نقولا أبو فيصل يكتب “بين العمل بذكاء …والعمل بجهد” !
لو كان الجهد الجسدي يحقق الثروة لكان الحمار أغنى الكائنات على وجه الارض ، فالعمل بذكاء أفضل من العمل بجهد، رغم أنه يتطلب جهداً ذهنياً قد يكون مساوياً أو أكثر من العمل بجهد جسدي، فالذي يعمل بجهد ذهني يتعب أكثر من الذي يعمل بجهد جسدي ، والعمل بذكاء يختزل الجهد والوقت والمسافات كما يسمى في الجودة “الادارة الرشيقة”حيث يحصل من يعمل بذكاء على الانتاجية ذاتها أو أكثر في وقت أقل، فالتخطيط المسبق للعمل أمر مهم.
وهنا دعوني أتحدث عن تجارب شخصية، فإن مدة ساعة أو ساعتين تأخذها في التخطيط اليومي أو الأسبوعي لعملك، توفر عليك عدة ساعات عمل ! فكلما كانت أهدافك واضحة، كان أسهل عليك أن تنجزها بسرعة. لذلك أنصحك صديقي القارئ ان تخصص ساعة في اليوم تخطط فيها لعملك، واحرص أن يكون التخطيط واضحاً وصريحاً، وعلى مبدأ باريتو (٨٠/٢٠) الذي ينص على أن ٨٠٪ من النتائج سببها ٢٠٪ من الأسباب. فإذا كان لديك مثلاً مشروعٌ ما تبلغ عائداته مئة الف دولار سنوياً ولديك عشرة زبائن، إثنان من هؤلاء يشتريان بقيمة ثمانين ألفاً بينما الباقون مجتمعون يشترون بقيمة عشرين ألفاً فقط، لذلك تركيز الوقت والمجهود على الأثنين أفضل كثيراً ومنتج أكثر .
كما أن هناك مهارات لو تعلمها الانسان، فإنها تساعده لثقل شخصيته بسرعة وتوفر عليه الوقت والجهد، وهذا ما يسمى بالتعلم الشمولي ، حيث أن استثمار القليل من الوقت في التعلم يعطي عائدات كبيرة مستقبلية، كما ان النظر خارج الصندوق يجعلنا نرى الامور بشكلٍ اوضح.
في لبنان نتحدث دائماً عن خسائر ماذا لو تحدثنا عن المكاسب من تلك الخسائر؟ لربما تغيرت نظرتنا لكثير من الأمور، هذا في التجارة، كذلك في العلاقات الاجتماعية، ولعل ذلك يعطي بعض الإيجابية! اليس كل مقدّر مكتوب؟ كذلك على الانسان أن يتعلم معنى الصحة الشخصية بمفهومها الشمولي، وأن يتعلم أسباب المرض والإيمان بإمكانية الشفاء منه، لأن ذلك يبعد معوقات الشفاء، وأولها الخوف من المرض والاقتناع المسبق بأن لا شفاء منه
*كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع.