كتب نقولا أبو فيصل”بين الحكمة والذكاء وإمكانية الجمع بينهما”!
يقول جلال الدين الرومي “بالأمس كنت ذكياً فأردت ان أغير العالم ، واليوم انا حكيم لذلك سأغير نفسي” والذكاء هو القدرة على إكتساب المعرفة وتطبيقها ، أما الحكمة فهي نتيجة التجارب في الحياة , فالانسان الذكي يتعلم من خلال التجارب التي يخوضها ويستغلها لاتخاذ قراراته، مع الاشارة الى انه يعيش بيننا في لبنان العديد من الاشخاص الحكماء والاذكياء في الوقت ذاته،لكن هل يمكن للشخص غير الذكي أن يكون حكيماً؟
مما لا شك فيه أنه يمكن لشخص شديد الذكاء أن يجد صعوبة في أداء المهام اليومية في الحياة والتعامل مع الناس من حوله ، لكن لماذا يفتقر شخص ذكي إلى المهارات الأساسية في الحياة؟ ربما يعود السبب إلى التنشئة، حيث يتربى هذا الشخص منذ الطفولة على اعتراف والديه بعبقريته ويشجعانه على التعلم الأكاديمي، بينما يهملان جوانب أخرى في حياته ،ومن خلال التركيز على التحصيل العلمي فقط قد لا يحظى هذا الشخص بفرصة ليعيش حياة طبيعية ، وهناك أشخاص حكماء لكنهم لا يملكون الشهادات العلمية. ولعل خير مثال على ذلك هو الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن ، الشخص العصامي والمناهض للعبودية والذي ساهم في إنهائها، والذي صنفته المجلات الاميركية انه شخص شديد الحكمة لكنه منخفض الذكاء.
واخيراً وفي السياق نفسه ، يرى بعض الخبراء أن الحكمة هي مزيج بين الذكاء العلمي والذكاء العاطفي ، ويجب الاستفادة من الذكاء بطريقة حكيمة ، وربما يكون التوازن بينهما هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلكها الانسان ليكون حقاً شخصاً ذكياً وحكيماً ، وهنا يلعب المعلمون والاهل دوراً كبيراً في مساعدة الاطفال لاستخدام ذكائهم وليس للحط من شأنهم.
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5