هل تصل عدوى السترات الصفراء الى لبنان؟
ما القاسم المشترك بين بلغراد وبروكسل والبصرة في العراق؟ تظاهرات وحركات احتجاجية وسترات صفراء. فعدوى الحركات الاحتجاجية التي انطلقت شرارتها في فرنسا، بدأت تجوب العالم، ولم تعد تشكل أملاً لفرنسا فقط، إنما أيضا لعدة بلدان أخرى. فهل تنتفض الشعوب على حكامها؟ وهل تصل شرارتها الى لبنان؟
بالفعل، بدأت تظهر في العالم ثورة ضد النظام العالمي الجديد والعولمة التي تعمّق اللامساواة، وتفقر الشعوب، وتدمّر الأمم والأسر والتقاليد والحريات … وتحوّل المجتمع الى منحرف ومادي، وتجرّده من إنسانيته، فيصبح توتاليتارياً!
في بلجيكا، بدأت حركة السترات الصفراء منذ 16 تشرين الثاني، وتواصل تحركها اعتراضاً على رفع اسعار المحروقات والضرائب المرتفعة وانخفاض القدرة الشرائية. وفي 30 تشرين الثاني، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في شوارع العاصمة، جرى خلالها اعتقال العشرات من المتظاهرين. في حين ندّد رئيس الوزراء تشارلز ميشيل “بالعنف غير المقبول”.
في إسبانيا، تظاهر المزارعون الأسبان الأربعاء الماضي في منطقتي أراغون وبرشلونة. فانطلقوا على متن جراراتهم يرتدون سترات صفراء، وأدانوا أسعار الديزل المرتفعة جداً، وطالبوا باعتماد أسعار عادلة حماية لإنتاجهم وبإعادة تعديل للسياسة الزراعية المشتركة.
في ألمانيا، اقتبس اليمين المتطرف الرمز الفرنسي “Gelbe Westen” اي السترات الصفراء ، ونظّم نشطاء “بيغيدا” مسيرة في شوارع برلين ودرسدن الأسبوع الماضي للتنديد بـ “أسلمة الغرب” واتفاق مراكش، بحسب ما أفادت صحيفة “لوموند”.
في هولندا، في الأول من كانون الأول، في الوقت الذي ارتدى أعضاء مجلس المدينة “gele hesjes” اي السترات الصفراء، خرج الهولنديون إلى الشوارع في عدة مدن في هولندا. وتعددت مطالبهم، من تحديد سن التقاعد إلى استقالة رئيس الوزراء مارك روته، كما أفادت صحيفة “لو كورييه انترناسيونال”.
في بلغاريا، تظاهر آلاف البلغار في 18 تشرين الثاني، للتعبير عن رغبتهم في مواجهة ارتفاع اسعار الوقود وتكلفة المعيشة. في صوفيا، طالب المتظاهرون باستقالة الحكومة، بينما تم إغلاق الطرق السريعة في شرق البلاد وشمالها.
في صربيا، ارتدى زعيم حركة “دفيري” اليميني المتطرف بوسكو أوبرادوفيتش سترة صفراء في البرلمان للتنديد بأسعار الوقود المرتفعة والهجمات المزعومة على الأحزاب المعارضة من قبل السلطة التنفيذية. ومن المقرر أيضا تنظيم تظاهرة في العاصمة قريباً، وفقا لصحيفة “بالكان كورير”.
في العراق، ارتدى سكان مدينة البصرة الجنوبية الشرقية سترات صفراء الاسبوع الماضي وعمّت التظاهرات شوارع المدينة احتجاجا على سوء الخدمات وانعدام فرص العمل، وللمطالبة بالحصول على المياه والكهرباء واستنكاراً للفساد الحكومي، فقامت الشرطة العراقية بقمع التظاهرة وأطلقت النار على الحشود من دون تسجيل إصابات.
في تونس، أعلنت حركة شبابية إطلاق حملة “السترات الحمراء”، كحركة احتجاج سلمية للمطالبة بالتغيير على غرار حملة السترات الصفراء في فرنسا. وأصدر نشطاء بياناً نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للإعلان رسميا عن إطلاق الحملة، والشروع في تأسيس تنسيقيات محلية للحملة. وتأتي هذه الخطوة، وفقا للنشطاء، ردا على “الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج”.
فهل تقتصر الحملات الصفراء على الدعاية واللون أم تفعل فعلها على غرار بعض ثورات الربيع العربي؟