فول القوات في مكيول من؟
قد يكون العماد ميشال عون من أشدّ الحريصين على ولادة الحكومة قبل الذكرى السنوية الثالثة لانتخابه رئيساً للجمهورية، في حين أنّ آخرين يتطلعون إلى تأليف الحكومة قبل الرابع من تشرين الثاني لاعتبارات إقليمية. بيد أنّ المفاوضات لم تفضِ حتى الساعة لإنهاء ما تبقى من عقد على مستوى الحقائب، التي يطالب بها حزب القوات ويعتبرها من حقّه إنطلاقاً من نتائج الإنتخابات الأخيرة، وعلى مستوى تمثيل المعارضة السنية الذي يبدو أنّه لا يلقى آذاناً صاغية في بيت الوسط. فلو كان هناك حزب كبير يطالب بأن يتمثل في الحكومة، لكان الحريري، كما قال أمس، تفهّم ذلك، مستغربا أن يصار إلى تجميع نواب لتشكيل كتلة.
وبانتظار عودة الرئيس المكلف يوم الخميس من المملكة العربية السعودية التي يتوجه إليها في الساعات القليلة المقبلة، يدخل حزب القوات زمن الصمت لحين موعد لقاء الرئيس المكلف بالوزير ملحم الرياشي المرجح مساء الخميس، ليُبنى على الشيء مقتضاه حيال التصوّر الذي قدمته معراب المترافق مع خيارات تسهيلية.
وبالتالي فإنّ القوات لن تستفيض في الحديث عن الحقائب التي ستوافق عليها، مترقبةً ما ستؤول إليه اتصالات الرئيس المكلف برئيس الجمهورية، علماً أنّ الوزير الرياشي زار اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، واضعاً إيّاه في أجواء اللقاء الأخير مع الرئيس المكلف، مشدّداً على أنّ النقاشات مفتوحة والقوات لا تطالب بحقائب معينة، قائلاً: “مكيول القوات بساع الكل والقوات ما رح تتحجم”.
الثابت أنّ المفاوضات الجارية في المرحلة الراهنة على أكثر من صعيد تجهد للوصول إلى حلّ للعقدة المسماة العقدة المسيحية، فخطوط التواصل بين بيت الوسط ومعراب على أشدّها. الاجتماعات الحكومية متواصلة، فبعدما التقى الحريري مساء السبت الدكتور سمير جعجع، عاد والتقى الأحد الوزير الرياشي، واجتمع إلى الأخير كذلك أمس أيضاً بحضور مدير مكتب الدكتور جعجع ايلي براغيد. كل ذلك يهدف، بحسب مصادر معراب لـ”لبنان24″، إلى إمّا تثبيت وزارة العدل للقوات، أو البحث عن بديل من المستوى نفسه في حال تعذّر تثبيتها نتيجة إصرار رئيس الجمهورية على أن تبقى من حصته، إنطلاقاً من حرص الدكتور جعجع على العلاقة الجيّدة مع بعبدا، من دون أن تدخل مصادر القوات في تسمية الوزارة المخرج، مكتفيةً بالقول إنّ الأفكار المتبادلة قائمة والمفاوضات مستمرة.
تعوّل معراب، على إمكانية أن يصل الرئيس المكلف والرئيس عون إلى حلّ لانهاء العقدة القائمة، وتشدد المصادر نفسها على أن لا خلاف مع الحزب التقدمي الاشتراكي حول الحقائب الوزارية، علماً أنّها لم تأتِ على نوعية الوزارة التي تجري المفاوضات على أساسها، سواء التربية التي يطالب بها اللقاء الديمقراطي أو سواها، مكتفيةً بالقول إنّ العمل جار لاختيار وزارة لا تقل أهمية عن وزارة العدل، لأنّ القوات بقدر حرصها على علاقة مميزة مع رئيس الجمهورية، فإنّها حريصة على طبيعة تمثيلها داخل الحكومة وفق وزنها السياسي والشعبي والنيابي، وحريصة أيضاً على قطع الطريق على كلّ من تسوّل له نفسه استغلال هذه العقدة لتأخير التشكيل، ولذلك يقدم الدكتور جعجع أقصى المساعدات والتسهيلات للرئيس المكلّف من أجل الوصول إلى تأليف الحكومة في أسرع وقت، تقول المصادر، غامزة من قناة عقدة تمثيل سنة المعارضة التي برزت في الأيّام القليلة الماضية