تجميد مقعد سوريا ساري المفعول…ومياه التشكيل جامدة!
على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الداخلي، لا زالت المعطيات المتوافرة حول اقتراحات الحلول والمخارج المطروحة غير ناضجة كفاية لتحريك المياه السياسية الراكدة في مستنقع التشكيل، وعليه فإنّ المراوحة ستبقى متسيّدة المشهد الحكومي الى أجل غير محسوم، الا اذا تمخضت حركة الاتصالات غير المعلنة عن جديد قد تفرزه انعكاسات التطورات الاقليمية المتسارعة لا سيما في الملف السوري الذي يبدو متجها نحو تحولات استراتيجية لن يطول زمن الكشف عنها بحسب ما يتوقع مراقبون سياسيون.
وفي الانتظار، ينهمك لبنان الرسمي بالاعداد للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة من زاويتي مستوى التمثيل القيادي الذي لا يبدو مشجعا حتى الساعة وامكان دعوة سوريا اليها بعيد استعادة بعض الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية معها. وفيما توقع حزب الله ان يزور وزير الخارجية والمغتربين جبران سوريا دمشق لدعوتها الى القمة اكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية” ان الخطوة غير جائزة ما دام قرار الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا ساري المفعول، لأن الدعوات توجه باسم الجامعة التي اتخذت قراراً بتجميد عضوية سوريا، ولبنان ملزم بهذا القرار ما دام عضوا فيها، وحتى تتخذ الجامعة القرار باعادتها الى موقعها لا يمكن لاي دولة- عضو ان تتخذ من تلقاء نفسها قرارا مخالفا.
خلاف في الخيارات: في غضون ذلك، بدا ان أزمة تأليف الحكومة تراوح ولا خرق قريبا في جدارها. ولم يكن أدل الى هذا الواقع السلبي من موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد خلال استقباله مجلس القضاء الاعلى برئاسة القاضي جان فهد، ان خلافات في الخيارات السياسية لا تزال تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، داعيا جميع الاطراف المعنيين الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية وتسهيل عملية التشكيل.
الحزب يهاجم الحريري: وليس بعيدا، رمى حزب الله مجددا كرة التعطيل في مرمى الرئيس المكلف سعد الحريري. فأكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة عبا الجنوبية “أن المشكلة في عدم تشكيل الحكومة من بدايتها واستمرارها وحلها في يد الرئيس المكلف الذي يرفض الاعتراف بتمثيل اللقاء التشاوري، والبعض كان يعتبر أن تمثيل اللقاء التشاوري سيأخذ من حصة الرئيس المكلف أو حصة رئيس الجمهورية”. وأشار إلى أن أكثر من سبعة أشهر جعلت البلد ينزف نتيجة عدم تشكيل الحكومة، موضحا “ان المشكلة في أن الإنتخابات الأخيرة غيرت المعادلات السياسية وجعلت من النواب السنة المستقلين حقيقة واقعية في المعادلات السياسية، وهناك من يتنكر لحقهم ولا يريد أن يعترف بتمثيلهم ودورهم في المعادلة السياسية اللبنانية”. ولفت إلى وجود صيغة تضمن ألا يتنازل أحد عن حصته وتضمن تمثيل اللقاء التشاوري، صيغة لا تكسر ولا تستفز أحدا وتمثل السنة المستقلين وهي صيغة 32 وزيرا لتبقى حصة رئيس الجمهورية (وبتزيد) وحصة الرئيس المكلف (وبتزيد)، لكن هذه الصيغة التي وافقت عليها غالبية الأطراف تعرقلت برفض الرئيس المكلف، لأنه لا يريدهم ولا يريد أن يجلس معهم ولا أن يعترف بهم “ولا بدو يرحمهم ولا بدو يخلي رحمة الله تنزل عليهم”. وتابع “اذا، ليست المشكلة أبدا عند “التيار الوطني الحر” وما حدا يغلط بالعنوان، المشكلة عنوانها من البداية إلى النهاية عند الرئيس المكلف”.
جنبلاط: بدوره، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “أن ابواب تشكيل الوزارة مقفلة او ان الضوء الاخضر لم يأت بعد”. وقال في تغريدة عبر “تويتر”: “يبدو ان ابواب تشكيل الوزارة مقفلة او ان الضوء الاخضر لم يأت بعد. انه مجرد تحليل ولا أملك معلومات. لكن اقتراح بري بعقد جلسة استثنائية لاقرار الموازنة أكثر من ضروري لمحاولة ضبط الانفاق. السؤال لماذا البعض متردد”؟
المشنوق: وراء تعطيل الحكومة.. رئاسة: حكوميا ايضا، برز موقف لافت أطلقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث أعلن أن هناك صراعا خفيا ولكنه عميق وجدي جدا حول المسألة الرئاسية، وهو ما فتح الباب واخرج العفاريت السياسية دفعة واحدة””، معتبرا أن فتح الملف الرئاسي هو الذي يعطل (تأليف الحكومة) بشكل أو بآخر ومن اكثر من طرف.
في مجال آخر، أكد المشنوق الذي زار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أن لبنان من أكثر الدول أمانا في العالم وليس فقط في المنطقة، لافتا إلى أن 9 عمليات إرهابية كُشفت وأُحبطت هذا العام بفضل الجهود التي بذلتها قوى الأمن.