كتب نقولا أبو فيصل”بين إدريس وإبليس وشكوك رجل سياسة” !
حكم الملك إدريس السنوسي ليبيا بعد استقلالها عن إيطاليا من العام 1951 وحتى الانقلاب الذي نفذه ضده العقيد معمر القذافي في العام 1969 ويشهد للملك إدريس رفضه أن يحج على نفقة الدولة وأصراره على الحج على نفقته الخاصة على الرغم من كل المحاولات لثنيه عن ذلك . وهو الملك الوحيد الذي أصدر مرسوماً الغى بموجبه لقب “صاحب الجلالة” مؤكدا أن هذا اللقب من خصائص الله وحده, كما حّول القصور الملكية في البيضاء وبنغازي الى مبانٍ جامعية. فاهتمامه بالعلم كان أكبر من اهتمامه بالقصور, وقرر إلغاء عملة ليبية صدرت تحمل صورته بدون علمه ، وهو الملك الذي كشفت السلطات الليبية لاحقاً عدم تملكه لأرصدة أو حسابات مصرفية داخل وخارج ليبيا،
وكان الملك ادريس قد حُكم عليه بالإعدام غيابياً من قبل محكمة الشعب الليبية في العام 1971. لكنه تمكن من اللجوء الى مصر حتى مماته ودفن في المدينة المنورة ، وتقول زوجته السيدة فاطمة في رسالة لها بعد الانقلاب : “إننا نحمد الله على أن تيجان الملكية لم تبهرنا قط ولا نشعر بالأسف لفقدها فنحن كنا دائمًا نعيش حياة متواضعة ، ولم يغب عن أذهاننا مثل هذا اليوم ، كما نحمد الله كثيرًا على أننا لا نملك مليمًا واحدًا في أي مصرف حتى يشغل بالنا المال”ونقل عن الملك إدريس أنه حين تجمع المتظاهرون حول منزله في أخر ايام حكمه أنه سأل مرافقيه ماذا يقول هؤلاء ؟ فيجيبونه: ” يقولون بدنا إبليس وما بدنا إدريس ” ليرد : ” اللهم استجب”
ومما لا شك فيه أن بعض وزراء لبنان الحاليين والسابقين يشبهون الملك ادريس في زهده للمال ، وكلمة حق تقال إن البعض منهم دخل السلطة وخرج منها دون أن يلوث سمعته ، وربما “لعن الساعة” التي دخل فيها هذا المستنقع على حد قوله ! اما البعض الاخر فإنه صار مهووساً بالسلطة ويرى الناس من حوله أقزاماً “أنا الرب الهكم”واذا كانت الكراسي التي يجلس عليها هؤلاء جعلتهم يشككون بصدق عواطف معارفهم واصدقائهم فان عليهم أن يتذكروا
ان لا مجد يدوم والدايم الله….!
من سلسلة كتب ” عن لبنان لماذا أكتب ” جزء 5