ابرز ما جاء في وثيقة بكركي بعد المصالحة بين “القوات” و”المردة”
بعد خلوة بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بكركي، تلا المطران جوزيف نفّاع بيان المصالحة.
واشار النفاع الى انّ “بعد المصالحة التي أنجزت عبر وثيقة الوفاق الوطني في الطائف ومصالحة الجبل والمصالحة بين القوات والتيار الوطني الحر، تأتي وثيقة بكركي القوات اللبنانية وتيار المردة استكمالاً طبيعياً لهذا المسار التصالحي العام”.
وتابع: “يلتقي اليوم في مقر البطريركية المارونية في بكركي وبرعاية البطريرك الراعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس القوات سمير جعجع ترسيخاً لخيار المصالحة الثابت والجامع، ولن يتخطى المسيحيون الواقع السلبي إلا إذا نجحوا في طي صفحة الماضي الأليم والالتزام بالقواعد الديمقراطية في علاقاتهم السياسية”.
واشار النفاع في البيان الى انّ: “المسيحيين مرّوا عموماً ومسيحيو الشمال خصوصاً خلال الحرب بمراحل أليمة من الإقتتال والشرذمة ما سبّب لهم الحزن والألم والتفرقة وانعكس سلباً على وضعيتهم السياسية الديمغرافية في لبنان كلّه”. واضاف: “مرّت العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة بمحطات سياسية وانتخابية عدّة والإلتقاء والحوار ليس مستحيلاً بمعزل عن السياسة وتشعباتها”.
وفي تلاوة البيان لفت النفاع الى انّ تيار “المردة” وحزب “القوات” اعلنا عن إرادتهما المشتركة في طي صفحة الماضي الأليم والتوجه إلى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإنساني والإجتماعي والسياسي والوطني، مع تأكيد على ضرورة حلّ الخلافات بالحوار الهادف والعمل معاً على تكريس هذه العناوين عبر بنود هذه الوثيقة”.
وتابع: “ما ينشده الطرفان من هذه الوثيقة ينبع من قلق على المصير وهي بعيدة عن البزارات السياسية ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال، وهذه الوثيقة لم تأتِ من فراغ والتلاقي بين المسيحيين والإبتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان عامل قوة للبنان والتنوع والعيش المشترك فيه وزمن العداوات بين “القوات” و”المردة” قد ولى وجاء زمن التفاهم”.
واضاف: “ينطلق اللقاء من قاعدة تمسك كل طرف بقناعاته وثوابته السياسية ولا تحمل التزامات محددة بل هي قرار لتخطي مرحلة أليمة ووضع أسس حوار مستمرّ. وإحترام حرية العمل السياسي والحزبي في القرى والبلدات والمناطق ذات العمق الأكثري لكلا الطرفين والتنسيق في ما يتعلق بالنشاطات والخطوات التي قد تؤدي إلى أي سوء تفاهم بينهما”.
وختم: “هذه الوثيقة شئناها تتويجاً للقاءات مصالحات وحوارات عقلانية لتحاوز مراحل مدمرة من الخلاف كما نريدها استشرافاً لغد أفضل يحمل تصميما لديناً كلّ من موقعه السياسي لبدء مرحلة تعاون صادق”.