ما هي الخيارات امام الحريري؟
اكدت أوساط تيار «المستقبل» لـ “الجمهورية” على الوعد الذي قطعه الرئيس المكلف قبل سفره الى باريس، بأنّ فشل جهوده الحالية الرامية الى التسريع في تشكيل الحكومة سيدفعه حتماً الى ان يضع النقاط على حروف التعقيد.
على انّ اللافت للانتباه، هو ما أكدت عليه اوساط الحريري بعد عودته، إذ انها أبقت باب الخيارات مفتوحاً أمامه، ولكن من دون ان تحدد ماهيتها، فالقرار في شأنها في يد الرئيس المكلف الذي لا يملك احد سواه الخيارات البديلة عن التشكيل. وهو موقف فسّر كردّ غير مباشر على ما تردّد في الايام الاخيرة عن انّ الحريري بصدد اتخاذ قرار بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، فيما لو بلغت جهوده الاخيرة الحائط المسدود.
وما ينبغي لحظه في هذا السياق، هو ما أوردته قناة المستقبل لناحية اعتبار الاسبوع الجاري «أسبوع الحسم، ومرحلة جديدة، ربما تشهد في خواتيهما ولادة الحكومة. وانّ الخيارات ما بعد عملية الحسم يملكها الرئيس الحريري وحده. وهو يصرّ على إنهاء الجدل المتواصل منذ اشهر حول الصيغة الحكومية، ويرفض أي شكل من أشكال الاستمرار في تجميد عملية التأليف».
وأبلغت مصادر بيت الوسط «الجمهورية» قولها انّ الأسبوع الجاري سيكون فاصلاً بين حدّين، والرئيس الحريري سيواصل في مساعيه ويهدف من تحركه الى الوصول لصيغة حكومية مقبولة من الجميع، وانّ على الأطراف الأخرى ان تتفهّم ذلك وتتجاوب مع مبادرته، فهو لا يتحمّل مسؤولية ما آلت اليه هذه المساعي إذا فشلت.
واما ما هي الخيارات امام الحريري؟
الجواب الاكيد لدى الرئيس المكلف وحده، وهو ما أكدت عليه اوساطه. الّا انّ مصادر سياسية رفيعة المستوى اكدت لـ«الجمهورية» انّ امام الحريري، في حال فشل التأليف، مجموعة خيارات، اولها الاعتذار، الّا انّ هذا الخيار ضعيف جداً، كونه ينطوي على مفاعيل شديدة السلبية سواء على المستوى السياسي او في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والمالي. والخيار الثاني هو الاعتكاف، وهو أمر بذات مفاعيل الاعتذار الّا انه سيبدو كإشارة عن ضعف وليس عن قوة. والخيار الثالث ان يتجاوز كل مطبّات التعقيد والتعطيل ويقوم بزيارة رئيس الجمهورية ويقدّم له تشكيلة وزارية، الّا انّ هذا الخيار يبدو ساقطاً سلفاً اذا كانت هذه التشكيلة غير منسجمة مع ما يطالب به فريق رئيس الجمهورية، وكذلك اذا كانت غير منسجمة مع مطالب «الثنائي الشيعي» لناحية تمثيل اللقاء التشاوري بوزير يمثّله حصراً، ثم كيف يمكن ان يقدّم تشكيلة الى رئيس الجمهورية طالما انه لم يتلقّ بعد أسماء الوزراء الشيعة الستة لحركة «أمل» و«حزب الله»؟ ويبقى خيار رابع وهو الاقرب الى الواقع، بأن يقرّر العودة الى ممارسة نشاطه الرسمي والمداومة في السراي الحكومي الى أن يقضي الله امراً كان مفعولا.