محاولات رئاسـية لاسـتيلاد الحكومة قبـل الاعياد بعد مشاورات فــي بعبـدا
إنقضى أسبوع إضافي على المهلة المفتوحة لتشكيل الحكومة من دون أن يلوح في الافق أي معطى جديد لجهة موعد ولادتها، باستثناء زيارة لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الى قصر بعبدا يتوقع ان تعقبها اخرى للرئيس سعد الحريري في اطار التشاور بحثا عن مخارج ممكن ان تخرج الحكومة من عنق الازمة العالقة فيها منذ سبعة اشهر. وفي غياب التطورات في شأن هذا الملف، تقدم الامن الى الواجهة على جبهتي الانفاق حدوديا واحباط مخططات ارهابية داخليا.
“الجبنة القاتلة”: ففيما الفشل السياسي سيّد الموقف حكومياً، سجّلت القوى الامنية، وتحديداً شعبة المعلومات انجازاً امنياً جديداً بكشف وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر صحفي عقده في الوزارة عن إحباط عملية ارهابية بعنوان “الجبنة القاتلة”، معلناً “ان هناك مجموعة كانت ترسل متفجرات الى لبنان، مرتين بشكل اساسي، مرة بأوعية جبنة، ومرة اخرى بأوعية من الشنكليش، وكان من المفترض ان تحدث الفوضى في فترة الانتخابات، وتستهدف 3 اماكن: دور العبادة، تجمّعات “النصارى” كما يقولون وتجمّع القوى العسكرية”.واوضح “ان المجموعة التي كانت تحضّر للعمليات مصدرها إدلب وعنوان “لبنان الامن” لا يزال ساري المفعول والتنسيق بين الاجهزة الامنية ينشط اكثر”، مشيداً بعمل شعبة المعلومات، ومؤكداً “انها جدّية ومثابرة ومستمرة بالعمل والتخطيط والمثابرة وغير متأثرة بتفاصيل الحياة السياسية اليومية في لبنان”، جازماً “بان بيروت من اكثر العواصم اماناً مقارنة بالكثير من العواصم في الغرب والشرق”.
بري والاحداثيات: وليس بعيداً من التطورات الامنية التي دخلت على خطها مسألة الانفاق جنوباً، قال الرئيس بري بعد لقائه السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد “ما زلت عند موقفي الذي ابلغته لسعادة السفيرة. رغم ما قلته وكررته عن طلبي لإحداثياتٍ عن هذه الأنفاق المزعومة لم احصل على شيء حتى الأن، وحتى خلال الإجتماع الثلاثي الذي عقد في الناقورة لم يحصل ممثل الجيش على هذه الإحداثيات. وإستطراداً، إسرائيل هي التي لا تلتزم بالقرار 1701 ولم تقبل اصلاً ان ينص على وقف إطلاق نار. لذا لا يمكن طلب شيء من جهة وكأن الأرض وقفت عن دورانها بينما لا يطلب بمعدل 150 خرقاً شهرياً من الطرف الآخر الإسرائيلي، آخرها رفع منطاد فوق بلدة ميس الجبل منذ ثلاثة أيام. فالحل هو بتطبيق القرار1701 كاملاً غير منقوص”.
الأنفاق قبل الـ2006: في هذا المجال، اوضح اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي عبر “المركزية” أن “قبل حرب تموز 2006، عندما كنت ممثل الحكومة لدى “اليونيفيل”، أكد لي قائد قوات الطوارئ يومها أن”حزب الله” يقوم بحفر أنفاق على الحدود”. وأضاف “بعد الحرب، بدأنا اجتماعات لتنظيم عملية انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب تمهيدا، وخلال أحد اللقاءات، أعلن ممثل الجانب الاسرائيلي عن وجود تحصينات، وأبلغته حينها الجواب الرسمي بأن بعد انسحاب القوات الاسرائيلية لا يحق له أن يطلب منا التعامل مع أي منشآت دفاعية كان شيدها “حزب الله” قبل صدور القرار 1701، فالقرار ينص على تجميد الاعمال القتالية والتحصينات الدفاعية، وليس تدمير البنية التحتية المتواجدة قبل صدوره. وبالتالي في حال وجود تحصينات أو أنفاق، يفترض به إزالتها بنفسه ولا يحق له الطلب من الجانب اللبناني ذلك كما لا يمكنه أن يتهم لبنان بخرق القرار الدولي”. وأكد أن “في حال وجود أنفاق، فهي تعود الى ما قبل العام 2006، وبالتالي لا تخرق الـ1701، والعدو على علم بها منذ ما قبل الـ2006”.
لقاء روسي- اسرائيلي: وفيما تحدثت المعلومات عن اتصالات روسية باسرائيل لمنعها من الاقدام على اي عمل عدواني تجاه لبنان، افادت مصادر مطّلعة “المركزية” ان لقاء روسيا- اسرائيليا رفيع المستوى سيعقد قريبا، تليه لقاءات على مستوى القيادات العسكرية بين البلدين تتناول المستجدات الميدانية على الحدود الاسرائيلية الشمالية لا سيما الانفاق المزعومة واستمرار نقل السلاح الايراني الى لبنان.
اخلاء قريتين: وفي السياق، أهاب الجيش الإسرائيلي بسكان قريتي كفركلا ورامية اللبنانيتين الحدوديتين إخلاء منازلهم، وسط توقعات العسكريين الإسرائيليين بتصعيد المواجهة مع “حزب الله” في الأيام القادمة.وحذر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي إدرعي عبر “تويتر” أهالي القريتين من أن “حزب الله” شقّ تحت بيوتهم “أنفاقاً هجومية ممتدة إلى داخل إسرائيل بشكل يحول هذه المنطقة إلى حاوية بارود كبيرة”، وأضاف: “هل تشعرون بالأمان وأنتم تعلمون بأن بيوتكم تقع فوق حاوية بارود؟”. وأكد أدرعي تصميم الجيش على مواصلة تدمير الأنفاق، وقال: “لا نعلم ماذا ستكون تداعيات هذه الأعمال على البيوت المعنية في الجانب اللبناني”.تأتي هذه التحذيرات في وقت توقع فيه الجيش الإسرائيلي، حسب قناة “كان” الإسرائيلية، أن تصعّد حملة “درع الشمال” التي أطلقها للكشف عن أنفاق حزب الله الاحتكاكات بين إسرائيل وعناصر “حزب الله”، لاسيما وأن الجيش الإسرائيلي لم يستبعد أن تشمل عمليات البحث عن الأنفاق الدخول إلى الجانب اللبناني من الخط الأزرق.
استبعاد الحرب: الا ان مصادر عسكرية لبنانية استبعدت عبر “المركزية” اقدام اسرائيل على شن حرب على لبنان، معتبرة ان المعطيات الميدانية من الجانب الاسرائيلي لا توحي باحتمال اللجوء الى خيار مماثل، فهذا ليس تكتيك العدو ولا طريقة عمله حينما يستعد لمواجهة عسكرية، واذ ادرجت ما يجري في اطار دعائي غير محددة اهدافه بعد، اعتبرت ان توجيه التحذير لاهالي كفركلا ورامية مجرد حرب نفسية يعتمدها الاسرائيلي من اجل تاليب الرأي العام اللبناني ضد المقاومة. وقالت “ان التنسيق على اتمه مع قوات اليونيفل فالجيش اللبناني يواكب كل التطورات عن كثب ويراقب ترسيم بعض النقاط الحدودية وتحديد معالمها لعدم خرقها ولم يخل المنطقة لحظة ابان عمل الدورية الاسرائيلية واتخذ كل التدابير الواجبة لعدم توفير اي ذريعة للاسرائيلي لتفجير الوضع.
فيديوهات الاستفزاز: امنيا ايضا، وبعيد انتشار مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن تهديدات على خلفية حادثة الجاهلية، اكدت مصادر امنية لـ”المركزية” ان الغاية منها استنهاض الغرائز الطائفية والعصبيات المذهبية، مؤكدة ان حيلا مماثلة لم تعد تنطلي على اللبنانيين، وان الساعين وراء الفتنة سيعاقبون.
اجتماعات تشاور: في مقلب مساعي التشكيل، افادت مصادر مطلعة “المركزية” ان سلسلة اجتماعات عقدت في بعبدا امس بين الرئيس عون وفريق مستشاريه افضت في ختامها الى الاتفاق على التشاور المباشر بين الرؤساء عون وبري والحريري بحثا عن مخرج يقي لبنان الانهيار عبر تشكيل الحكومة، بعيدا من الطروحات التي ادت الى توتر العلاقات بين بعبدا وبيت الوسط والتي لم توافق عليها عين التينة. ولفتت الى دفع قوي في اتجاه استيلاد الحكومة قبل الاعياد.
عدم المسّ بالصلاحيات: وبعد اشتباك الصلاحيات الذي خُتم به الاسبوع الفائت، اكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام زواره، أن “صلاحيات الرئيس المكلف هي ركن أساسي في اتفاق الطائف، وركن مهم من أركان بناء الدولة ونهوضها، ولا يمكن لاحد أن يتجاوز هذه الصلاحيات بإيجاد أعراف وشروط مخالفة للنصوص الدستورية”، داعيا القوى والشخصيات السياسية الى “الالتزام نصا وروحا بالدستور واتفاق الطائف وبالحفاظ على كرامات الناس وقياداتهم، والتقيد بالصلاحيات المنوطة بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية”، منبّهاً الى “خطورة المس بصلاحيات الرئيس المكلف الذي يسعى جاهدا الى إنجاز مهمته بتشكيل الحكومة التي هي حاجة وطنية، ومن يضع العقبات المتتالية ويتجاوز صلاحيات السلطات المنصوص عليها دستوريا”.
ماكرون يُخاطب الفرنسيين: فرنسياً، بينما تلملم شوارع باريس “جراحها”، وبعض مخلفات التظاهرات،
يوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء خطابا للشعب، في مسعى لتهدئة محتجي “السترات الصفراء”
المناهضين للحكومة الذين تسببوا في موجة من اعمال التخريب السبت الفائت.
روسيا و”السترات الصفر”: وعلى الخط، رفض الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف الاتهامات بضلوع روسيا في الاحتجاجات الفرنسية، واصفاً إياها بأنها محض افتراء”، وقال “الاحتجاجات التي شهدتها باريس اخيراً تعتبر شأنا داخليا حصريا لفرنسا، وروسيا لم تتدخل ولا تنوي التدخل في شؤون داخلية لأي دولة أخرى، بما في ذلك فرنسا”.