غسان سكاف: الانتخابات محطة مفصلية لإعادة تكوين سلطة جديدة وإعادة إستنهاض المحور السيادي المعتدل
أكد المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في البقاع الغربي وراشيا الدكتور غسان سكاف خلال مهرجان اعلان لائحة القرار الوطني المستقل في بلدة القرعون في زمن الإحباط واليأس والخيبة الذي نحن فيه اليوم، سمعتكم تسألون لماذا الانتخابات وماذا ستغير ولماذا علينا ان ننتخب”.
وتابع “أسئلتكم تعبّر بصدق عن هواجسكم على المستقبل، وخوفكم من أن تكون الانتخابات محطة أخرى من المحطات الدستورية التي لم تحمل لكم ما يشفي عطشكم الى الحقيقة والاطمئنان الى مستقبل آمن لكم ولأبنائكم وأهلكم”.
وأكد “وها آنذا اليوم أقف أمامكم وقد قررت أن أخوض هذه الانتخابات متحدياً القلق والوجع وأدعوكم الى أن تقفوا معنا لنتحدى معاً ونصل معاً الى لبنان الذي نريد، لبنان الذي يشبهنا وليس الذي يغيّرون وجهه وهويته وتاريخه”.
وشدد على ان “وجعنا واحد، وأنا الطبيب الذي يعايش معكم يومياً هذا الوجع منذ سنين وواجبي كطبيب وكإنسان أن أضع كل خبراتي وقدراتي لمعالجته، هو الوجع على لبنان المريض المستنزفة موارده وقدراته لمصلحة حفنة من المنتفعين الذين وصموا بلدنا بأكبر عملية فساد شهدها العالم منذ 200 سنة، وجع الذل والمس بالكرامات، وجع الفقير على أبواب المستشفيات ووجع الميسور على أبواب المصارف”.
وعلّق قائلا: “لهذه الأسباب ترشحت، أنا غسان سليمان سكاف، الارثوذكسي المستقل، إبن عيتا الفخار، ثائرٌ على ما آلت اليه أحوال بلادي وأهلي، رافضٌ الهجرة التي أُجبر عليها زملاء وأُخوة لي “لأنو لبنان ما ساع بالشنطة” ببساطة لم أجد مكاناً في شنطة الرحيل لأهلي وأصدقائي وأرضي وبيوتي وضيعتي ومنطقتي، ولأن تراب بقاعنا لن نُبدّله بكنوز الأرض!، ترشحت، لأني وإياكم نرفض الاستسلام وسنقاوم اليأس والإحباط ولأن لبناننا يستحق منا هذا، فهو أرضنا وقُرانا وبيوتنا وذكرياتنا، هو مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا، ونحن نرفض هدم ما بناه أجدادنا، ونرفض أن نكون شهود زور ومتفرجين على هدم إقتصادنا”.
وأكد السكاف “نرفض هدم القضاء، وهدم هوية لبنان وانتمائه العربي في محيطه وهدم الدستور والقانون ومبدأ فصل السلطات، ونرفض ترك بلدنا رهينةَ القوى المتكلسة التي تسببت بانهياره وهي تتفرج. وقد آن الأوان لننتقل من دولة المذاهب الى دولة المواهب”.
وتابع “معاً نرفض تهجير من صمد من خيرة شبابنا وبناتنا لأنه ما بقي للمتعلمين والمثقفين إلا عرض خدماتهم للزعيم وقريباً قد يضطرون لبيع شهاداتهم مقابل لقمة عيش تسدّ جوع أبنائهم، معاً، نرفض تذويب أموال المودعين. ودائع مقدسة في ذمة سلطة أساءت الأمانة، بعض أبطالها يعانون التخمة في أكل المال الحرام، فيما نرى المجاعة ضيف دائم على موائد اللبنانيين، معاً، نرفض أن نرى زحيفة المناسبة ومستغلي نضال الآخرين وناقلي البنادق من جبهة إلى جبهة. نرفض أن نرى حصان طروادة يدخل خلسةً بينما تخجل الفظاعات من سيرتهم، معاً، نرفض أن يصل سرطان الفساد إلى مياه الليطاني وبحيرة القرعون الذي أدى الى تلوث خطير تخطى الخطوط الحمر، ولا من يحرك ساكناً أمام خسارة ثروتنا المائية وخسارة مساحة مهمة من السياحة الداخلية وخلق فُرص عمل، نرفض الواقع الإنمائي الذي نعيشه في منطقة البقاع الغربي وراشيا من إهمالٍ وحِرمانٍ ونسيانٍ مقصود بسبب الكيل بمكيال التوزيع الطائفي في منطقةٍ تتميز بالعيش المشترك.
وتابع “نحن معشر الأطباء المتعايشين مع المرض، ندرك تماماً كيف نتمرد على اليأس وندرك أيضاً أن مهمة الانتقال من غير الممكن الى الممكن يتطلب الشجاعة والمثابرة”.
وحول الانتخابات النيابية شدد السكاف ان هذه الانتخابات ستكون ممراً من مرحلة الفشل والإحباط والخيبة الى مرحلة نهوض لبنان لأن قاعدة التاريخ تُحتم الصعود إلى لبنان الإزدهار والمساواة والتعايش، وهي محطة مفصلية لإعادة تكوين سلطة جديدة تنقل لبنان من دولة فاشلة من صنع سلطة فاشلة، الى دولة المؤسسات والقانون، ودولة النمو والأمان والعدالة الاجتماعية” لذلك علينا أن ننتخب، لأن لبنان هو وطن للجميع، بكل مكوناته وطوائفه، سُنّةٌ وشيعةٌ ودروزٌ ومسيحيين، هو بلد العيش المشترك، ونحن هنا في البقاع الغربي وراشيا في حديقة التنوع، ممنوع على أي طائفة أن تتخلى عن دورِها، ومن غير المسموح غياب مكون أساسي فيها”.
وتابع “فإلى أهلي واخوتي، سُنّةٌ وشيعةٌ ودروزٌ ومسيحيين، أقليةٌ كنتم أو أكثرية، مطلوب منكم إعادة إستنهاض المحور السيادي المعتدل وإثبات أنفسكم بالصناديق كي لا تُسلموا أمركم للغير”،أما حصر السلاح في يد الدولة، لا نريده مجرد شعار، بل نريد ان نحدد ونقول أي دولة نريد. نُريد الدولة المحايدة. دولة اللا شرق ولا غرب. دولة تلعب دور الوصل بين الشرق والغرب لكي يعود لبنان منارةً للشرق. فنحن لسنا محايدين في حبّ الوطن بل متطرفين حتى الموت”، مضيفاً “أما قانون الانتخاب الذي رفع شعار التمثيل النسبي وشُوه بالصوت التفضيلي، أنا غسان سليمان سكاف لا أريد أن ينتخبَني المسيحي فقط وأفقُد صوت السني المعتدل والشيعي المستقل والدرزي الصديق. فانتخابي يكسَب قيمةً إذا جاء من طوائف مختلفة ومذاهب مختلفة، فلنتذكر مع رياض الصلح الميثاق الوطني، ميثاق تعايش اللبناني المسيحي مع اللبناني المُسلم. ولنتذكر لبنان الواحد مع صائب سلام القائل: “لبنان واحد لا لبنانان”، ولنتذكر مع رفيق الحريري: “ما حدا أكبر من بلدو”، بعد أن كرّس المناصفة النهائية بين المسلمين والمسيحيين”، ولنُردد مع الإمام موسى الصدر: “أسمع الله أكبر من خشوع الكنائس وأسمع صوت يسوع من قبة الجوامع فلا تسألني من أين أنا. أنا من بلد كل الأديان أنا من كل لبنان”.
ولفت الى ان “لبنان اليوم مصلوب على مذبح الخيانة والفساد والسرقة وعدم الكفاءة وزمن آلامه يتمدّد. واليوم في سبت النور لنُرافق اللبنانيين والبقاعيين بالصلاة ولنأمَل أن ينتهي أسبوع آلام لبنان فنذهب إلى صناديق الإقتراع ولنُعيّد قيامة إنتصار لبنان في 15 آيار”.
وأضاف “جميع النساء قد تلدنَ ذكوراً ولكن المواقف وحدها من تَلدُ الرجال، “وأنا منكن وصوتكن تكليف بعتَزّ إحملوا وكالة بإسمكن بالمجلس الجديد”، “لأنو لبنان مريض وصار بدو دوا”، و”مشاركتكن بصوت عالي بالانتخابات وتصويتكن في 15 آيار هوّي الدوا”،”فَخلوا صوتكن عالي وخلينا نلاقي الدوا”، عشتم،عاش بقاعنا الحبيب وعاش لبنان”.