أبو فاعور: الاستقلال الحقيقي عندما تعلو أنفسنا فوق إرادة ضابط المخابرات
إستقبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة في قلعة الاستقلال في راشيا بحضور النائب السابق انطوان سعد والإكسيرخوس إدوار شحاذي والقاضي عبد المجيد الخطيب ممثلا دار الإفتاء وقائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم، والأب ابراهيم كرم ورئيس بلدية راشيا بسام دلال، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، مديرة الفرع السادس في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى تنوري، محمد هاجر ممثلاً منسقية تيار المستقبل،نائب رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي الشيخ يوسف ابو ابراهيم والشيخ اسعد سرحال والاستاذ علي فايق والمهندس مروان شروف وحشد من الهيئات التربوية والثقافية والفعاليات.
دلال
بعد ترحيب من فريال صعب، تحدث رئيس بلدية راشيا بسام دلال فقال: “75 سنة من التضحيات والحرية والاستقلال والسيادة، تاريخ طويل كان لبنان يكتشف خلالها هويته وانتماءه، وكانت الأسئلة الكبيرة عن الجغرافيا والوجه والعمق والهوية، لكن الأكيد أن لبنان صار وطناً مستقلاً وشعباً له ذاكرة واحدة وحدود ثابتة وعلم وجيش يشكلان رمز وحدة وطنية جامعة، لبنان اليوم هو صنيعة رجال كبار خيّطوا بدقة قماشة الميثاق اللبناني وأسسوا للبنان الوطن النهائي والأخير، فالرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح اللذان التقيا في هذه القلعة ليتحول تاريخ اعتقالهما بين أسوار قلعة راشيا إلى تاريخ تأسيسي للبنان الجديد الخارج من هيمنة الانتداب وسلطة المحتل إلى فضاء الحرية والسيادة، رياض الصلح لم يكن رجل دولة فقط، كان رجل الاستقلال ورجل الميثاق الوطني، فتحية من قلعة الاستقلال إلى بطل من بلادي رياض الصلح، إلى روح الرجل المؤسس المستمر وجوداً حتى اليوم، وإلى زمن عساه طويل.
وتابع دلال: “السيدة ليلى الصلح أنت اليوم في بيت الاستقلال الأول، البيت الذي يجمع كل اللبنانيين بكل طوائفهم وأحزابهم وانتماءاتهم لأن قلعة الاستقلال أو بيت الاستقلال ما كان اليوم قادراً على استضافة اللبنانيين والاحتفال بالاستقلال لولا تقديمات السيدة ليلى الصلح ودعمها الاستثنائي لإعادة ترميم قلعة راشيا حتى تصير مكاناً يليق بالمكانة مشيراً إلى أنها ما أسهمت بترميم قلعة الاستقلال انطلاقاً من حس عائلي بل بإحساس وطني عالي بأهمية ترميم التاريخ وترميم العلاقة مع التاريخ وترميم المكان سيكون الخطوة الصح باتجاه ترميم الزمان. وقال: ليلى الصلح حمادة لك بيننا نحن أهل راشيا الموقع الأول بالقلب، فجزيل الشكر والتقدير لكل ما أسهمت فيه، على أمل أن تحمل الأيام القادمة معها مزيداً من التعاون على صعيد استعادة القلعة بكامل أجزائها والبدء بورشة ترميم واسعة حتى تتحول القلعة معلماً سياحياً من معالم لبنان البارزة.
ووجه دلال التحية للنائب أبو فاعور على وقوفه في كل المحطات إلى جانب البلدية والبلدة والمنطقة ومتابعته غالبية مشاريعها ومنها مسألة ترميم هذه القلعة ووضعها بقوة على خريطة السياحة في لبنان، مؤكداً أن ما يبذله من أجل راشيا أمر عظيم ومشرّف لأن تلك البصمات هي التي تبقى وتستمر و تلامس هموم الناس وحاجاتهم.
أبو فاعور
النائب وائل أبو فاعور قال: “نرحب بك في هذه القلعة التي كانت شاهداً ومنطلقاً للاستقلال اللبناني، ونترحم على رجال الاستقلال الذين في صمودهم أعطوا تلك الشعلة للاستقلال الأول في لبنان، ونتذكر الشهداء اللبنانيين والسوريين الذين استشهدوا على اسوار هذه القلعة في العام 1925، ومعبر جداً أن تأتي في كل عام فرقة من الجيش الفرنسي من فرنسا الصديقة والمحبة للبنان، فرنسا التي تعودنا وإياها على نفض التاريخ الثقيل، تأتي فرقة من الجيش الفرنسي لكي تقيم احتفالاً احتراماً لأروح الضباط والجنود الفرنسيين وغير الفرنسيين، الذين سقطوا في هذه القلعة.
وتابع أبو فاعور: “فرنسا هي في موقع الصديق تكرم من هم بالنسبة إليها شهداء، رغم أنهم في ذلك الوقت كانوا مستعمرين في هذه البلاد، بينما نحن أبناء هذه الأرض لا نتذكر ولا نكرم شهداءنا الذين سقطوا بالمئات من لبنانيين من أبناء هذه القرى وسوريين سقطوا وهم يحاربون في أرضهم ودفاعا عنها. فرنسا المستعمرة والمنتدبة مضت وانقضت، وفرنسا الصديقة هي التي توجد اليوم وتربطنا بها العلاقات”.
وأضاف “نرحب بك بنسبك ابنة المرحوم الرئيس رياض الصلح الذي كان رجل استقلال حقيقي لم يؤخذ بالاستقلال بمعناه الظاهر، بل كان من أصحاب النبوءات والآراء والرؤية الذي قال إن الاستقلال لا يستمر إلا بالاصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي، وما المحنة التي نعيشها اليوم في استقلالنا الظاهري إلا نتاج غياب هذا الإصلاح، أخذنا بفكرة الاستقلال وأهملنا فكرة الإصلاح، لذلك كان هذا الاستقلال اللبناني ولّاداً للأزمات والمشكلات والحروب والأزمات والتبعية. الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال الثقافي والمعنوي واستقلال النفوس والتخلص من الدونية والتبعية ومن الانسحاق الذي رأينا للأسف منذ أيام قليلة بياناً يؤشر عليه في منطقتنا، الاستقلال الحقيقي عندما تعلو أنفسنا فوق إرادة ضابط المخابرات الذي لا يزال موجوداً بيننا وهو عندما نشعر نحن أبناء هذه الأرض بأننا نملك قرارنا فلا نرتهن لخط عسكري أو لإردة تابع أو لقرار ظابط أو لهمسة رجل صغير من بقايا المخابرات، فنمضي ونوقع على الباطل وننكر الحقيقة. وهذا الاستقلال لن يتمتع به إلا كبار النفوس لا صغارها”.
وقال أبو فاعور: “نرحب بذكرى المرحوم زوجك الرجل النبيل والراقي الذي ما اسعفته الحياة أن يقدم جميع مساهمته في هذا اللبنان. نرحب بك بشخصك وأنت التي طالما وصولك إلى أي منطقة لبنانية وصول اخضر. كانت لك اليد الطولى في أنك أعدت إلى هذه القلعة رونقها. واليوم في ذكرى الاستقلال المتعثر المنتقص تأتين لكي تعيدي لهذه القلعة روحها لكي تتجاوزي الحجر إلى الروح، وكما فهمت منك فإن ما ستقدمه شركة eyes لهذه القلعة سوف يبث الحياة فيها”.
وأتمنى وإياك أن ننجز لراشيا ما يعيد لراشيا موقعها على خريطة الاستقلال فالدولة اللبنانية لا تتذكر راشيا إلا يوم الاستقلال، فتنقضّ علينا بكامل عتادها وعديدها وألقابها.
الصلح
من جهتها شكرت الوزيرة ليلى الصلح عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور على الاستقبال الحاشد في راشيا، وأبدت الوزيرة مفاجاتها لغياب احتفال استثنائي لمناسبة مرور 75 عاماً على الاستقلال، وقالت: “افتقدنا الاحتفال وأصبحنا بالبالونات نحتفل وافتقدنا سبل الطريق وأصبحنا بالمنطاد، بينما المعنى الحقيقي للاستقلال أصبح في مكان آخر”.
وتابعت: “يمكن مع الوقت نفتقد الرجولة في بيروت وأصبحنا نجدها هنا، وأضافت: “في راشيا ولد لبنان وفكرة الوطن والميثاق، وهذا يعني الكثير، فهنا ولد الخيار اللبناني في العام 1943، وهناك في العام 1920 ولد الخيار الفرنسي، ونحيي رجال الاستقلال الذين اعتقلوا في قلعة راشيا”.
وقدم فريق من شركة eyes شرحاً مفصلاً عن المشروع الجديد الذي ستقدمه الصلح والذي سيضع القلعة بقوة على خريطة السياحة والتراث والتاريخ اللبناني.
وقدمت للسيدة الصلح هدايا تذكارية أبرزها لوحات أرّخت مرحلة الاستقلال ومعالم راشيا في العم 1925 قدمها الشيخ جمال أبو ابراهيم الذي رحب بالصلح في رحاب القلعة ذات التاريخ الحافل بالبطولة وبصنع الاستقلال، كما قدم دلال والمجلس البلدي في راشيا درعاً تكريمياً للمكرّمة. وقدم مدير ثانوية حرمون علي أبو لطيف لوحة فنية بريشة أحد طلاب الثانوية، إضافة إلى باقات ورد من الاتحاد النسائي التقدمي وقائمقام راشيا، وختمت بسلال مونة بلدية محلية من إنتاج جمعية نجمة الصبح في المحيدثة قدمها رئيس بلديتها المهندس مروان شروف.
ثم جال الحضور في أقسام القلعة واطلعوا على فيلم وثائقي يتضمن المخطط المنوي تنفيذه بتقنيات مميزة ستكون الأولى من نوعها في لبنان توضع في معلم سياحي وتاريخي.
واقيم غداء تكريمي للوزيرة الصلح في مطعم مشهور في راشيا.
اليومية