الحكومة… “إذا مش الإثنين الخميس”
على طريقة “اذا مش الاثنين الخميس” تسير مشاورات تشكيل الحكومة. فعلى رغم كثرة الحراك الرئاسي والسياسي المتنقّل بين مقارٍ رسمية وحزبية، الا ان لا بركة، اقله حتى كتابة هذه السطور. فكل فريق معني بالتشكيل متمترس خلف مواقفه من دون ان يتراجع عنها، معللاً ذلك بحسابات رقمية اعطته اياها صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية، في مقابل موجات تفاؤلية بولادة قريبة وسريعة يصرّ الرئيس المكلّف سعد الحريري على بثّها علّها تساعد في فكفكة العقد وتضع الجميع امام مسؤولياتهم.
ومع ان معظم القوى السياسية يتّفق على ضرورة الاسراع في إنجاز التشكيلة الحكومية ويتقاطع بذلك مع اصرار دولي على ذلك، من اجل الانصراف الى ورشة الاصلاحات المُنتظرة من لبنان لصرف القروض التي حصل عليها في المؤتمرات الدولية، ابرزها “سيدر”، وبالتالي لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية والامنية، الا ان حكومة العهد الاولى لا تزال في عنق زجاجة الشروط والمطالب، وما يُسمع من مواقف بعيد كل البُعد عن ارض الواقع ورغبات اللبنانيين.
عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله اشار لـ”المركزية” الى “ان المشاورات الحكومية مكانك راوح، اذ لا تقدّم ولا تراجع، والعقد لا تزال قائمة والجميع يعلم مكامنها من دون اي بوادر معالجة تلوح في الافق”، عازياً تأخّر التشكيل الى “ان كل فريق يضع معايير للتمثيل وفقاً لحساباته”، ومعتبراً “اننا اذا وحّدنا هذه المعايير تُصبح ولادة الحكومة قريبة وسهلة”.
وقال “امنيتنا كانت ولا تزال الاستعجال في تشكيل الحكومة ومستعدون دائماً لتقديم المساعدة حيث تقتضي الحاجة، ونحن كنا ايجابيين في مطالبنا منذ اللحظة الاولى، لاننا لم نرفع السقف، فلو كنا فعلاً ثنائياً شيعياً كما يروّج البعض لكنا طالبنا كما يفعل غيرنا بأن تكون حصّتنا في الحكومة اكثر من 6 وزراء اذا اعتمدنا النسبية”.
ولفت الى “ان الرئيس المكلّف يتحمّل الجزء الاكبر من مسؤولية تأخير ولادة الحكومة، انطلاقاً من صلاحية التشكيل التي اعطاها ايّاه الدستور بالتشاور مع رئيس الجمهورية، لكن للاسف عندما يكون هناك تعنّت فان من الصعب القيام بواجباته في هذا المجال”.
من جهة ثانية، اعتبر نصرالله “ان لا بد من التواصل مع النظام السوري لمتابعة ملف عودة النازحين السوريين الذي وُضع على سكة المعالجة من خلال المبادرة الروسية”، وقال “لا يستطيع لبنان ان يتحمّل الى ما لا نهاية عبء مليون ونصف مليون نازح سوري، لذلك لا بد من اتّخاذ قرارات شجاعة لترتيب عودتهم عبر التواصل مع السوريين حتى لو كان هناك انقسام على آلية المعالجة”، مذكّراً “بان دولاً غربية كبرى كانت تعادي النظام عادت الان لتفتح قنوات التواصل معه، خصوصاً ان الوضع الامني والعسكري في سوريا تحسّن كثيراً وهي تستعد لمرحلة إعادة الاعمار”.
وختم “علينا الخروج من الـ”تابو” الذي وضعنا انفسنا فيه في مسألة العلاقات مع سوريا. واذا لم يحكمنا مبدأ العلاقات السياسية فأقله الواقع الجغرافي الذي لا يُمكننا الخروج منه، هناك معابر برّية تربطنا بسوريا تُعتبر الشريان الحيوي لتجار لبنانيين، لذلك علينا ان نشكر الله ان الروسي يريد مساعدتنا لحلّ ازمة النازحين من ضمن رؤية دولية نتجت من قمة هلسنكي”.
المركزية