هذا ما فعله الحريق بحياة حمزة، فهل تسعفه هيئة الاغاثة؟
قدر الشاب حمزة حمود الذي لم يسعفه القدر أن يمتلك حاسة النطق، أن يغالب الزمن المر ليعيش بكرامته وبعرق جبينه، رغم العرف السائد الذي صنفه من ذوي الإحتياجات الخاصة، فقرر ان لا يحتاج أحدا وأن يمتهن حرفة التنجيد في بلدته العقبة ” حي عز العرب” في قضاء راشيا، فاصبح مقصدا لكثيرين لإتقانه هذه المهنة وصدقه والتزامه، فبات زبائنه كثرا من أصحاب السيارات والمحلات وارباب البيوت.
حمزة الذي وسع مصلحته وطورها عبر شراء كميات كبيرة من الإسفنج بسعر الجملة كي يوفر بعض المال، بعدما باتت ظروف الحياة صعبة ومتطلبات الحياة ترهق كاهله، شاء القدر أن تلتهم النيران محله بالكامل،قبل أن يتدخل الدفاع المدني والجيش اللبناني وقوى المن الداخلي والأهالي، دون ان تفلح الجهود التي بذلت في وقف ألسنة النيران، حين قصر لسانه عن التعبير، فلم يبق للإسفنج ” اثر بعد عين” فأتت النيران على كل المحتويات بما فيها أغراض زبائنه، لتتجاوز خسارته السبعة آلاف دولار، رأسماله في هذه الحياة البائسة، ورصيده لمواجهة قساوتها، إذ تؤمن له قوت عيشه وعيش عائلته كونه متزوجا من امرأة تشبهه في الوضع الإجتماعي ولا تقوى على النطق ،ولديهما طفلة صغيرة، تواجه واقعا مريرا لكنها لا تتيقن ماذا يخبىء لها القدر.
ودون حاجة للكلام أو النطق أو إلى أي لغة تعبير، ارتسمت على محيا حمزة علامات تساؤل وحيرة وقلق على مستقبل مجهول، ومن إشاراته وعلامات وجهه الشاحب من دخان الحريق وغبار التعب، وقلة ذات اليد، وغياب من يمسك بيده، يناشد هذا المتعب الهيئة العليا للإغاثة ورئيسها الذي يأمل بها خيرا اللواء محمد خير أن يعوض عليه وإغاثته ليعيد فتح محله والإستمرار في حرفته التي لا يملك غيرها سبيلا للعيش مع اسرته.
وإذ يأمل أن يجد من يقف الى جانبه من الجهات المختصة لا سيما وزارة الشؤون الاجتماعية، وضع حمزة عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور في أجواء ما حصل معه والخسارة التي تكبدها، فوعد أبو فاعور بمساعدته ومتابعة الأمر مع الجهات المعنية واصحاب الشأن كي يتجاوز حمزة ما ألم به ليعود الى باب رزقه وحرفته.