هل يتم تشريع “الحشيشة” بعد “التشكيل”؟

من يُراجع الوعود التي اغدقها المسؤولون السياسيون على اهالي بعلبك-الهرمل منذ سنوات، والتي بلغت ذروتها خلال الحملات الانتخابية اخيراً، يستنتج ان السماء تُمطر “بغزارة” مشاريع انمائية في المنطقة وان اهاليها يتنعمون بمنّ وسلوى الدولة ويعيشون في عالم اخر مُختلف تماماً عمّن يتشاركون معهم الهوية اللبنانية.
في كل مرّة يتم فيها الحديث عن منطقة البقاع الشمالي يصوّب الاتّجاه مباشرة نحو الوضع الامني، ذلك ان هذه المنطقة التي هي جزء من لبنان-جغرافياً- لا تتصدّر واجهة الاهتمامات الرسمية الا من باب الملف الامني، لان الدولة سقطت فيها في امتحان الانماء قبل الامن، ولان حفنة قليلة من الخارجين عن القانون “نجحوا”-حتى الان- في اخذ المنطقة الى المكان الذي يريدون. منطقة خارجة عن القانون وعصية على هيبة الدولة.
“الوضع الامني ليس بالمُقلق” يؤكد محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر لـ”المركزية”، وعزا تفلّته منذ فترة الى “هامش الحرية” في التحرّك الذي تمتع به المطلوبون عندما كان الجيش يخوض معركة “فجر الجرود” لطرد الارهاب الذي تغلغل في الجرود، لكن بعد دحر الارهابيين يضع الجيش نصب عينيه مسألة ضبط الامن داخلياً”.
وقال “لا يُمكن مقارنة الخطة الامنية التي نفّذها الجيش في مدينة طرابلس في العام 2014 والخطط الكلاسيكية التي اعتمدها في بعلبك الهرمل، لان لكل منطقة جغرافيتها وخصوصيتها الامنية. المشكلة في بعلبك-الهرمل ان هناك عدداً من المطلوبين الخطيرين يروّعون الاهالي ويفرضون الخوات ويُشكّلون عصابات سرقة ويتاجرون بالمخدرات، والجيش والاجهزة الامنية يُكثّفون عملهم لتوقيفهم، وهم يقومون منذ مدة بمداهمات منفصلة بعد توافر معلومات ومعطيات حول تواجد مطلوب معيّن”.
وعن الاشتباكات التي دارت اخيراً بين الجيش وافراد من عشيرة آل جعفر، يجزم خضر “بأن الموضوع ليس موجهاً ضد العشيرة، فكل عشيرة وعائلة فيها صالحون ومخلّون بالامن. الجيش يقوم بواجباته في حفظ الامن وملاحقة المطلوبين، لكن للاسف يبدو ان ان البعض لم يتعلّم ان المساس بهيبة الدولة والجيش سيكون ثمنه غالياً جداً”، داعياً جميع المطلوبين الى “تسوية اوضاعهم عبر تسليم انفسهم الى الاجهزة الامنية”، متحدّثاً “عن وجود “تسهيلات” كثيرة يحصل عليها كل مطلوب يُسلّم نفسه للدولة”.
اما عن التهديدات التي تلقّاها منذ فترة من قبل العصابات، يُجيب المحافظ خضر “من الطبيعي ان الخارجين عن القانون من تجار مخدرات وافراد عصابات لا يرتاحون لوجود شخص في موقع المسؤولية يسعى لفرض الامن وتثبيته. انا مرتاح الضمير واقوم بواجباتي، ولا “اطراء” او تهديد يُمكن ان يُؤثّر على عملي”.
وفي سياق “الوصفات” التي يقترحها اهل الحكم لمعالجة المرض الامني “المُزمن” في بعلبك-الهرمل، يستعد مجلس النواب لتشريع زراعة نبتة الحشيش لاستخدامها حصريا ضمن نطاق طبي، لان هذا القرار من شأنه تخفيف “الوهج” الامني في المنطقة، لاسيما وان تردّي الاوضاع الاقتصادية وتراجع الانتاج الزراعي ساهما في زيادة الاوضاع الامنية توتراً. ويجزم خضر “بان الامور ذاهبة في اتّجاه اقرار اقتراح قانون تشريع الحشيشة بعد ادخال بعض التعديلات عليه، الا ان هذا الامر يحتاج الى الوقت بانتظار تشكيل الحكومة”.
“المركزية”