اللقاء الروحي الثاني في منزل الشيخ أسعد سرحال مفتي راشيا : اول الواجبات انتخاب رئيس للجمهورية ،وتحية للقوى الأمنية لتحريرها المواطن السعودي وملاحقة المجرمين
عقد اللقاء الروحي – الاجتماعي الثاني في قضاء راشيا، بدعوة من أعضاء المجلس المذهبي الدرزي في منزل عضو المجلس المذهبي الشيخ اسعد سرحال. حضر اللقاء مفتي راشيا الأستاذ الدكتور الشيخ وفيق محمد حجازي، عضوا المجلس المذهبي الدرزي الشيخ يوسف أبو ابراهيم والشيخ أسعد سرحال، الإكساركوس ادوارد شحادة والإكساركوس متري حصان، البروباتوس ابراهيم كرم وعلماء وقضاة ومشايخ ورجال دين.
سرحال
وتحدث الشيخ أسعد سرحال وقال: “راشيا التي انطلق منها استقلال هذا الوطن، هي عنوان كبير للوحدة والتلاقي والتنوع والألفة والمحبة، ونحن في هذه المنطقة أهل الأرض والقيم والتاريخ، ووظيفتنا الحفاظ على هذه الأقانيم الثلاث، نحمي الارض ونحييها ونصون القيم ونرتقي بها ونكمل صناعة التاريخ الذي بدأه الأجداد لنعلمه للأحفاد”.
أضاف: “هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم في روحيته وجوهره يجمع هذه المبادئ الثلاثة وينطلق منها، لذا فهو لقاء مبارك إن شاء الله”.
وختم: “الشكر مجددا لمن بادر إلى الدعوة إليه أولا، عنيت سماحة المفتي، والشكر لمن لبى الدعوة وأجاب التحية في اللقاء الأول كما اليوم في هذا اللقاء في بيتكم”.
المفتي حجازي
وصدر عن المجتمعين بيان تلاه المفتي حجازي قال فيه: “اسمحوا لي بداية باسم دار الفتوى في راشيا ، وباسم علمائها أن أتقدم بالشكر لفضيلة الشيخ أسعد سرحال عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ، ومن خلال شخصكم المقدر الشكر لسماحة شيخ العقل الدكتور سامي أبي المنى وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي والقضاة الموقرين، كما للحضور في هذا اللقاء من الطائفة الكريمة
كما أشكر الأخوة من الطائفة المسيحية الكريمة الإكساركوس ادوارد شحادة والإكساركوس متري حصان والوفد المرافق”.
أضاف: “علماء راشيا في حضورهم هذا اللقاء وبما يمثلون كذلك يؤكدون على الدور المحوري للقيادة الروحية في حفظ الوطن بل هم ضمانة أساسية بل الضمانة الأساسية لتأصيل وتأكيد العيش الواحد بين ابناء الوطن, وإن اختلفت مشاربهم وطوائفهم ومعتقداتهم وعليه يؤسسون ما يلزم لتمتين اللحمة الوطنية ليبقى هذا الوطن مصانا ومحفوظا من الفتن وخاصة في زمن التقلبات والصراعات السياسية والمحاور الخارجية حتى لا يرهن الوطن للخارج على حساب حريته واستقلاله وسلامة أبنائه”.
وتابع: “قمتنا روحية والهدف الأساسي من هذه اللقاءات القممية بل والقيمية الروحية لدراسة الواقع اللبناني ، وكيفية الاستشراف للمستقبل عمليا لان الوطن وناسه أمانة في أعناقنا جميعا وعلينا أن نحرص عليه وهذا أحد معالمه. وإننا نأمل ومن خلال هذا اللقاء ان يكون فاله حسنا ونتاجه طيبا، وأثره خيرا، وأن يكون رسالة واضحة المعالم للسياسيين أن الضائقة التي يعيشها المواطنون أضحت في حالة من البؤس وقريبة من اليأس ولم يبق لها سوى بعض من فال خير بان تجتمع كلمتهم او أشخاصهم وينتخبون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وهذا واجبهم ومخالفة الواجب موجبة لعقوبة فحقنا عليهم ان يقوموا بواجبهم نحونا وأول الواجب هو انتخاب رئيس للجمهورية”.
وقال: “لا يمكن لوطن الا ان يكون له رأس، فضلا عنه لا يصلح وطن يتجزأ فيه ذلك الرأس، ولا يبنى وطن إلا إذا سلمت الأعضاء مع ذلك الرأس والمهم سلامة القلب. لقاء القمة هذا يأتي ونحن نشهد فرحة بعودة بعض المغتربين إلى قراهم لكنها مشوبة بغصة ان مرافق الدولة كلها بل جلها معطلة لكننا نؤمل كثيرا ونثق كثيرا بالقوى الأمنية ان تأخذ دورها كاملا دون اجتزاء ودون محسوبيات حتى يأمن الاهل على أولادهم، وقد قامت الأجهزة مشكورة بتحرير مواطن من دولة عربية شقيقة نحترمها ونقدرها والحمد لله عاد لبلده وأهله سالما، وهذا الإرهاب الذي يقوم به هؤلاء يستوجب الوقوف بحزم تجاههم ومن وراءهم لان الأمن لا يبنى إلا بقواعد وقوانين وتطبيقها دون انتقاص”.
أضاف: “هذا اللقاء ومع هذه الهامات لهو خير دليل على أن في لبنان عافية ، وأننا بتعاضدنا نستطيع ان نقدم الكثير لهذا الوطن ، ويكفي اننا وبهذه الروحية نقول للسياسيين:” تناقشوا وتصارخوا داخل قبة البرلمان واخرجوا منه بما يخدم الوطن ، سئمنا صراخكم ،وكرهنا خصامكم ، لكننا نقول ربما ينصلح أمركم فيما لو نظرتم لاجتماعنا هذا بهذه الروحية العالية والوجوه الغالية والاحترام لخصوصية الآخرين والتقدير لأشخاصهم ، لو نظرتم لهذه المرجعيات لعرفتم تماما كيف يمكن خدمة الوطن استقرارا وازدهارا امنا وامانا ثم أقول من باب الفسحة في الوقت وافتراض الخطأ إيجابا لعلنا نكون جانبنا الصواب فيظهر الدخان الأبيض بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لا يكون مشاركا أو متسببا أو مواربا أو مغطيا الفساد. طالبنا في اللقاء الماضي بضرورة المحافظة على شبابنا من انتشار وباء المخدرات وفي هذا اللقاء نؤكد على ذلك أيضا لأن هذه الآفة تزداد ونطالب الأجهزة المختصة بالتصدي الحازم لهذه الجريمة المنظمة ونحن بدورنا وجهنا وتوجهنا بالنصح لعدم الوقوع في هذه اللوثة التدميرية وسنستمر في مواجهتها ومروجيها وأهلها كذلك وسوف نقيم ندوة علمية في كشف مخاطر هذه الجرثومة على متعاطيها وموقفنا منها وهذه دعوة للمرجعيات الروحية في قضاء راشيا للمشاركة في هذه الندوة بيد أنها تكون مؤتمرا علميا وليوم واحد بإذن الله”.
وتابع: “هذا وإن من شيمنا الحياء، ومن قيمنا النخوة، ومن أدبنا الغيرة، ومن ديننا الحشمة، ومن شريعتنا الحرية، ومن ثوابت حريتنا عدم اختراق حرمة الآخرين، بل وعدم تلويث البيئة الإنسانية، بالخروج السافر حتى في الأماكن العامة وهذا فضلا عن انه دين هو أيضا قانون لبنان العظيم لذلك نؤكد على أهمية المحافظة على مشاعر الناس وعدم التلاعب بقيمهم والاستفزاز لمشاعرهم والتطاول على مقدساتهم”.
وختم: “شكرا لمنظمي هذا اللقاء، على هذا التنظيم المميز، وعلى امل أن نبقى هكذا دائما بل وأكثر”.