أمر عمليات خارجي لابتكار عقد “غب الطلب”
على وقع ابتكار العقد ورفع السقوف، تتأرجح بورصة تأليف الحكومة بين التفاؤل والتشاؤم، وكأن قدر الشعب اللبناني أن يكون أسير التجاذبات والصراعات الداخلية والخارجية التي تسير بخط متواز، إذ لا ينفصل الصراع الداخلي عما يجري في المشهد الإقليمي والدولي، خصوصا الصراع الإيراني السعودي المتفاقم، والكباش الروسي الأميركي.
وإذ تفرملت انطلاقة الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ان ارتفع منسوب التفاؤل إلى حده الأقصى، تساءل مصدر متابع لعملية التأليف عن الأسباب التي حالت دون اعلان التشكيلة المنتظرة والتي قدم فيها الحريري كل التسهيلات ودورت الزوايا وبات الفول في المكيول على حد تعبير رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أدلى بدلوه في بلورة بعض التفاهمات والتسويات وحلحلة بعض العقد.
المصدر المتابع أعرب عن قلقه إزاء التنازلات التي تقع على عاتق فريق واحد يتمثل بالمستقبل والقوات والحزب التقدمي الإشتراكي، فيما يمعن الفريق المقرب من النظام السوري بطلب المزيد وقضم المكتسبات ” بالمفرق” على حد تعبير المصدر المتابع، بدءا من صفقة انتخاب رئيس للجمهورية، مرورا بإقرار قانون إنتخابي هجين وفئوي، جاء في لحظة إقليمية وعربية ومحلية ملتبسة، فأفرزت واقعا نيابيا جديدا وصولا إلى محاولات الفريق الحاكم حاليا إلى المساس باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك والوحدة الوطنية.
واشار المصدر المتابع أن ما يحصل اليوم من سياسة القضم وتحقيق المكتسبات يقود البلاد إلى مزيد من الأزمات والنكسات والى تدهور إقتصادي يفاقم الأزمة ويحرج العهد المتضرر الأكبر من تأخير ولادة الحكومة، نتيجة سياسات خاطئة سار بها لحسابات يجب أن تكون قد انتهت مع انتخاب رئيس الجمهورية.
وحدها تغريدة رئيس التقدمي النائب السابق وليد جنبلاط خرقت جدار الصمت أمس، واضعا الإصبع على الجرح النازف، والأمور في نصابها، في إشارة واضحة إلى سبب الإنتكاسة الجديدة التي تقف عوامل خارجية خلفها، قارعا جرس الإنذار الإقتصادي مجددا فقال: “الاستشارات الحكومية مستمرة وسط تحليل ودراسة معمقة للشيفرة التي تأتي تباعا الى مراكز الرصد، لكن من المؤكد ان الدين العام يزداد بدون رصد.
ويشير مصدر مقرب من الرئيس المكلف أن ثمة من يحاول إحراج الرئيس الحريري لدفعه إلى الإعتذار عن التأليف عبر ابتكار عقد باتت ” غب الطلب” تأتينا من الخارج بأمر عمليات من النظام السوري وآخرها نظرية تمثيل نواب المعارضة السنية، وهم في حقيقة أمرهم ممثلون في الكتل التي ينتمون إليها وليسوا كتلة واحدة، واضعا ابتزاز الرئيس الحريري بالأمر المريب والمستهجن في توقيته وتزامنه مع ما يحصل في السعودية والعراق، لكنه في الوقت ذاته أكد أن قرار التأليف بيد الرئيس الحريري الذي يمتلك نفسا طويلا وصبرا يستطيع من خلاله تذليل العقبات وتجاوز العقد التي تحاول فرملة مبادراته، معربا عن أسفه لاعتماد البعض سياسة المراوغة وعدم مقابلة الرئيس الحريري بالإيجابية التي تعاطى فيها الآخرين
سياسة ابتكار العقد قد تعيد خلط الأوراق من جديد وتوزيع آخر لبعض الوزارات،وهو رهن بحل عقدة وزارة العدل التي يصر رئيس الجمهورية على ان تكون في قبضته لتضاف الى وزارات الخارجية والدفاع والطاقة وغيرها من الوزارات المحسوبة على العهد والتيار الوطني الحر، الأمر الذي يدفع الى التساؤل ماذا تبقى للأحزاب المسيحية الأخرى والتي تمثل أكثر من 45 من الوزن المسيحي المنضوي ضمن أحزاب كانت منضوية في 14 آذار ومستقلين، وفي مقدمها حزب القوات اللبنانية الذي استطاع أن ياتي بكتلة نيابية من 15 نائبا مسيحيا وفي غالبية الدوائر الإنتخابية.
وإذا كان منسوب الحديث عن العقدة الدرزية قد انخفض وخفت وتيرته، تبقى التساؤلات مفتوحة على التأويل عن هوية الوزير الدرزي الثالث الذي سيتولى وزير دولة في الحكومة المنتظرة، وهل اختياره سيكون من لائحة ارسلان أم من لائحة جنبلاط والتي اودعاها رئيس الجمهورية، أم هناك اسم درزي من خارج اللائحتين الجنبلاطية والأرسلانية، في وقت تحدث مصدر مطلع ومتابع لملف تشكيل الحكومة ان الدرزي الثالث سيكون مرضى عنه جنبلاطيا ولا يستفز ارسلان .
وتأتي زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي إلى بيت الوسط لتفتح النقاش على حصة القوات بعد تمسك عون بالعدل، ومن أين سيأتي الرئيس الحريري بوزارة موازية لوزارة العدل، في وقت شكل لقاء الوزير رياشي بالنائب وائل أبو فاعور في احد مطاعم الجميزة مدار بحث وتقييم لما يحصل على مستوى التأليف، والإحتمالات التي يمكن أن تفرضها المستجدات الحكومية.
“اليومية”