إبن العاشرة نابغة رياضيات في الجامعة الأميركية
دخل طلاب السنة الأولى في الهندسة، الرياضيات، الفيزياء، و
غيرها من الاختصاصات العلمية، إلى صف الرياضيات، الأول لهم في الجامعة
الأميركية في بيروت، ليجدوا طفلاً عمره 11 عاماً، يجلس في الصف الأمامي
يتابع ما يشرحه الأستاذ. تفاجأ الطلاب من ما شاهدوه في هذه الحصة. وظنوا
أنها مجرد زيارة للصف يقوم بها هذا الطفل. لكنهم سرعان ما أيقنوا إمكانية
مسابقة الزمن، وأن البعض يمتلك القدرات لتخطي المستحيل، خصوصاً بعد أن
علموا أن الطفل واسمه “صينار زيتو”، يتلقى الدروس نفسها التي يتلقوها ويحضر
المحاضرات ذاتها التي يحضرونها.
الرياضيات والمنطق
بدأ
الاهل باكتشاف هذه القدرات لدى صينار بعد أن تابعوا تعلقه الكبيراً بلعبة
مكعب الروبيك، وبعد أن برهن عن قدرات مميزة، في حل العديد من الحالات منها.
ورفع هذا التعلق شغفه في اكتشاف المعادلات الخوارزمية وعلم الاحتمالات
والإحصاءات وغيرها.
بدأ صينار، في الصيف الماضي، بعمر العاشرة، يغوص في علم الرياضيات، عن طريق بحثه في عالم الانترنت عن مفاهيم متقدمة. إذ استطاع أن يفهمها بمفرده، على نحو مميز، بالرغم من أنها مفاهيم متقدمة مثل الكالكولوس (Calculus) التي تحتاج تمرساً وتعلماً مديدين.
بالإضافة إلى الرياضيات، عكس صينار تفوقاً مميزاً في جميع
المواد الدراسية، حيث يتلقى تعليمه في مدرسة السيدة الارثودوكسية. لكن
قدراته المميزة ستظهر تحديداً في الأمور التي تتطلب استعمالاً للمنطق.
وبالرغم من القدرات الكبيرة في الرياضيات، التي يتمتع بها صينار، يهتم
بالأشياء ذاتها التي يهتم بها الأولاد من عمره، محافظاً على طفولته
الطبيعية.
عناية الأسرة
تواصلت والدة صينار مع قسم
الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت، بعد أن لاحظت أن ابنها قد وصل
إلى مرحلة متقدمة في الرياضيات، وتخطى مستوى المفاهيم التي يتلقاها في
المدرسة. تجاوب رئيس قسم الرياضيات الدكتور وسيم راجي مع والدة صينار، وقرر
أن يعطيه ما يلزمه من معلومات ومفاهيم في مجال الرياضيات، وينظم طريقة
تلقيه لهذه لمعلومات. في بادئ الأمر، شارك صينار في صف مع تلاميذ السنة
الأولى، ثم قرر الدكتور راجي أن يتابع تدريسه في صف لوحده، تجنباً لأي صدمة
أو جو غير مناسب، لأن فرق العمر كبير بينه وبين الطلاب الجامعة. تابع
الدكتور راجي صفوفه الخاصة مع صينار، وقد وصل معه إلى مستوى السنة الجامعية
الثانية في الرياضيات.
“ركزنا دائماً منذ صغر صينار وأخته على تنمية الفضول العلمي
لديهما، خصوصاً أن الوالد هو أستاذ ثانوي في مادة الفيزياء”، تقول والدة
صينار، مهندسة الميكانيك، ياسمين مروة. وتضيف: “ودائماً ما كنا نتجنب
الأمور المضيعة للوقت، مثل التلفاز على سبيل المثال، ما ساعد صينار واخته
على استثمار وقتهم في أمور مفيدة، علماً أن سيما أخت صينار، متفوقة في
المدرسة، ولديها قدرات مميزة أيضاً في مجال الفن”.
نابغة حقاً
فاز
صينار بجائزة من مركز “روح رامانوجان” (The Spirit of Ramanujan). وهذا
المركز موجود في الولايات المتحدة، ويعنى بمساعدة الأفراد أصحاب القدرات
المميزة في العلوم والرياضيات، لتطوير قدراتهم. كما يعتبر صينار أصغر شخص
حصل على هذه الجائزة. وقد نالها بعد أن تواصل مع المركز الدكتور راجي، وبعد
إجراء تقييم لقدراته.
يقول دكتور راجي: “بعد ان تعرفت عليه، عكس صينار قدرات تحليلية استثنائية. وإذا استمر على هذه الوتيرة، وقرر أن يسافر لاستكمال تحصيله العلمي في الخارج، من الممكن أن ينال دكتوراه في الرياضيات عند سن الـ 15 تقريباً، لكن أحذر من أن يتم استعجال الأمور، أو من تركيز جميع قدرات صينار على الرياضيات فقط، وإهمال الجوانب الشخصية والعاطفية الأخرى”. ويضيف: “في هذه الأيام يتم استعمال كلمة نابغة كثيراً، لكن في الحقيقة أشخاصأ مثل صينار يستحقون أن نسميهم نوابغ بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.