مشهدية وطنية جامعة في احتفال عيد الجيش في غاردينيا/ زحلة برعاية قائد الجيش وبتوقيع رئيس ومجلس ادارة تجمع الصناعيين
عارف مغامس
على مرمى حلم من صناعة وطن، ومرمى عيد هو قلب الوطن، رسمت زحلة بالأمس قبلة على جبين كل الوطن، محتفية بعيده الأصدق والابلغ والأكثر حرارة وحفاوة على مساحة وطن، عيد الجيش اللبناني، حامي الوطن.
مشهدية الأمس في احتفالية ” غاردينيا غران دور” تحديدا في باحة كنيسة القديس نيقولاوس لم تكن مشهدية عادية لاحتفال بعيد الجيش، او مناسبة إحياء ذكرى وعيد، ولا حتى برنامج احتفالية يراد منها تكريس عرف احتفالي اعتيادي. انها مشهدية وطنية تضامنية جمعت مرجعيات زحلة والبقاع لبلسمة جرح الوطن.
مشهدية الأمس برسائلها الكثيرة والعميقة الدلالة وقعها صناعيو زحلة ببصمتهم الخاصة، فالدعوة التي وجهت باسم تجمع صناعيي البقاع ورئيسه المقاوم الصناعي نقولا ابو فيصل هي دعوة عرفان وصمود؛ عرفان بالدور الجليل والكبير الذي يقوم به الجيش في أكثر الأزمات تحكما بالوطن ومواجهتهم تلك التحديات بعقيدة لا تلين وايمان لا تهزه رياح عاتية ارادت ان تقتلعه فكان بالمرصاد. وصمود لركيزة الاقتصاد اللبناني ” الصناعة ” وما يقوم به الصناعيون من جهود وفتوحات لبقاء القطاع صامدا بوجه التحديات ومحاولات اقتلاعه من جذروه، لكن الصناعيين صمدوا من اجل صناعة وطن.
الصورة بالامس هي موزاييك وجه لبنان، احدى أبلغ رسائلها ايضا” تعالوا وانظروا وحدقوا في الصورة، لتروا صورة الوطن بمشهدية من احتفوا بالعيد رجال دين وأمن وجيش وثقافة وأدب وفن وعلم، وقامات تميّز وحضور ممن لهم بصماتهم في الانحياز للوطن، وباقة صناعيين امتهنوا حرفة الامل وامتشقوا سيف العمل ليصنعوا من الدمار والانهيار قارورة عطر الوطن، وليخيطوا من أحلام الحالمين رؤية وطن.
فليس ارقى من الفن في عزف سمفونية الانتصار على الحزن وحمل رسالة الفرح والحياة، وهي التي تجلت في الامسية الوطنية الغنائية الراقية، ترنيما وعزفا وغناء وموسيقى، وعلى ايقاعاتها المعبرة عن حب للجيش والوطن تناقل مايسترو الحفل ومهندسه بين مقعد ومقعد متابعا أدق التفاصيل، إذ تقرأ في عينيه ملامح حب للمحتفى به عيد الجيش ولمعات تقدير لضيوفه ممن لبى دعوته، فلم يهدأ كفراشة تلاحق الزهر دون أن يثير اي انتباه، يزرع ابتسامة هنا وكلمة طيبة هناك، لا يطيل الحديث مع ضيف ولا يترك ضيفا دون وسامة صادقة تحمل بليغ الكلام ، عين على المسرح وعيون على الحضور وفريق العمل، هكذا وزع نقولا أبو فيصل ابتساماته ونظراته بهدوء الواثق من النجاح والتميز،والعارف بأن الأمل يصنعه من يغرس الخير والكلمة الطيبة والملقى الجميل والعمل الجدي، فأتى زرعه وفير الغلال بمحبة الناس وفرحهم في احتفالية عيد الجيش.
وقائع الإحتفال
بدعوة من رئيس ومجلس ادارة تجمع الصناعيين في البقاع ولمناسبة عيد الجيش اللبناني اقيمت امسية غنائية وطنية برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ومشاركة مجلس أساقفة زحلة و البقاع في باحة كنيسة القديس نيقولاوس في “مجموعة غاردينيا غران دور” الإقتصادية في زحلة.
حضر الأمسية رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، قائد منطقة البقاع العسكرية في الجيش اللبناني العميد الركن محبوب عون ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، العميد منصور نبهان رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدفاع، قائد الشرطة العسكرية في البقاع العقيد اندره حرّوق، قائد فوج التدخل السادس العقيد دافيد بشعلاني، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العقيد نبيل الذوقي، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين،رئيسة مؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية السيدة مارلين ضاهر، النائب السابق ايلي ماروني، القاضي عماد الأثاث، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، رئيس مجلس ادارة ومدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية المهندس ميشال افرام، السفير جان معكرون، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول، نائب رئيس غرفة التجارة منير التيني رئيس لجنة الزراعة في غرفة التجارة طوني طعمة رئيس مجموعة الصقر ابراهيم الصقر الاستاذ انطوان زرزور والصناعي عصام قاسم وجان اسطفان ووسيم رياشي وعدد كبير من الصناعيين في البقاع، رؤساء بلديات، مخاتير، كهنة وراهبات وجمهور كبير من الزحليين والبقاعيبن
عضيمي
قدم الحفل الإعلامي نخلة عضيمي فقال” في عيدك السابع والسبعين لم يبق لنا سوى الجيش اللبناني، سقط كل شيء ، راهن كثيرون على سقوطك لتصبح الساحة مستباحة لكنك فاجأت الجميع فصمدت وحميت وحضنت وعمرت وداويت وساعدت لتتحول الى ملجأ اللبنانيين. والأمل الأخير في هذا الزمن المرير، فما هو سرك أيها الجيش؟ سأقول لكم: ” قبل أن يكون الجيش هو القوة، الجيش اللبناني هو القلب الكبير ، قلب يبكي مع الموجوعين والمساكين، قلب يدمي مع ضحايا انفجار المرفأ، واللبنانيون على أبواب الذكرى الثانية ينتظرون الحقيقة. قلب يحترق مع اطارات المنتفضين المشتعلة بحثا عن الحقوق الضائعة، قلب يدمع مع الفقراء وهم يفتشون عن لقمة عيش مغمسة بالذل، قلب على الحدود للدفاع عن وطن مشلع على يد سياسييه، قلب على بيروت المدمرة للملمة الجراح. وتسألون بعد لماذا الجيش؟ أراد البعض تفتيته فصمد، حاولوا ادخاله في زواريب السياسة فازداد قوة، حوصر ماليا فانتفض على الحصار، حرم من العتاد فكان صمام الامان باللحم الحي.
الصوري
كلمة مجلس اساقفة زحلة والبقاع القاها المطران أنطونيوس الصوري فقال:”هذا الجيش البطل الذي شعاره “شرف تضحية وفاء” يليق به أن يبادله شعبه هذا الشعار بأن يحفظوا له الكرامة والدعم والأمانة لكي بتكامل التزام المبادئ بين الشعب والجيش ينهض هذا الوطن إلى حياة جديدة مبنيّة على العدالة التي لا تراعي وجه أحد إلّا الحقّ، وعلى المساواة التي لا يشوبها انحراف إذ الكلّ تحت الحساب والمساءلة والحكم، وعلى الازدهار المبنيّ على مشاركة الخيرات والكفاءة التي هي صفة كلّ مسؤول ومنع أي احتكار أو استغلال أو تقصير بحقوق المواطنين ذوي الدخل المحدود”.
وختم: “هذا الوطن الحلم الَّذي نتوق إليه ونسعى لبنائه قد آن له أن يتحقَّق بتضافر جهود المخلصين من مسؤولين روحيين وزمنيين وقوى أمنية على رأسها الجيش اللبناني قيادة وضباطا وعناصر”.
أبو فيصل
ثم قدم المطران الصوري درعا تقديريا لممثل قائد الجيش ودرعا لرئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل الذي اهداه بدوره “لكل صناعي لبناني مقاوم في هذه الأرض لانه لم يعد لدينا امكانية الاستمرار الا بالصناعة والزراعة لحين استكمال باقي القطاعات ، ورحب أبو فيصل بالحضور مؤكدا ان الجيش اللبناني يستحق أن نحتفل بعيده ، عيد الأبطال”.
ثم قدمت جوقة مار الياس المخلصية مجموعة من الأغاني الوطنية استهلتها برائعة فيروز ” بتتلج الدني ” مروراً برائعة ماجدة الرومي ” يا بيروت ” الى اغاني الجيش اللبناني ” رشوا الفل” و “صبوا فوقك النار” وغيرها من الأغاني الوطنية
وتألقت في الأمسية المرنمة الدكتورة رنا الجميل ابو فيصل فقدمت بصوتها الملائكي اغاني وطنية للسيدة فيروز و”عم احلمك يا لبنان ” للسيدة ماجدة الرومي وباقة من الأغاني الجميلة.
النجم الزحلي نقولا الأسطا الذي حل ضيف شرف الأمسية اختتم الأمسية بأجمل اغنياته الوطنية ” باقي الوطن ” و ” يا واقف عا حدود الموت ” ورائعة الفنان الراحل زكي ناصيف ” مهما يتجرح بلدنا” وختم الأسطا مع رائعة صباح ” تعلى وتتعمر يا دار ” وسط مشاركة وتصفيق .
جرى الاحتفال بالتنسيق بين المؤسسات الصناعية الآتية: باندا بلاست ، مياه البردوني، شوكولا العتل، مارينا للبطاطا المفرزة، جونيت، أغريبلاست، سوموبلاست، وغاردينيا غران دور