وزير سني من حصة عون يرضي حزب الله ولا يزعـج الحريـري
بين موقفي امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأبعاده النارية الخطيرة امس الاول، والكلمة الفصل التي سيقولها الرئيس المكلف سعد الحريري في مؤتمره الصحافي بعد ظهر غد، مساحة زمنية تملؤها الاتصالات المتسارعة للجم التوتر وسحب فتيل التشنج خشية الانفجار. وفيما التأزم في ذروته، اعاد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل تشغيل محركات مبادرته “الانقاذية” بمباركة رئاسية، متنقلا بها بين المجلس النيابي وبيت الوسط للوصول الى حل على اساس ثوابت حددها في اعقاب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ابرزها، لا اعتذار للرئيس المكلف، تشكيل حكومة وحدة وطنية بأكثرية واقلية كل مكون بعيدا من الاحتكار بمعايير تمثيل عادل للكتل النيابية، بحيث يمكن تخيّل الحل وفق المبدأ والمعيار.
من حصة الرئيس: وعلى وقع توقعات متفائلة بإمكان حل العقدة السنية بالطريقة التي ترضي حزب الله ولا تزعج الرئيس سعد الحريري بحيث تفتح ابواب الولادة الحكومية نهاية الاسبوع كما يرى بعض غلاة التفاؤل، قالت مصادر سياسية تواكب التطورات الحكومية لـ”المركزية” ان المخرج الجاري العمل عليه ينطلق من النافذة التي ابقاها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مفتوحة في خطابه من خلال وضع كرة الحل في عهدة نواب اللقاء التشاوري والرئيس الحريري ومن باب عدم رغبة الحريري باحتكار تمثيل الطائفة. واشارت الى ان الوزير السني من حصة 8 اذار سيكون على الارجح من حصة رئيس الجمهورية الذي استثناه الوزير باسيل في تصريحه من دائرة القوى المعنية بحل العقدة كما التيار الوطني الحر. وتوقعت ان تنسحب نتائج زيارة باسيل لبيت الوسط الذي توجه اليه مباشرة من ساحة النجمة اثر اجتماعه بالرئيس بري الذي وصفته مصادر مطلعة بالايجابي، على مضمون المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري غدا “قمحة او شعيرة”. فإما يكون الضوء الاخضر للتشكيل المفترض ان يتحدد بعد انتهاء المباحثات في بيت الوسط حيث يطّلع الحريري على مضمون مبادرة باسيل الذي استبقاه الى مائدة الغداء او تبقى الحكومة في دوامة المجهول مع ترجيح الفرضية الاولى، فيما تحدثت معلومات عن ان الحريري قد يزور بعبدا قبل مؤتمره الصحافي غدا.
بعبدا تنتظر موقف الحريري: وفي وقت غاب اي موقف او تعليق من بعبدا والدوائر المحيطة بها، قالت مصادر مقربة منها لـ “المركزية” ان رئيس الجمهورية الذي اوفد باسيل الى الضاحية، عشية الخطاب الذي اطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يترقب التطورات ويواكب المساعي بدقة للحؤول دون ان تنعكس المواقف التصعيدية الأخيرة على التأليف فتتجمد العملية برمتها. وقالت مصادر اطلعت على مضمون لقاء باسيل نصرالله ليل الجمعة – السبت الماضي لـ”المركزية”: ان باسيل اطلع السيد على وجهة نظر رئيس الجمهورية وحصيلة المشاورات التي اجراها، قبل ان يستمع الى موقف عالي النبرة صوّب النقاش في اتجاه المرتقب من تطورات في ضوء مواقف صدرت قبل هذا اللقاء وملاحظات سجلها رئيس الجمهورية تحديدا وغيره من القيادات الروحية والسياسية والحزبية. واذ وصفت الاجتماع بالعاصف خصوصا لجهة اعتراض نصرالله على وضع العقدة في خانة “السنية- الشيعية” بما يؤجج لفتنة مذهبية، لفتت المصادر الى ان معظم ما جاء في خطاب نصرالله بعد ظهر السبت سمعه باسيل ولو بشكل مختلف من نصرالله شخصيا وبكامل التفاصيل بما تضمنه من غضب وعتب. ولفتت الى ان الرئيس عون لم يُفاجأ بمضمون الخطاب العالي النبرة لنصرالله، كونه اطلع على اجوائه من باسيل الذي نقله اليه صباح السبت الماضي، اي قبل ساعات على الخطاب.
ايجابيات على امل: اما في الوقائع التي دارت بالقرب من القاعة التشريعية بهدف ايجاد حل للعقدة السنية، فعقد لقاء جمع رئيس المجلس ورئيس التيار الوطني الحر ، بعيد رفع الجلسة التشريعية قرابة الثانية والنصف من بعد الظهر. قال باسيل على اثره “اننا نعمل لحل مشكلة ليست عندنا كفريق سياسي لكن ليس على قاعدة ان “المصلح ياكل تلتين القتلة” بل تقسيم مسؤولية الحل على الاطراف المعنيين”،مشيرا الى ان “مهما كانت طبيعة العقدة هي عقدة وطنية لأنها تمنع تأليف حكومة وحدة وطنية ويمكن حل العقدة بالعودة لمبادىء ومعايير التمثيل في الحكومة”. وتابع: “المبدأ ان في حكومة وحدة وطنية لا احتكار لمذهب او طائفة من فريق واحد والاشكالية تأتي من ان الاقلية عند الطائفة السنية ليست مجسدة بنائب معين او جهة محددة”. واكد باسيل ان ” المطلوب وقف التحريض لنتمكن من حل العقد، والموضوع لا يتعلق بالمس بصلاحيات أحد بل بأحقية التمثيل، والمطلوب العودة الى المعايير وفي حكومة الوحدة لا احتكار في التمثيل لاي مكون”. ورأى ان “المشكلة تكمن في ان الاقلية السنية غير متمثلة بطرف واحد”، قائلا “كل 4 نواب يحق لهم بوزير وهناك اعتلال من حيث الشكل في مطلب توزير الاقلية السنية، لكن وفي المحصلة، تشكيل الحكومة حتمي”. وختم “وفق المبدأ والمعيار يمكن تخيل الحل ونأمل القبول بالفكرة التي نأمل نجاحها واي حل يقوم على اعتذار الرئيس المكلف لن يصح، والمطلوب رئيس حكومة قويا اما ان كان ضعيفا فالعهد والحكومة سيكونا ضعيفين”.
أبوفاعور: وليس بعيدا، كشف النائب وائل أبو فاعور على هامش مشاركته في الجلسة التشريعية أن “لدى الحزب التقدمي الاشتراكي معطيات بأن لدى التيار الوطني الحر مقترحات قد تفضي الى التشكيل اذا حسنت النيات”. وقال “ما حصل اليوم في الجلسة، من ابتعاد عن المناكفات وعن السقوف العالية هو امر ايجابي ويجب التركيز عليه والانطلاق منه.
بوادر ايجابية: وعقد اجتماع تنسيقي لتكتل لبنان القوي في المجلس النيابي قبيل الجلسة. وقال الوزير باسيل من المجلس النيابي: “لدينا الكثير من الافكار سيتم تداولها مع رئيس مجلس النواب . اما النائب الياس بو صعب، فقال قبل الجلسة: “هناك بوادر ايجابية بشأن تشكيل الحكومة وراقبوا حركة باسيل التي سيكون لها جدوى وسنصل الى حلول”.
اعتماد لادوية السرطان: اما داخل الهيئة العامة لمجلس النواب، فكان هدوء ملحوظ بعيدا من ضوضاء التصعيد الحكومي، حيث اقرت الجلسة التشريعية برئاسة بري “فتح اعتماد لتمويل ادوية السرطان”، على ان يتم اقتراض المبلغ المذكور، ذلك ان وزير المال علي حسن خليل اعلن “من أين سنأتي بالواردات لتغطية هذا المبلغ وليس هناك في احتياطي الموازنة اي ليرة”؟ فردّ بري قائلاً “قابل ونص والحكومة مجبورة أن تؤمن الأموال”. وقد سادت الجلسة اجواء هادئة نسبيا لم يكسرها الا انحساب الرئيس نجيب ميقاتي منها، اعتراضا على التشريع في شكل طبيعي والتغاضي عن كون الحكومة حكومة تصريف أعمال. كما بحثت الجلسة في جدول اعمال مؤلفا من 39 بندا، أبرزها تجديد الامتياز لكهرباء زحلة، وتمويل مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس، وإخضاع الصفقات العمومية لإدارة المناقصات. وتم تأجيل اقرار المشروع المتعلّق بالموافقة على القرض المقدّم من البنك الاسلامي للتنمية لتطوير وتوسيع مرفأ طرابلس بسبب اوراق ناقصة. كما تم ارجاء اقتراح القانون المتعلق بالموارد البترولية في الاراضي اللبنانية.
الراعي: الى ذلك، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن من غير الممكن القبول في ان يحكم لبنان بذهنية ميليشيات سياسية.وقال خلال الدورة الـ52 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك حول موضوع “شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان”:”ما يؤلم شعبنا ويؤلمنا هو اهمال المسؤولين في الدولة وحصر اهتمامهم بمصالحهم الخاصة والظهور وكأنهم لا يريدون بناء دولة قانون لانها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم ولهذا السبب ضعف الولاء للبنان”.
جنبلاط … انتهى الطائف: من جهة ثانية، نعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر” اتفاق الطائف قائلا “في تلك الايام كان للديمقراطية معنى وللدستور حصانة وللقانون سطوة”. واضاف “كان العميد اده في مقدمة رجال الدولة في الحكم او في المعارضة، ثم دخل الاغتيال السياسي من قبل الانظمة الكلية واتت الحرب ثم تسوية الطائف بدستور لا يطبق، وبالامس انتهى الطائف”. وتابع “اتساءل ما هو معنى حكومة الوحدة الوطنية”. وأرفق تغريدته بصورة للعميد ريمون اده.
المركزية