الحكومة تخوض اختبارها الأول…جعجع: سننتشل الدولة من براثن الفساد
بعد يومين من تأليفها، ومع دخول النائب سعد الحريري السراي للمرة الثالثة رئيساً للوزراء إيذاناً بشروعه في ممارسة مهماته، تدور اعتبارا من الاثنين المقبل بقوة عجلات العمل الوزاري، لتخوض الحكومة الجديدة اختبارها السياسي الاول، في اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري ظهر الاثنين المقبل في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري. ذلك ان هذا الاجتماع سيعكس المقاربة الاولى لممثلي القوى السياسية في الحكومة حيال مشروع البيان الوزاري المفترض انجازه خلال اسبوع استنادا الى تقديرات رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومع ان المعلومات المتوافرة تفيد ان ثمة اتفاقا على اعتماد المخارج الانشائية نفسها لبيان حكومة “استعادة الثقة” وتاليا حبك مسودة البيان الحالي بنسيج يجنبه المطبات والخلافات، فإن مستجدات “سيدر” الاصلاحية واشتداد وتيرة التحذيرات الاميركية تجاه حزب الله قد لا تخرج البيان الى النور بالسرعة القصوى المطلوبة للانطلاق الفعلي الى الميدان العملي.
الجلسة الاولى: في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر التأم مجلس الوزراء في جلسته الاولى برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري وشكّل في اقل من نصف ساعة لجنة صوغ البيان الوزاري برئاسة الرئيس الحريري على ان تجتمع في الثانية عشرة ظهر الاثنين المقبل وتضم الوزراء: جمال الجراح، منصور بطيش، صالح الغريب، سليم جريصاتي، اكرم شهيّب، مي شدياق، علي حسن خليل، يوسف فنيانوس ومحمد فنيش. واثر انتهاء الجلسة السريعة أطل وزير الاعلام جمال الجراح على الاعلاميين، فنقل عن رئيس الجمهورية قوله “ان المرحلة المقبلة ستكون افضل بكثير من السابقة لاسيما في ما خص الوضع المالي الذي يجب ان يتحدث فيه اصحاب الاختصاص فقط”. كما نقل عن رئيس الحكومة “ان الوقت الآن هو وقت العمل، هناك تحديات كثيرة علينا مواجهتها والخلافات السياسية تكلف الدولة، وهناك قرارات صعبة يجب ان نتخذها لاسيما الحد من الهدر والفساد وثمة تحديات اقليمية صعبة”.
الصورة التذكارية: وقبيل الجلسة التقطت الصورة التذكارية الاولى في حديقة قصر بعبدا بمشاركة الرؤساء عون، بري والحريري. وعُقد لقاء رئاسي ثلاثي سريع ضمّ الثلاثة. ولفت الرئيس بري لدى مغادرته قصر بعبدا الى “ان البيان الوزاري سينجز في خلال اسبوع”.
الحريري في السراي: من جهته، توجه الرئيس الحريري بعد الجلسة الى السراي حيث أُعد له استقبال رسمي
في الباحة الخارجية. وبعدما عزفت له موسيقى قوى الامن الداخلي ترحيبا، استعرض ثلة من حرس رئاسة الحكومة يتقدمهم قائد السرية الرائد محمد برجاوي، ثم صافح كبار موظفي رئاسة الحكومة والمستشارين يتقدمهم الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وفي دردشة مع الصحافيين، امل في ان يشهد مجلس الوزراء تعاونا كبيراً بين الوزراء وان يكون متضامنا في اتّخاذ القرارات المهمة المطلوبة”، ونفى “ان تكون هناك بنود خلافية في البيان الوزاري، لكنه سيكون مشابها للبيان الوزاري للحكومة السابقة وسيتضمن كل الاصلاحات الضرورية المطلوبة، في “سيدر”، واوضح “ان يف الموقف الاميركي من تسلّم “حزب الله” وزارة”الصحة لا يُسبّب احراجاً، مبدياً عدم تخوّفه على المساعدات الدولية في هذا المجال”.
باسيل… حققنا المناصفة: بدوره اجرى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده في مقر التيار في حضور نواب وزراء تكتل لبنان القوي جردة حساب لمرحلة الاشهر التسعة ما قبل ولادة الحكومة بنجاحاتها واخفاقاتها، وفي خطوة نادرة ولافتة كشف باسيل عن نهج جديد في تحمل المسؤوليات لعل ابرز ما فيه اعلانه عن وضع استقالات وزراء الحزب في عهدة رئيس الجمهورية تمهيدا للمحاسبة على اي تقصير محتمل.وااذ اكد اعتماد سياسة مدّ اليد لمصلحة الوطن، اعتبر ان الأهم يكمن في أننا كرسنا المناصفة داخل الحكومة، مشددا على أن رئيس الجمهورية ليس مجرد باش كاتب بل شريك أساسي في عملية التشكيل بالتعاون مع الرئيس المكلف، وكاشفا عن اتفاق على استبدال أي وزير غير منتج، وعن اتفاق آخر ينص على إقفال وزاة المهجرين في عهد هذه الحكومة.
… والى اوروبا: من جهة ثانية، وبعدما الغى الوزير باسيل زيارته الى واشنطن للمشاركة في مؤتمر مكافحة الارهاب، علمت “المركزية” انه يتوجه غدا الى اوروبا في زيارة تشمل بلجيكا وفرنسا وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
جعجع… ماضون في المواجهة: من جهته، فنّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ”المركزية” اسباب قبول الحزب بحصة وزارية وحقائب لا تتناسب وحجم تمثيله الشعبي فقال: “لاننا لا نشبه الطبقة السياسية الموجودة، ندفع الثمن دائما، فإما نتصرف كما فعلنا انسجاماً مع نظرتنا للمصلحة الوطنية العليا ومقتضيات المرحلة الحساسة التي توجب على الجميع تقديم تنازلات او ننتقل الى موقع المتفرج، وننأى بأنفسنا عن مهمة انقاذ الوطن”. “ولاننا لا نشبه هذه الطبقة السياسية، يضيف جعجع: ندفع ثمن مواقفنا مشاريع عداوة مع بعض القوى السياسية التي تمضي في المقاربات الخاطئة ازاء الملفات الحساسة، من السياسة الى الاقتصاد وسائر القضايا التي نتطلع الى انتشالها من براثن الفساد والمشاريع المشبوهة والصفقات بإصرارنا على عبورها من معبر المؤسسات الدستورية الالزامي، وليس ما يثنينا عن هذا الخيار مهما اشتدت المواجهة”. بيد ان تجربة الاشهر التسعة المريرة التي دفعت البلاد الى الهاوية السحيقة، لا بد ان تكون فعلت فعلها لدى جميع القوى السياسية لناحية تهيّب الموقف ودقة المرحلة ووجوب التعاطي معها بعقلية مختلفة عن تلك التي سادت في حكومة “استعادة الثقة” التي تحولت الى حلبة مصارعة حول بعض الملفات وابرزها الكهرباء. فالى جانب الخطر الاستراتيجي الموجود على الدولة ثمة خطر قد يكون أشدّ وقعا يمثله الفساد المتجذر في داخلها، ومواجهته واجب وطني سنقود حملة شرسة للقضاء عليه، فحيث نشتم رائحة فساد سنقف بالمرصاد. ويضيف: في الحكومة السابقة كلفنا موقفنا من ملف الكهرباء عداوة مع الكثير من الاطراف السياسيين تظهرت مفاعيلها في الانتخابات النيابية وتحالفاتها ومحاولات اقصائنا الا ان الارادة الشعبية قدّرت وعوضت ومنحتنا ثقة نفتخر بها. في هذا الاتجاه سنمضي من دون هوادة من دون مسايرة او تغطية. لا نعارض افرقاء سياسيين في اي موقع كانوا، بل مواضيع تختزن فسادا في مضمونها. نحن حاجة لهم لكن لا يقتربون منا كثيرا لاننا نعطل مشاريعهم الخارجة على القانون ومنطق الدولة. سنتفشى كبقعة الزيت لنكون تجربة صالحة تحدث التغيير المطلوب.واذ اكد اننا ضد زيارة الوزير جبران باسيل الى سوريا سأل اي سوريا يعيدون الى الجامعة العربية وقد بات نصفها في الخارج والنصف الآخر في المعارضة والقرار لايران وروسيا، فهل يعيدون ايران ام روسيا الى الجامعة؟
اشكال في المطار: امنياً، وفي حدث غريب من نوعه، وقع اشكال بين عناصر من جمارك المطار واخرى تابعة لجهاز امن المطار على خلفية اصرار الاخير على عدم السماح لعناصر الجمارك بتمرير حقيبة المدير العام هشام حيدر عبر آلة السكانر والمسافر عبر صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
واصدرت قيادة جهاز امن المطار بياناً اشارت فيه الى “ان الحقيبة التي تم تفتيشها في المطار لا تعود لقائد الجيش كما ذكرت بعض وسائل الاعلام”، موضحةً “ان الحقيبة المذكورة تعود للسيد هاشم حيدر الذي يسافر منذ سنوات عبر صالون الشرف لقاء دفع بدل، وتمت مراجعة القاضي بيتر جرمانوس الذي أشار الى فتح تحقيق في الحادث”.
بوتين يُصعّد: روسياً، وبعد يوم من إعلان الولايات المتحدة تعليق التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ النووية المتوسطة، ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مماثل، متعهداً بالبدء في إنتاج صواريخ جديدة بينها واحد اسرع من الصوت. وقال وفق ما نقل الكرملين، “ان موسكو ستعلق التزامها بالمعاهدة المبرمة عام 1987 إبّان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق”، معلناً “ان بلاده ستبدأ في إنتاج صواريخ جديدة، من بينها صاروخ اسرع من الصوت. واكد “انه لن يتم نشر الأسلحة النووية المتوسطة في الجزء الأوروبي من روسيا او اي مكان آخر، إلا إذا اقدمت واشنطن على ذلك”.