3 وجوه لحلّ الجمود السلبي حكومياً…
الجمود السلبي في الصورة الحكومية، تنتظره محاولة لإعادة تحريكه بعد عودة الرئيس المكلف الى بيروت، في لقاء مرتقب بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، في محاولة لتليين موقفه من تمثيل «سنة 8 اذار». واستباقاً لهذا اللقاء المنتظر، قال مرجع سياسي لـ»الجمهورية»: انّ للحل 3 وجوه:
– الأول، أن يؤكد رئيس الجمهورية موقعه كـ»بَي الكِل» بتقديم نفسه «بَي الحَل»، ويُبادر الى التراجع ويقول صراحة إنه يقبل بالتخلّي عن الوزير السنّي من الحصة الرئاسية لصالح تمثيل «سنة 8 اذار».
– الثاني، أن يتراجع الرئيس الحريري عن رفضه ويقبل بتمثيل نواب اللقاء التشاوري في الحكومة، ويترك غيره يعطيهم هذا التمثيل من حصته، من دون أن يضع «فيتو» على توزير أحدهم، أو يشترط على من يريد أن يعطي من حصته أن يكون التمثيل من خارجهم. إذ لا أحد يستطيع أن يضع «فيتو» على أحد، ولا أحد له الحق في التدخل او الاعتراض على أي إسم يُطرَح من اي طرف، إذ انّ كل طرف يُسمّي من يشاء، ويعطي من حصته لمَن يشاء.
– الثالث، أن يبادر نواب «اللقاء التشاوري» الى التراجع عن تصلبهم،
وتفويض رئيس الجمهورية حسم مسألة تمثيلهم بالطريقة التي يراها مناسبة.
إلّا انّ هذه الوجوه الثلاثة لا تبدو مُيسّرة حتى الآن، فرئيس الجمهورية لم
يعلن صراحة بعد أنه سيتراجع، فضلاً عن إشارة بعدم التراجع أطلقها الوزير
جبران باسيل قبل أيام قليلة، من خلال تأكيده التمسّك بـ11 وزيراً كحصة
لرئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر». وهناك معلومات ترددت في بعض
الأوساط تفيد بأنّ باسيل ينتظر أن يتم اللقاء بينه وبين الرئيس عون ضمن
المشاورات التي يجريها مع الاطراف السياسية، والتي يفترض أن تشمله كون
«التيار الوطني الحر» معنيّاً بالملف الحكومي. وفي هذا اللقاء سيُبدي باسيل
موقف التيّار ممّا هو مطروح.
ويبرز هنا ما نُقل عن مصادر «التيار الوطني الحر»، ويفيد بأنّ «ما يتردّد من انّ الرئيس عون يُطالب بالثلث المعطّل هو غير صحيح، لأنّ هدف الرئيس أن تكون الحكومة حكومة وفاق وطني، وانّ الاتصالات لم تَنته، في انتظار عودة الحريري لتقييم الوضع ومواقف الاطراف من خلال مشاورات رئيس الجمهورية. علماً أنه سبقَ لرئيس الجمهورية أن توافقَ مع الرئيس المكلف بأن يتمثّل بـ4 وزراء يتابع من خلالهم عمل الحكومة». ويجدر هنا لَحظ الاشارة الى انّ الحصة الرئاسية هي 4 وزراء لا 5، فهل يستبطِن ذلك انّ قرار التخلّي عن الوزير الخامس قد اتّخِذ فعلاً؟
أمّا الرئيس الحريري، فثمّة قرار نهائي بعدم الانصياع للضغوط، ورفضه تمثيل «سنّة 8 آذار» نهائي. والأمر نفسه بالنسبة الى النواب السنّة، الذين رَسموا سقفهم النهائي بتمثيلهم المباشر وليس بمَن ينوب عنهم و»حزب الله» معهم. ما يعني، في هذا الجو، انّ الحل مفقود، والحكومة بعيدة المنال.