عينُ العالم على نبيذ لبنان وعرضٌ من رومانيا
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
خلاصُ لبنان في زجاجة. عبارةٌ قد تبدو مُضخّمة للوهلة الأولى، ولكنّ أرض لبنان قد تحمل خلاصاً اقتصادياً بالفعل لوطن يُكافح كلّ من فيه في سبيل مُستقبل مشرق وخيّر يُمحي ذيول أزمات متنوّعة يعيشها هذا البلد الصغير، قد يكون أبرزها انهيار العملة الوطنيّة وانعكاسه على كلّ مفاصل الاقتصاد.
يُعرف لبنان بأنّه من أقدم البلدان المُنتجة لمشروب النبيذ، وبحسب المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحّود “في لبنان 63 مصنعاً للنبيذ، ويبلغ الإنتاج السنوي 13 مليون زجاجة، ويُصدّر لبنان زهاء 45 في المئة من إنتاجه الى عددٍ من دول العالم أبرزها دول الإتحاد الأوروبي وأميركا الشماليّة وبعض الدول الخليجيّة، ونعملُ للوصول الى الصين واليابان فضلاً عن أسواقٍ خارجيّة أخرى”، مُضيفاً، في معرض حديثه لموقع mtv عن الاهتمام العالمي بالنبيذ اللبناني “نعملُ جاهدين لتسويق هذا المشروب في العالم، ولهذه الغاية، نشارك في معارض وأيّام تسويقيّة في مختلف البلدان، ونتعاون مع السفارات اللبنانيّة في الخارج ومع الملحقين الاقتصاديّين والجاليات اللبنانية لزيادة حجم صادرات النبيذ، لأن التّصدير يزيد فرص العمل، وينشّط الحركة الاقتصاديّة، ويؤمّن العملة الصّعبة، ويُساهم في زيادة المساحات الزراعيّة”.
ومن أرض لبنان الخصبة الى سهول وجبال رومانيا، هذا البلد الذي يشتهر بصناعة مختلف أنواع المشروبات الروحية وخصوصاً النبيذ، من هناك، عرضٌ استثماري للبنان للتعاون في قطاع المشروبات الكحوليّة وخصوصاً النبيذ، وذلك عبر رجل أعمال سوري الأصل يحمل الجنسية الرومانيّة، يُلقّب بـ”الإمبراطور” لكون “مملكته” تضمّ علامات تجارية عدّة لمشروبات تُعرف بجودتها وبمذاقها وبشهرتها في مختلف أسواق العالم، مع العلم أنها الأكبر في رومانيا في إنتاج المشروب، ويبلغ حجم الإنتاج في مؤسّساته حوالي 80 مليون زجاجة من كلّ الأنواع تسوّق في 70 بلداً في العالم. إنّه نوّاف سلامة، الرجل الذي، وبعد انطلاق أعماله من رومانيا الى العالم، يضع الشّرق الأوسط نصب عينيه، وتحديداً السوق اللبناني الذي يصفه في حديث لموقع mtv “بالسوق الواعد نظراً لمجموعة عوامل أبرزها نوعية المواد الأولية فيه، وجودة العنب، والمناخ المناسب لتخمير النبيذ، والشعب اللبناني الذي هو المستهلك الأوّل للمشروب والضليع بأنواع النبيذ”، مُعرباً عن جهوزيته للدخول الى السوق اللبناني تماماً كما السوق السوري عبر القنوات الحكومية الرسمية وبالتعاون مع القطاع الخاص.
ويقول سلامة: “نقوم بدراسات للاستثمار في لبنان، النبيذ اللبناني لذيذ المذاق، ونحن يمكننا أن نضيف خبراتنا ومعداتنا المتطورة فضلاً عن اعتماد “الزراعة الذكية” بحسب المساحات الموجودة للاستفادة القصوى منها بهدف إنتاج أجود أنواع النبيذ، بالإضافة الى مشروبات أخرى كالعرق والويسكي وغيرها، كما سنُساهم في تسويق المشروب اللبناني في أسواق استهلاكية جديدة”.
ويختمُ سلامة قائلاً: “الرقابة الدقيقة على هذا القطاع وقوننته هما عاملان بارزان لتسويق المشروب في العالم، وصيتُ النبيذ اللبناني ممتاز، ولا يجب أن ننسى أنّ المشروب هو مفتاحٌ مهمّ للتصدير في أيّ بلدٍ ما يُشكّل رافعة للاقتصاد، كما أنه وجهٌ بارز للسياحة”.
يجتهد اقتصاديو وصناعيّو لبنان بتسويق إنتاجهم في العالم للعودة بالمنفعة على بلدهم في أصعب الظروف التي يعيشها، والأهم، أنّ هناك في الخارج أيضاً من يهتمّ بثرواتنا ويُخطّط للاستثمار فيها على قاعدة Win Win أي أنّ الجميع كاسبٌ… فهل من يقتنص الفرص الاقتصاديّة الرّابحة؟