المطارنة الموارنة:لتجاوز الخلافات
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، في الكرسي البطريركي في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.
وفي ختام الاجتماع، أصدر المجتمعون بيانا تلاه النائب البطريركي المطران يوحنا رفيق الورشا، ونص على ما يلي:
1. يفرح اللبنانيون اليوم بعيد الجيش اللبناني، والآباء يهنئونه، قيادة وضباطا ورتباء وجنودا. ويهنئون أيضا بتخريج دفعة جديدة من الضباط، ويثمنون ما يقوم به هذا الجيش والقوى الأمنية كافة من جهود ويتحملونه من مخاطر ويبذلونه من تضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، ومحاربة الإرهاب، وحفظ الأمن لجميع المواطنين. ويطالبون المسؤولين في الدولة بتأمين كل ما يحتاج اليه من دعم مادي ومعنوي وسياسي، ليستطيع القيام برسالته الوطنية على أكمل وجه.
2. أسف الآباء لمرور أكثر من شهرين على التكليف الحكومي، من دون أن تسفر الاستشارات والاتصالات السياسية عن تشكيل حكومة جديدة، فيما الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والتطورات الإقليمية مصيرية. وهم يهيبون بالمراجع الرسمية والسياسية تجاوز الخلافات الناشئة من المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية وسواها، والإسراع في التوصل إلى الاتفاق على صيغة لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة، ولا سيما على صعيد إدارة المرافق الحياتية، ومكافحة الفساد والإفساد في الإداراة العامة.
3. بينما يعاني مجتمعنا اللبناني من آفة الإدمان التي تفتك بشبيبتنا، والانتشار العشوائي لزراعة الحشيشة وتصنيع المخدرات على أنواعها وترويجها، تثير أوساط سياسية موضوع زراعة حشيشة الكيف في لبنان، من ثلاثة وجوه: الإنماء المناطقي، ورفد خزينة الدولة بعائد مهم، والاستعمال الطبي. يحرص الآباء على التأكيد أن هذا الموضوع في غاية الخطورة لأسباب إجتماعية وأخلاقية شتى. لذلك تتطلب مقاربته دراسة أكثر موضوعية، علمية وعملية وافية لمعرفة سلبيات هذه الزراعة وإيجابياتها، وإذا ما كانت السلطات اللبنانية قادرة حقا على إدارتها والإفادة من إنتاجها من دون إلحاق الضرر الصحي بالمواطنين، ولا سيما الأجيال الشابة.
4. سجل الآباء بارتياح إيلاء قمة هلسنكي مسألة النزوح السوري إلى لبنان جانبا من اهتمامها، وتولي روسيا الاتحادية تحريك هذه المسألة والإشراف على تأمين عودة النازحين السوريين إلى ديارهم في أسرع ما يمكن، بالتعاون مع الحكومتين اللبنانية والسورية. يود الآباء لفت انتباه المعنيين بهذا الملف، إلى وجوب الاعتناء بمعالجته من دون التوقف عند استثناءات لأسباب سياسية. فكما توافر حل لمشكلة السوريين غير المؤيدين لحكومتهم في أكثر من منطقة سورية من خلال اتفاقات أو قوانين عفو، من الممكن أن يطبق ذلك على أمثال أولئك في صفوف النازحين إلى لبنان، بحيث لا يعود قسم منهم وتعلق عودة قسم آخر في انتظار حل سياسي ما.
5. مع بدء العطلة القضائية السنوية في المحكمة الروحية المارونية، يتوجه الآباء بالشكر إلى الجسم القضائي، وإلى المحامين والموظفين، كما العاملين في ميدان الوساطة والمصالحة، معربين عن تمنيهم أن تكون هذه العطلة مناسبة لإعادة تقييم العمل على الأصعدة الذاتية والقانونية والأخلاقية والروحية، حرصا على حقوق المتقاضين، وحسن ممارسة العدالة النزيهة، وصونا لقيم العائلة الإنسانية والمسيحية.
6. تحتفل الكنيسة خلال هذا الشهر بعيدي تجلي الرب في 6 آب، وانتقال السيدة العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد في 15 منه. يدعو الآباء أبناءهم للإستعداد لهما بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، وللإحتفال بهما بفرح وتقوى، سائلين الله أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا بجد وإخلاص على إيقاف الحروب في منطقتنا، وإحلال السلام العادل والشامل لكل الشعوب”.