كتب نقولا أبو فيصل “شركة Panasonic وايرادات 75 مليار دولار اميركي سنوياً. ماتسو شيتا”ملك الإرادة والإدارة “.
بعد أخطاء فادحة ارتكبها والده في تجارته كلفته خسارة كل ما يملك نتيجة مصادرة الدولة لأمواله واملاكه وتسببت بوفاته، بعدها نتيجة عدم تحمله الصدمة العنيفة ، مما دفع “ماتسوشيتا ” للانتقال مع إخوته من قصر فاخر الى شقة صغيرة وهو في سن الخامسة ، والمؤسف موت أخوته جميعهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين كلفة الاستشفاء وشراء الأدوية بسبب المرض وسوء الغذاء حتى صار وحيداً ، ترك المدرسة وهو في سن التاسعة كان يعمل أي شيء لتأمين لقمة عيشه خوفاً من الموت الذي حل بأخوته ،كان ينظف أحذية ، يغسل ملابس ، يركض في الشوارع اعتقادًا منه أن سيارة الموت تلاحقه لتقتله ،كان يحمل حذاءه بيديه ليحافظ عليه أطول وقت ممكن ، كان حذاؤه يبدو دائما أنظــف من يديه التي تظهر كأنها يد رجل كهل نهشه الزمن ! هذه باختصار طفولة المبدع الياباني “ماتسو شيتا” وهل قرأتم عن طفولة أسوأ من ذلك ؟
عمل ” ماتسوشيتا “في شركة كهرباء ، كان ينجز مهامه بسرعة ؛ ليس حرصاً على الوقت ، لأنه كان يعتقد أن الفقر سيسرع رحيله ، وسيجد نفسه يلاقي مصير إخوته ! عمله ومثابرته اعجبا رئيسه المباشر فقرر ترقيته الى وظيفة مساعد كهربائي ومن ثم إلى كهربائي ! بدأت توكل إليه مهام أكبر وحصل على دخل أعلى ؛ استراتيجيته في العمل كانت “إعمل بكل طاقتك اليوم فقد تموت غداً ” ترقى كثيراً في عمله حتى أصبح كبير المفتشين ؛ وطور العديد من البرامج وأسهم في براءات اختراع نسبها زملاؤه لهم لأنه لم يكن يملك شهادة علمية مثلهم ؛ترك الشركة التي كان يعمل فيها وأسس شركته الخاصة المعروفة اليوم بإسم ” باناسونيك ” التي تقدر إيراداتها السنوية بأكثر من 75 مليار دولار اميركي .
أصدقائي القراء ، لا يوجد رجل فاشل لكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقي فيه ! وكما يقول الرب يسوع في رسالة يوحنا الثالثة (يوحنا١ : ٢)” أيها الحبيب في كل شئ أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة” وهكذا دعونا نعمل دائما بكل طاقتنا ، ولا نؤجل عمل اليوم إلى الغد ؛ فربما لا يأتي ذلك الغد ! وكما يقول توماس إديسون : ” الفاشلون هم أناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح حين توقفوا ” فالاصرار على النجاح يولد النجاح ، فلا يجب أن نفقد الامل وعندما نفقده سوف نفقد كل شيء .
بحث نقولا ابو فيصل