بين عمل “كان وأخواتها” من الافعال الناقصة وعمل الوزراء في الحكومات اللبنانية
نقولا ابو فيصل*
تعلمت على مقاعد الدراسة ان السيدة المتربعة على قلوب الطلاب لتاريخه “كان وأخواتها” هي أفعال ناقصة تحدث تغييراً في الإعراب عند دخولها في الجملة الاسمية , فهي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، فيما هما في الاصل مرفوعان ولا يتغيران أبداً إلا عند دخول المحفوظة بالله “كان وأخواتها” عليهما وقد تم تسميتها بالأفعال الناقصة لأنها دائماً تحتاج إلى خبر حتى يكتمل معنى الجملة وبدون الخبر لا تكون للجملة أي فائدة ، والأفعال هي : كان، أصبح، أضحى، أمسى، ظل، بات، صار، ليس، ما دام، ما فتئ ، ما برح ما انفك.
ويمكن تقسيم”كان وأخواتها” من حيث الأوجه التي تعمل بها الأفعال الناقصة إلى أربعة أوجه: أولاً أن تكون ناقصة وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكتفي بالمبتدأ ويجب أن يأتي خبر حتى يكملها ، وثانياً أن تكون تامة وأن تكتفي بالمبتدأ وتكون الجملة كاملة وتكون مثل باقي الأفعال لا يوجد أي اختلاف فيها ، وثالثاً أن تكون زائدة غير عاملة ولا تعمل عملها ولا تحتاج إلى جملة، ورابعاً واخيراً أن تكون بمعنى صار ويتم فهم ذلك في سياق الجملة ، وتم ذكر هذا الشيء في القرآن الكريم “إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ “وَاستَكْبَرَ وكان من الكَافِرِين
ولكن أيها الاصدقاء ماذا لو استبدلنا “حكومات لبنان واخواتها” مكان “كان واخواتها” فيما ورد اعلاه ، وتحدثنا بصراحة عن أفعالهم الناقصة غير التامة لان سيرتهم الذاتية تحتاج الى “خبر” يومي عن استعراضات وهمية ومواكبة أمنية مبالغ فيها ومستفزة في بعض الاماكن ، يبيعون الناس الكلام والاوهام والوعود الكاذبة فيما هم فاشلون …ولست ادري لماذا الإصرار على اعادة التجربة الفاشلة في تشكيل حكومات الوحدة والاخوة ، وهل تمكنت حكومة واحدة من حكومات الامارات اللبنانية أن تعالج مصيبة واحدة من مصائب شعب لبنان والتي هي من صنيعة غبائهم وتكاد لا تعد ولا تحصى ؟
وهل أصحاب المعالي من اعضاء الحكومات السابقة والحالية يعملون لخدمة المواطن ولصالح لبنان الوطن أم أنهم كانوا ولا يزالون يعملون لصالح احزابهم ومذاهبهم وتنفيذاً لاوامر أسيادهم في الداخل والخارج؟
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع