المتاحة له حتى تظهر مؤشرات قوية تشير إلى انخفاض دائم في التضخم، ويتم تحقيق هدف 5 في المئة على المدى المتوسط، بما يتماشى مع الهدف الرئيسي المتمثل في استقرار الأسعار.
يذكر أن المركزي التركي خفض سعر الفائدة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء “الريبو” لأسبوع، لتصبح 15 في المئة. ويتماشى ذلك مع سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يضغط من أجل خفض تكاليف الاقتراض لتعزيز النمو والصادرات والاستثمارات قبل الانتخابات التي تجرى في 2024.
وسجلت الليرة التركية أدنى مستوى تاريخي لها عند 15.28 مقابل الدولار في ساعة مبكرة من صباح الخميس، ثم زادت خسائرها عقب قرار خفض الفائدة. وجرى تداول الليرة عند 15.60 مقابل الدولار، بانخفاض 5 في المئة عن إغلاق الأربعاء.
وفقدت العملة التركية نحو نصف قيمتها منذ 2021. وتدخل البنك أربع مرات في الأسابيع الأخيرة ببيع العملات الأجنبية في محاولة لدعم الليرة، لكن الإجراء فشل في وقف انخفاض قيمتها.
وأعلن أردوغان الخميس، رفع الحد الأدنى لأجور العاملين بنسبة أكثر من 50 في المئة لعام 2022، مؤكداً، خلال كلمة بحضور وزير العمل وممثلين عن العمال وأرباب العمل، حرص تركيا على “تحسين مستوى معيشة المواطنين” بالنظر إلى ارتفاع الأسعار.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في تركيا بعد رفع اليوم 4250 ليرة تركية، وستطبق التعرفة الجديدة للحد الأدنى لأجور العمال اعتباراً من كانون الثاني/يناير 2022.
وقال أردوغان: “عاملنا يستحق أكثر من ذلك”، ملمّحاً إلى إلغاء بعض الضرائب، كضريبة الأجر الصغرى وضريبة الدخل والطوابع، مؤكداً في الوقت ذاته، عزم بلاده “على وضع حد في أقرب وقت للغموض السائد في الفترة الأخيرة جراء التقلبات في أسعار الصرف وغلاء الأسعار”.
وحول المضاربات وتراجع سعر صرف الليرة الخميس، قال أردوغان: “لا المضاربون على أسعار الصرف والفائدة، ولا أعداء تركيا في الداخل والخارج، ولا الطامعون الجشعون، بمقدورهم تحديد مستقبل بلادنا وشعبنا”.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الجريدة الرسمية التركية عن قرار الرئيس التركي باستبدال نائبين في وزارة الخزانة والمالية التركية، وذلك بسبب استمرار الانخفاض القياسي لليرة التركية.
