الدعم الاميركي مرتبط بالخيارات الوطنية
مع ان الزيارات المتعاقبة للمسؤولين الغربيين لبيروت اعتبارا من اليوم،تحتل صدارة المشهد اللبناني، تتركز الانظار والاهتمامات غداًعلى الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي ستشهد اختباراً عملياً لمصالح القوىالمشاركة في الحكومة ونياتها حيال الملفات الحساسة، على كثرتها. ذلك ان هذه الجلسة، وبعد فصول حروب المواجهات بين القوى السياسية الخصمة والحليفة، يفترض ان تحمل حسماً للتوجهاتالرسمية والحكومية والسياسية حيال آلية التعاطي مع القضايا الساخنة ووجوب وضع كل ما يعرقل مسار الاصلاحات المطلوبة بالحاح من منظمي ” سيدر” على الرف للانصراف الى العمل الجدي، بعيدا من الخلافات الجانبية.
فبعيد وصوله الى بيروت مساء امس ومشاركته في عشاء “قواتي” اقامه على شرفه مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” للعلاقات الخارجية إيلي خوري، بدأ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط السفير ديفيد ساترفيلد لقاءاته في بيروت التي يصلها غداً وزير الدولة لشؤون الخارجية البريطانية ووزير الدولة لشؤون تنمية الدول اليستر بيرت لوضع المسؤولين في صورة قرار بريطانيا الاخير بشأن “حزب الله” اضافةً الى بحث التعاون والعلاقات التجارية بعد “البريكست” وتعزيز العلاقات الثنائية، بعدما حطّ فيها امس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في زيارة تستمر اياما عدة يلتقي في خلالها كبار المسؤولين اللبنانين حيث سيجري محادثات تتعلق بموضوع اللاجئين السوريين، قبل ان يتوجه الى سوريا.
دعم مرتبط بالخيارات: ففي زيارة أولى لمسؤول اميركي الى لبنان منذ تأليف الحكومة الجديدة، حط ساترفيلد، في بيروت مساء امس، في صورة مفاجئة،مطالبا لبنان بـ”خيارات وطنية”. واستهل اليوم زياراته الرسمية للمسؤولين من قصر بسترس حيث استقبله وزير الخارجية جبران باسيل. وفي تصريح مقتضب بعد اللقاء قال ساترفيلد “ان لبنان اصبحت له حكومة جديدة تتخذ قرارات حساسة تتعلق باقتصاد البلد ومكافحة الفساد وبالمسائل الامنية”. وأكد ان “الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة مع لبنان بشكل كبير وتود ان تراه يتقدم ويواجه خياراته وسيتم التعامل، من قبلنا ومن قبل دول اخرى، بحسب الطريقة التي سيتبنى من خلالها لبنان هذه الخيارات، التي نأمل ان تكون ايجابية لمصلحة لبنان وشعبه وليس لصالح اطراف خارجية”.
للخروج من الصراعات: اما من الصيفي، حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، فأكد الدبلوماسي الاميركي ان “الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لدعم خيارات لبنان الوطنية”، داعياً الى “خيارات وطنية تُخرج البلاد من الصراعات والايديولوجيات الخارجية”. وقال بعد الزيارة “جولتي تأتي بعد تشكيل الحكومة في لبنان وفي ظل المتغيرات في المنطقة وهناك رغبة لدى الولايات المتحدة لترى استقراراً وامناً حقيقيين في لبنان وهذا يتوقّف على خياراته الوطنية وليس على خيارات تملى عليه. واضاف: “لبنان عانى طويلاً جراء صراعات وايديولوجيات روجت على ارضه من الخارج. وتابع “هذا الوضع عليه ان يتغير ولا بد من اتخاذ قرارات جدية في هذا الإطار، فالأحزاب في لبنان فاعلة ولا بد ان يكون هناك تحرك وطني في هذا الاتجاه والولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لدعم خيارات لبنان الوطنية”.
ثم انتقل الى السراي حيث استقبله الرئيس سعد الحريري، وبعد عرض للمستجدات استكملت المحادثات الى مأدبة غداء.
اجندة زيارة بومبيو: واكدت مصادر سياسية مطلعةعلى جولة الدبلوماسي الاميركي لـ”المركزية” “ان ساترفيلد شدد امام المسؤولين الذين التقاهم حتى الان على استمرار الدعم العسكري الاميركي للبنان ورفد جيشه والقوى الامنية بالاسلحة من ضمن برنامج المساعدات الاميركية العسكرية للمؤسسات الامنية الشرعية، من دون ان يؤكد ما اذا كانت بلاده ستقدم دعما مادياً للبنان”.وبحسب المصادر، فإن الاجتماع الذي عُقد بين وزير الخارجية جبران باسيل والسفير ساترفيلد في قصر بسترس كان إيجابياً، وركّز على تحضير اجندة زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الى لبنان اواخر الجاري وابرز نقاطها: مواكبة انطلاق عمل الحكومة والدعم الاميركي الموعود لها”. وعكس اللقاء مع ساترفيلد اهتماماً خاصاً بالوضع الاقتصادي واتفاقاً على ضرورة إيلائه الأهمية القصوى انطلاقاً من المخاطر التي تُهدده، اذ شدد الدبلوماسي الاميركي الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في لبنان ويعرف بالتفاصيل خفايا السياسة اللبنانية وابعادها، على وجوب مكافحة الفساد وضبط الهدر والتأكد من عدم استغلال موارد الدولة اللبنانية لاهداف سياسية.
ووفق معلومات “المركزية”، فان باسيل ناقش مع ساترفيلد الوضع الأمني في لبنان وضرورة تحصينه، والإبقاء على المساعدات الأميركية للجيش اللبناني لما لها من اثر ايجابي على رفع اداء الجيش والقوى الامنية في مكافحة الارهاب وملاحقة الخارجين عن القانون. ولم يغب الهمّ اللبناني المتمثّل بأزمة النزوح السوري عن جدول محادثات باسيل مع ساترفيلد، بحيث شدد وزير الخارجية على ضرورة عودة النازحين،لانها ستساهم حكما في تعزيز الوضع الاقتصادي وتثبيت الاستقرار في لبنان”.
تحضيرات عون: وسط هذه الاجواء، وفي سياق التحضيرات لزيارته المرتقبة الى روسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين وعرض معه للزيارة الرسمية التي ينوي القيام بها إلى موسكو في نهاية الجاري وللمواضيع التي ستتم مناقشتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس الذين سيلتقيهم.
الحكومة تدفن رأسها: على صعيد آخر، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال حفل نظمته السفيرة اللبنانية في الاردن تريسي شمعون والجالية اللبنانية في حضور رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة، “إن ما يجمع بين لبنان والاردن، التزامهما دعم الشعب الفلسطيني الشقيق حتى تحقيق امانيه الوطنية وكذلك ازمة النازحين المليونية من ابناء الشعب السوري الشقيق الذين يقع ضغط خدمتهم واقامة بنى تحتية من صرف صحي وشبكات ماء وكهرباء و مواصلات وتعليم على الحكومتين هنا وهناك بغض النظر عن التقديمات الدولية والاقليمية التي كنا نتمنى ان تكون لزيادة الاستقرار والتنمية و الازدهار”. وتابع “ما يوحد بين البلدين التنسيق المستمر لمكافحة الارهاب على حدود القطرين وحدود المجتمعين وما يجمع بين البلدين علاقة مصلحية تنطلق من معبر نصيب عبر سوريا والذي فتح رسميا من طرف واحد بينما لا تزال حكومتنا تدفن رأسها في الرمل حتى الآن ولا تحادث سوريا حول عودة النازحين والمعبر من والى لبنان فسوريا والاردن والعراق والخليج وكذلك خطط اعادة الاعمار الخاصة بسوريا اضافة الى سبل تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين”. واشار من جهة ثانية، الى ان “اننا ننتظر أن تبدأ الحكومة في الفترة المستعجلة جدا بضرورة انجاز ملف الكهرباء، واستعادة الدولة دورها المركزي في انتاج وتوزيع الكهرباء واطلاق محاكمة الفساد استنادا الى القوانين التي تم اقرارها، وبدء استخراج النفط بعد ترسيم الحدود البحرية والاخذ بعين الاعتبار التحفظات اللبنانية”.
لجنة المال: وليس بعيدا، وعشية الجلسة التشريعية المرتقبة غدا، التي سينطلق معها رسميا العمل البرلماني مواكبة لمعركة محاربة الفساد، واصلت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان الاستماع الى الوزراء. واعلن كنعان أن جلسة لجنة المال كانت مثمرة تخللها نقاش قانوني وجدي، لافتا الى ان الحوار الجدي يوصل الى نتيجة وان عملهم رقابي بامتياز يستند الى تقارير ولا احد يستهدف احدا. واشار الى أن اسئلة عدة طرحت على وزير التربية تريث في الاجابة عليها وطلب مهلة شهر، موضحا أن لا ارقام نهائية حتى اللحظة بانتظار استكمال المعطيات التي طلبوها. وأوضح كنعان انه سيتم توجيه الدعوة لوزير المال ولديوان المحاسبة الاسبوع المقبل لاستيضاح الكلفة. ولفت الى أن خبرا مفرحا ورده من احد الزملاء النواب يؤكد ان الرسالة الرقابية وصلت وما من وزارة او ادارة توظّف اليوم خلافاً للقانون في ضوء العمل الذي يقومون به.
شهيب يوضح: من جانبه، اوضح شهيب أن الرقم الاساسي هو 2173 مدرسا ثانويا تم توظيفهم عبر آلية قانونية استنادا الى الحاجة بقرار من مجلس الوزراء، مؤكداً أن من تم توظيفهم خارج الاصول وبعد قانون السلسلة هم 154 شخصا. ولفت شهيب، بعد جلسة لجنة المال الى أنه تم الاتفاق على “ان نتقدم من لجنة المال بتقرير يتضمن عدد الاداريين والاساتذة والمستعان بهم ضمن مهلة الشهر”.
خليل والسفراء: وليس بعيدا، عقد وزير المالية علي حسن خليل مؤتمرا صحافيا، في الرابعة في مكتبه في الوزارة – وسط بيروت، للحديث عن تقرير حسابات المهمة 1993 – 2017، بعدما التقى اليوم سفراء الولايات المتحدة، الدول الاوروبية الكبرى، الصين، في مكتبه وعرض معهم لوضع لبنان المالي.
ترحيب سعودي: في غضون ذلك، رحبت السعودية بقرار المملكة المتحدة الحظر التام لحزب الله، معتبرة أن القرار يمثل “خطوة هامة وبناءة في جهود مكافحة الإرهاب حول العالم”. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، رحب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان بالقرار، معتبرا أن الخطوة البريطانية “تأتي متوافقة مع ما سبق أن اتخذته المملكة العربية السعودية تجاه الحزب”.
لافروف في المملكة: وليس بعيدا، شكّل الملف السوري الطبق الرئيس في المفاوضات الروسية – السعودية التي استكملها اليوم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في المملكة، حيثاستقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وعقد معه لقاء مغلقا لم ترشح عنه أي أنباء حتى اللحظة. كما التقى لافروف،، في المبنى الملكي في مطار العاصمة السعودية، رئيسَ الهيئة السورية للتفاوض نصر الحريري. وفي المناسبة، أعلن الحريري أن “المعارضة السورية تعوّل على مواصلة التنسيق مع موسكو على مسار تسوية الأزمة السورية”. وبدا لافتا قول لافروف إن موسكو والرياض “توصّلتا إلى تفاهم حول قضايا أساسية متعلقة بالأزمة السورية”، مشيرا الى ان “أمس واليوم بحثنا هذه المسائل مع زملائنا السعوديين، وتوصلنا إلى تفاهم حول القضايا الرئيسية كافة “.