هل توسع روسـيا نطاق الحماية لمنظومـة إس-300 ليشـمل لبـنان؟
على رغم تجاوز أزمة تأليف الحكومة المألوف في ظل ما يدور في المنطقة من تحديات كبرى وتحولات استراتيجية، خاصة على الساحة السورية، بعد أن استهلكت حتى الساعة اكثر من سبعة اشهر من عمر اللبنانيين والمجلس النيابي الجديد، ورصيد عهد رئيس الجمهورية ميشال عون كما الرئيس سعد الحريري، انكفأت الى حدّ الاضمحلال المساعي المبذولة على خط ارساء حلول للأزمة المستفحلة، وبدت الاتصالات في غيبوبة في حين ان المطلوب احداث صدمة سياسية تخرج البلاد من دوامة الخطر التي يدور فيها.
هذا الواقع نقل وجهة الرصد السياسي الى الخارج العابق بالتطورات المتزاحمة على ابواب الازمات الاقليمية بما تشهد من تقلبات سريعة تشي باقتراب مواعيد التسويات السياسية التي يتطلع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى انجازها قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية بعد عام ونيف، ليخوضها مدججا بالانتصارات التي تتيح له عودة آمنة وسالكة.
الامارات في دمشق: في اكثر من محطة خارجية تنقلت الاهتمامات اليوم. في سوريا وغداة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى دمشق، اعلنت الخارجية الاماراتية عودة العمل في السفارة الإماراتية (وهي مغلقة منذ بدايات الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011). وقالت “دولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع إلى أن يسود السلام والأمن والاستقرار في ربوع الجمهورية العربية السورية”. واشار القائم بأعمال السفارة الإماراتية في دمشق الى ان عودة سفارتنا مقدمة لعودة سفارات عربية أخرى في سوريا. من جهته، غرّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر “تويتر” قائلا: “قرار دولة الامارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها”. وأضاف: “الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي، وتسعى الامارات اليوم عبر حضورها في دمشق إلى تفعيل هذا الدور وأن تكون الخيارات العربية حاضرة و أن تساهم إيجابا تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري”.
تعديلات وزارية: أما سعوديا، فصدر أمر ملكي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان. كما صدر أمر ملكي بإعادة تشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية، برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. وتم تعيين إبراهيم العساف وزيراً للخارجية وعادل الجبير وزير دولة للشؤون الخارجية. وتم تعيين عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزيراً للحرس الوطني، وتركي الشبانة وزيراً للإعلام، بينما تم تعيين حمد آل الشيخ وزيراً للتعليم. وقد أعفي فيصل بن خالد، وتم تعيين تركي بن طلال أميراً لمنطقة عسير. كما تم إعفاء بدر بن سلطان وتعيين فيصل بن نواف أميراً لمنطقة الجوف. وعُيّن الوزير مساعد العيبان مستشاراً للأمن الوطني.
جمود يخرقه عدرا: في غضون ذلك، لم تشهد الساحة السياسية عموما وخطوط تأليف الحكومة خصوصا، أي حركة تذكر. ولم يخرق هذا الجمود سوى موقف هو الاول من نوعه لجواد عدرا. فقد خرج للمرة الاولى عن صمته وغرد عبر حسابه الخاص على تويتر كاتباً “إثنان لا تذكرهما أبداً: إساءة الناس لك وإحسانك الى الناس، يتبع”…
بيان رسمي للتشاوري: في المقابل، وفي اطار تكريس وجوده كحالة سياسية قائمة في حدّ ذاتها، عقد “اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين”اجتماعا في دارة النائب عبد الرحيم مراد في حضور النواب فيصل كرامي، جهاد الصمد، قاسم هاشم، الوليد سكرية، وعدنان طرابلسي. واصدر بيانا شاملا ضمنه مواقفه من تطورات الساعة بدءا من تهنئة اللبنانيين بالاعياد مرورا باستنكار “العدوان الاسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية”، وذاك الذي تعرّضت له سوريا. واذ عرض للتهديد الاقتصادي الجدّي الذي يواجه لبنان، اشار الى أن “التريّث والبطء في اتخاذ التدابير التي تكافح الهدر والفساد يعتبران جريمة في حق الوطن، وعلى من يتحملون المسؤوليات الدستورية ان يبادروا من دون التحجج بذرائع”.وأكد اللقاء “حقه في المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية بوزير واحد يسمّيه اللقاء وان يكون الممثل الحصري له في الحكومة”.
عودة السعوديين: وسط هذه الاجواء، أعلن السفير السعودي وليد بخاري ان “سيتم رفع الحظر عن زيارة المواطنين السعوديين إلى لبنان فور تشكيل الحكومة اللبنانية”. وقال خلال استقباله في مقر السفارة، وفدا من “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” في المملكة العربية السعودية برئاسة محمد شاهين في زيارة تم خلالها عرض للعلاقات بين البلدين على مختلف الصعد التاريخية، الاقتصادية، التجارية، الاجتماعية والانسانية، إضافة الى التحضير للقمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في بيروت في كانون الثاني المقبل- “إننا نعمل على مأسسة العلاقات اللبنانية – السعودية في مختلف المجالات”، مشددا على “أن سياسة المملكة الخارجية في ما يتعلق بلبنان ارتكزت منذ تأسيسها على سيادة وأمن واستقرار لبنان”.
اس 300 لحماية لبنان؟:على صعيد آخر، بقي الخرق الاسرائيلي للاجواء اللبنانية ليل الثلثاء في الواجهة. وفي السياق، أفاد موقع ديبكا العسكري الإسرائيلي، أن روسيا تدرس توسيع نطاق الحماية لمنظومة صواريخ إس-300، التي نشرتها في سوريا مؤخرًا، لتشمل أجواء لبنان أيضًا ردًا على غارات نفذتها مقاتلات إسرائيلية قرب دمشق، الثلثاء الماضي. وأشار الموقع، في تقرير نشره مساء أمس، إلى أن موسكو تدرس ردًا انتقاميًّا على تلك الهجمات، لأنها استهدفت مقر قيادة الفرقة السورية الرابعة التي تشكل أساس الوحدات العسكرية المكلفة بحماية رئيس النظام بشار الأسد، الذي تدعمه موسكو، مضيفًا أن القرار بشأن طبيعة هذا الرد سيتم اتخاذه خلال أيام قليلة. وفي إشارة إلى بيان وزارة الدفاع الروسية الذي اتهمت فيه الطائرات الإسرائيلية بتهديد رحلتين جويتين مدنيتين في دمشق وبيروت خلال الغارات، قال التقرير إن “هذا البيان الغاضب يمكن أن يعتبر رسالة لإسرائيل بأن الكرملين وقادة الجيش الروسي يدرسون خيارات للرد على الغارات الإسرائيلية على سوريا.” وأضاف “أحد احتمالات الرد هو توسيع نطاق حماية منظومة الدفاع الجوي إس-300 وإس-400 المكلفة بحماية الأجواء السورية لتشمل لبنان.. والحقيقة أن ستار الأمان هذا سيوفر الحماية أيضًا لحزب الله في لبنان.” ووفقًا للتقرير، فإن موسكو اعتبرت أن إسرائيل بمهاجمتها الفرقة الرابعة بالجيش السوري تجاوزت الحد المقبول في العلاقات بين البلدين “حتى وإن كانت القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله متواجدة في تلك القاعدة”.
ابراهيم والتجاذبات: من جهة ثانية، توجّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالتهنئة إلى ضباط الأمن العام وعسكرييه لمناسبة الأعياد.وقال في كلمة له أمام عدد من ضباط المديرية: “إن المديرية العامة للأمن العام هي مؤسسة أساسية في لبنان، مؤتمنة ليس فقط على أمن المواطنين اللبنانيين، إنما أيضا على إدارة شؤونهم، كما أنها مؤتمنة على كل من تطأ قدماه الأراضي اللبنانية، وهذه الأمانة الكبيرة في حاجة الى سهر وجهد وعرق”. وحض إبراهيم الضباط على الانكباب على عملهم داخل المديرية “بعيدا من التجاذبات السياسية التي تمر بها البلاد”، مشددا على “مسؤولية الضباط في توجيه عسكرييهم ورعايتهم لينأوا بأنفسهم عن آفات المجتمع”.
المركزية