كتب نقولا أبو فيصل “صالح كامل ومجموعة دلة البركة”
ولد صالح بن عبد الله كامل في العام 1941 في مدينة مكة ، والده كان يعمل مُديرًا عامًا لديوان مجلس الوزراء السعودي ، يحمل شهادة بكالوريوس تجارة من جامعة الملك سعود ، في العام 1963 أنشأ وهو طالب مؤسسة صغيرة باسم “دار ومكتب الكشاف السعودي” وبدأ حياته العملية بالطوافة مهنة عائلته، ثم التحق بوزارة العمل حيث عمل بإدارة رعاية الشباب، وبعد فترة قصيرة انتقل للعمل في وزارة المالية، وبعد عشر سنوات انتقل الى العمل في القطاع الخاص وعمل كمراجع حكومي أو ما يسمى معقب” ويعتبر صالح كامل التجارة موهبة ، بدأ ممارستها من مرحلة الطفولة ، عندما كان يصنع من عظم الخراف أدوات لعبة شعبية الكبوش ويبيعها لزملائه ، وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية، باشر في تحرير وإنتاج المجلات المدرسية وبيعها، وفي تلك الفترة كان صالح كامل أول رئيس لفرق الكشافة في السعودية.
يروي صالح كامل انه اثناء رئاسته للكشاف راودته فكرة استيراد ملابس رياضية ، يتابع قائلاً “أخذت من والدي ، مبلغ 3000 ريال ، سافرت إلى لبنان واشتريت بدل كشافة وصافرات وسكاكين وكتب كشفية جلبتها معي إلى السعودية ، كنت أضع بضاعتي في حقيبة سيارتي وأدور بها على مدارس جدة ، وفي المرحلة الجامعية حصلت على إذن لتأمين مطبعة لنسخ مذكرات الطلبة، وقمت باستئجار محل صغير قرب الجامعة لهذا الهدف ، وعندما عملت في الحكومة كنت اعمل ممثلاً مالياً في الصباح ، وعاملا في مطبعتي في المساء ، كذلك كنت من أوائل الذين افتتحوا المطابخ في الرياض. حيث افتتحت مطبخاً اسمه “مطبخ الملز الشرقي”. فقد كان لدينا طباخ ماهر في منزلنا في جدة اسمه صالح خاطر، تعاونت معه في إنشاء المطبخ”يتابع باشرت بمشروع البريد الطواف ، برأسمال 300 ألف ريال، هي كل ما جمعته من المطبعة والمطبخ. واشتريت 30سيارة تويوتا “جيب” بسعر 12 ألف ريال للسيارة وبدأت العمل ، وقبلها قمت بعمل تجربة بنفسي، إذ طفت على جميع مدن وقرى السعودية ، وقمت بقياس المسافة بين كل منطقة وأخرى. وأصبحت قادراً على تحديد كمية الوقود التي تحتاجها كل سيارة لتصل إلى هدفها ، نجح المشروع واستمر لمدة 15 عاماً ، ثم بدأت مشاريع التلفزيون
نقطة التحول الرئيسية في حياة صالح كامل كانت عند حصوله على عقد مدرسة الدفاع الجوي في جدة بعد تقديمه عرضاً بقيمة 15 مليون دولار فقط منافس لعرض شركة “نستيول” الأميركية التي كان عرضها 155 مليون دولار، وبعدها التزمت مجموعة دلة البركة صيانة مواقع الدفاع الجوي في جميع أنحاء السعودية ، بالإضافة إلى 22 مطاراً مدنياً. بعد ذلك اشترك صالح كامل مع شركة أميركية متخصصة في صيانة المطارات اسمها “افكو”، وأسسوا “افكو دلة” حتى أصبح يمتلك ويدير 12 مليار ريال موزعة على 300 شركة وبنك ومؤسسة في المملكة وفي نحو 45 دولة حول العالم ، ثم تحولت مجموعة دلة البركة الى مجموعة أعمال عالمية تضم أكثر من 60,000 موظف حول العالم ، في العام 2017 اوقفته السلطات السعودية مع مجموعة من رجال الاعمال السعوديين بتهمة الفساد ، الى ان توفاه الله في العام 2020
بحث نقولا ابو فيصل
