هجمة دولية على لبنان : دفع للحكومة ام تقييدها بالمصالح المتضاربة؟
تتوجه الأنظار الى “الهجمة الدولية” باتجاه لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة وما اذا كانت هذه الهجمة ستصب في مصلحة لبنان وانطلاقة حكومته، ام ستحول بيروت ساحة لتبادل الرسائل، بل محط اشتباك اقليمي يمنع انطلاقة العمل الحكومي. فالاجواء الاقليمية والدولية والاندفاعة تجاه لبنان لا توحي بانفراجات، بل تنذر بتسابق يحاول الافادة من كل الساحات الممكنة لجعلها اوراق في الحرب السياسية المحتدمة.
وفيما كان وزير الخارجية الأميركي يشدد على ان “لإيران وحزب الله اللبناني خلايا ناشطة في فنزويلا، في اطار توسيع التضييق عليهما، وصل الى بيروت وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ويتبعه، طبقاً لما أوردته “النهار” السبت، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي يصل الى بيروت مساء الثلثاء ، في زيارة ستكون الاولى لموفد سعودي للعاصمة اللبنانية بعد تأليف الحكومة الجديدة.
والى الزيارتين، زيارة ثالثة للأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط تشكل بداية ورشة اتصالات ديبلوماسية عربية تقودها الجامعة في إطار المساعي المبذولة لإعادة سوريا اليها قبل قمة تونس العربية الدورية السنوية نهاية آذار المقبل في اعقاب الخروقات التي سجلتها بعض الدول العربية على المستوى البرلماني والتي اثارتها الدعوة الأردنية الى الجانب السوري للمشاركة في مؤتمر للبرلمان العربي على أراضيها.
وتصل الى بيروت في 25 الجاري الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في زيارة تقرر ان تكون في طريق عودتها الى اوروبا من المؤتمر الأورو متوسطي المقرر عقده في شرم الشيخ في 24 و25 الجاري.
وتكتسب هذه الزيارة أهميتها بالنظر الى حجم الدور الأوروبي في سلسلة المؤتمرات المقبلة التي تكون قد تبلورت نتائجها ولا سيما المؤتمر الذي دعت اليه واشنطن تحت عنوان “مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط” المقرَّر برعاية أميركية – بولندية في 13 و 14 الجاري في وارسو بهدف تجميع حلفائها القدامى والجدد في مواجهة ايران وحلفائها، تزامنا مع انتهاء اعمال القمة الثلاثية التي ستستضيفها موسكو في 14 شباط الجاري ايضا والتي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من نظيرَيه التركي رجب الطيب اردوغان والإيراني حسن روحاني.
وكان وزير الخارجية الإيراني وصل امس في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين، يعقد في خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، ويشارك في حفل الإستقبال الذي تقيمه السفارة الإيرانية في فندق فينيسيا في بيروت، لمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية في إيران.
ردا على سؤال قال ظريف: “لهذه الزيارة هدفان أساسيان. الأول يتمثل في إعلان التضامن والوقوف الى جانب لبنان الشقيق، والثاني إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية انه لديها الإستعداد الشامل والكامل أن تتعاون مع الحكومة اللبنانية الشقيق في كل المجالات وعلى كل الصعد”.
وفي رد على سؤال حول مساعدة إيران عسكريا للجيش اللبناني قال ظريف: “نحن لدينا دائما مثل هذا الإستعداد، وكنا قد أعلنا في غير مناسبة عن هذا التوجه في إيران ولكن بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى الجانب اللبناني”.
ويأتي كلام ظريف بعد تمهيد للسيد حسن نصرالله اعلن فيه انه مستعد لتوفير صواريخ ارض جو للجيش اللبناني من ايران، وان الاخيرة عرضت مساعدة لبنان في مجالات عدة منها الكهرباء
النهار