“تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” يولد في 2019
اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في مؤتمر أمني عقد في المنامة أمس، أن روسيا «لا يمكن أن تحلّ محل» الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأعلن أن واشنطن تقف في وجه إيران التي تدعم الحوثيين في اليمن.
في غضون ذلك، رحب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بإنشاء «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين ومصر والأردن، لحماية أمن المنطقة. وأشار إلى عقد اجتماعات في السعودية لوضع إطار عمل للتحالف، بمشاركة مسؤولين قطريين. في الوقت ذاته، نقلت «قناة العربية» عن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن التحالف سيكون «مفتوحاً لعضويته أمام من يقبلون مبادئه»، و «سيكون نشطاً في مثل هذا الوقت من العام المقبل».
وأمام عدد من الوزراء العرب ومسؤولين بارزين شاركوا في «حوار المنامة» (الدورة 14) الذي يعقد سنوياً في البحرين، قال ماتيس إن «انتهازية روسيا، وسعيها إلى تجاهل النشاطات الإجرامية لنظام الرئيس بشار الأسد ضد شعبه، يثبتان افتقادها الالتزام الصادق بالمبادئ الأخلاقية الأساسية». واستدرك: «اليوم أريد أن يكون ذلك واضحاً… وجود روسيا في المنطقة لا يمكن أن يحلّ محل الالتزام الطويل والدائم والشفاف للولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط. التزام أكرر تأكيده بلا تحفظ». وزاد: «ندعم الشركاء الذين يغلّبون الاستقرار على الفوضى».
وعلى صعيد تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، أكد الجبير في كلمة أمام المؤتمر، «دعم السعودية التحالف»، مشيراً إلى «استمرار النقاشات بين الأردن ومصر لبلورة الأفكار، والتوصل إلى الهدف الأساسي، وهو ضمان الأمن للمنطقة». وأضاف: «نؤيد بقوة تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، وعقدنا اجتماعات في السعودية أخيراً مع كل دول مجلس التعاون ومع مصر. النقاشات مستمرة، وتركز على وضع إطار عمل».
وشدد الوزير السعودي على أن مجلس التعاون الخليجي «سيبقى المؤسسة الأهم لدول الخليج»، لافتاً إلى أن التعاون الأمني مع قطر «مستمر»، والتحالف لن يتأثر بالخلاف الديبلوماسي. وأشار إلى «وجود عدد من الضباط القطريين في القواعد العسكرية في البحرين، والعكس صحيح في وجود ضباط خليجيين في قاعدة العديد القطرية». وزاد: «عناصر جماعة الإخوان الذين تحويهم قطر، لم يأتِ لنا منهم سوى التكفير والهجرة والقتل، لذلك نعارضهم ونعدّهم منظمة إرهابية، ومن ثم اتخذنا عدداً من الخطوات لإنهاء نفوذهم وقدرتهم على الدول العربية».
وشدد الجبير على أن إيران «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، داعياً إلى «التصدي لشناطاتها في المنطقة». وقال: «يتم التعامل مع رؤيتين في الشرق الأوسط، رؤية سعودية مستنيرة وأخرى إيرانية ظلامية… النور ينتصر على الظلام». ولفت إلى أن المشكلات التي تواجه المنطقة «يمكن تجاوزها من خلال القيادة الجيدة والاستمرارية والمقاربة»، نافياً «وجود تخوف على مصير المنطقة»، وأكد أنها «ستكون أكثر ازدهاراً». وذكر أن «المشكلة هي كيفية التعامل مع إيران وإبعادها من التدخل في شؤون الدول والعبث بالمنطقة».
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية البحريني على «أهمية التحالفات والشراكات بين الدول الداعمة للاستقرار في المنطقة وحلفائها في الخارج، لضمان الاستقرار الإقليمي». وأكد أن المنامة «ما زالت ملتزمة جعل مجلس التعاون الخليجي ركيزة للاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن السعودية «هي ملاذ للاستقرار وللرؤية المستقبلية لمنطقتنا».
ونوه الوزير في كلمته أمام مؤتمر «حوار المنامة» بـ «أهمية إنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، مشيراً إلى أنه «سيساهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة». وأكد التزام البحرين دورها الداعم لجهود حماية المنطقة. وأضاف أن محاولات قطر التدخل في سياسات الدول الأعضاء في مجلس التعاون، «تتناقض مع الاتفاقات الموقعة بين دول المجلس الذي يعدّ دعامة للاستقرار الاقليمي، وأهم عنصر، إلى جانب مصر والأردن، في مساعدة المنطقة على الاستقرار».
“الحياة”