فرنسا مستاءة من “الدلع اللبناني”وهذا ما قاله عون عن تأثير حزب الله
بين النصائح “التحذيرية” الاميركية لنأي جدي بالنفس والامتعاض الفرنسي من “الدلع اللبناني” في التعاطي مع مؤتمر “سيدر” والموقف البريطاني الحازم ازاء حزب الله، يغوص اللبنانيون في بحر التحليل في افاق المستقبل والمصير الغامضين. المعطيات الداخلية اليومية وطريقة مقاربة الملفات لا تبشر بالخير. وليس في المجال الجوي اللبناني ما يشي بتعاطٍ مسؤول على قدر الخطر المحيط بالبلاد، بل مجرد شعارات واعدة يبدو الشق الظاهر منها حتى الساعة استنسابياً، لا سيما مكافحة الفساد الجانح اجرائيا في اتجاه واحد.
عون وحزب الله: ففيما ابلغت مصادر دبلوماسية فرنسية “المركزية” ان الاليزيه والـ”كي دورسيه” مستاءان من نتائج زيارة الموفد بيار دوكان لبيروت وما وصفته بـ”الدلع” اللبناني لجهة التعامل مع شروط “سيدر”، قفزت المواقف التي أطلقها وسمعها وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية اليستير بيرت خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين الى الواجهة، خاصة وانها تأتي في اعقاب تصنيف المملكة حزب الله بجناحيه، إرهابيا. وفي السياق، اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـبيرت الذي زار بعبدا اليوم، عن امله في “ان تتعزز العلاقات الثنائية”، لافتا الى “ان لبنان اخذ علما بالموقف البريطاني من حزب الله، وقد يكون من المفيد الاشارة الى ان الامتداد الاقليمي لحزب الله، لا يعني ان تأثيره على السياسة اللبنانية يتجاوز كونه جزءاً من الشعب اللبناني وممثلا في الحكومة ومجلس النواب. من جهته، اشار بيرت الى ان هذه العلاقات لن تتأثر في اي موقف تتخذه بريطانيا حيال حزب الله. كما نقل الى عون رغبة بلاده في توثيق العلاقات اللبنانية -البريطانية وتعزيزها في المجالات كافة، مشيرا الى ان المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في لندن هو جزء من خطة الدعم البريطانية للاقتصاد اللبناني.
نعمل لتطبيق سيدر: الى ذلك، أكد عون لضيفه “ان لدى لبنان الارادة للسير في شكل ايجابي على طريق الانقاذ من الوضع الراهن الذي يمر به، لافتا الى ان الحكومة عازمة على تطبيق خطة النهوض الاقتصادي للانتقال بالاقتصاد اللبناني من اقتصاد ريعي الى منتج، كما نعمل جاهدين لتطبيق توصيات مؤتمر ” سيدر” لاسيما ما يتعلق منها بالاصلاحات والمشاريع القائمة على التعاون بين القطاعين العام والخاص. وشدد على ضرورة دعم لبنان لاعادة النازحين الى المناطق الامنة، لافتا الى ان تداعيات بقائهم في لبنان تتزايد ، وآخر ما سجل من احصاءات يشير الى ان نسبة الولادات لدى العائلات السورية بلغت 51% من نسبة الولادات في لبنان.
بيرت واستمرار الدعم: كما زار بيرت يرافقه السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، وزير الدفاع الياس بو صعب، مؤكدا مواصلة المملكة المتحدة دعمها للمؤسسة العسكرية وأن الموقف الذي اتَّخذته المملكة تجاه حزب الله لن يؤثر على العلاقة بالدولة اللبنانية والجيش اللبناني. من جانبه، اكد بو صعب ان هذا القرار يعني المملكة المتحدة اما لبنان فهو غير معني به وان لحزب الله رؤساء بلديات ونوابا منتخبين من الشعب اللبناني وله وزراء في الحكومة، كما أبدى ارتياحه إزاء استمرار الدعم البريطاني للمؤسسة العسكرية معربًا عن اهتمامه بتطوير العلاقة بين الجيشين اللبناني والبريطاني وتوسيع آفاق التعاون بينهما ليشمل المجالين الأمني والاستخباراتي بهدف التمكُّن من مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية بعد الهزيمة العسكرية التي مني بها في سوريا. كذلك دار نقاش حول الفرق بين العودة الآمنة والكريمة والعودة الطوعية للنازحين السوريين الذي يستضيفهم لبنان، فأكَّد بو صعب أن لبنان لم يعد يتحمَّل هذا العبء وأنَّه لا يستطيع انتظار التوصل إلى تسوية سياسية نهائية في سوريا لحل أزمة النازحين، مشدِّدًا على أن لبنان يريد العودة الآمنة والكريمة لهؤلاء إلى بلادهم. فأبدى بيرت تفهُّمًا للمواقف والمطالب اللبنانية.
بعد بريكست: وليس بعيدا، علمت “المركزية” ان المسؤول البريطاني اكد للمسؤولين اللبنانيين ان المساعدات البريطانية للبنان من ضمن الاتحاد الاوروبي ستستمر في العام الحالي الا ان اتفاقا جديدا سيبرم مع لبنان في هذا الشأن بعد “بريكست”.
بين المجلسين: على صعيد آخر، وفي وقت يعقد مجلس الوزراء جلسة عصرا في بعبدا، أبرز ما ستقرّه تعيينات في المجلس العسكري، أنهى مجلس النواب ثنائيته التشريعية التي انطلقت امس، وأعلن الرئيس نبيه بري عن جلسة رقابية في النصف الثاني من اذار. وفيما صادق على اعطاء ست درجات للأساتذة المتمرنين في التعليم الثانوي الرسمي، أعطى بري الحكومة مهلة شهر لدراسة اقتراح قانون الموارد البترولية في البر، بعد اصرار رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيرة الطاقة ندى البستاني ووزير الخارجية جبران باسيل على درسه في الحكومة خلال شهر. في المقابل، تمت احالة اقتراح القانون بتسوية اوضاع عقداء ورتباء وعرفاء وخفراء في الضابطة الجمركية الى المجلس الاعلى للجمارك لاعادة دراسته. واذ أكد الرئيس الحريري إنّه “يفضل عدم السير بكل ما يرتب تكاليف مالية على الخزينة”، رد اقتراح القانون الرامي الى تسوية وضع عقداء متقاعدين في الامن العام الى لجنة الدفاع بنتيجة التصويت، في حين أقرّ القانون الرامي الى تنظيم قانون مزاولة مهنتي المهن البصرية وتقويم النطق. كما ناقش اقتراح القانون الرامي الى تعديل بعض احكام المرسوم الاشتراعي المتعلق بتعيين قضاة من خارج معهد الدروس القضائية وقرر احالة مشروع القانون للجنة الادارة والعدل لدراسته.
هولاند في لبنان: من جهة ثانية، اولم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط على شرف الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند في المختارة. وفي المناسبة القى جنبلاط كلمة قال فيها “أوصي أولادي بحفظ المختارة كرمز للتسامح”، مضيفا “لن ننسى دعم فرنسا للبنان سيد مستقل في آذار 2005، وفيما رفض النظام السوري الاستماع الى مطالب شعبه كان الرئيس هولاند الوحيد الذي بادر الى دعم هذه المطالب”. وختم “باسمي وباسم راعي مصالحة الجبل الكبير البطريرك صفير والبطريرك الراعي نرحّب بكم في المختارة اليوم وكل يوم”. اما هولاند فقال “شهر آذار بالنسبة للشعب اللبناني حافل بالتذكرات والمعاناة”، مضيفا “تمثلون نموذجا في منطقة تعصف بها الحروب ونجحتم في ارساء السلام فحافظوا على هذه القيم”. وتابع “ما يحصل في هذه المنطقة يؤثر بالعالم بأسره حتى فرنسا عصفها الارهاب السائد في سوريا والعراق ويجب أن نحارب كل أشكال الارهاب والعوامل الخارجية التي تدعمه”، مؤكدا “كونوا على ثقة ان الشعب الفرنسي سيبقى دائما الى جانبكم”. وكان الرئيس عون التقى هولاند وعرض معه العلاقات اللبنانية- الفرنسية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، اضافة الى الاستعدادات اللبنانية لتنفيذ توصيات “سيدر” والاصلاحات البنيوية الضرورية للنهوض بالاقتصاد.
باسيل يراسل: من جهة أخرى، أبلغ الوزيرجبران باسيل الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ان لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته في المنطقة الإقتصادية الخاصة وذلك في رسائل وجهها الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيسة الجمعية العامة والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني والى وزراء خارجية قبرص، اليونان ووإيطاليا، بخصوص مشروع مد خط أنابيب غاز بايبلاين بين إسرائيل وقبرص واليونان ومن ثم إلى إيطاليا. ونبه الوزير باسيل إلى “عدم المس بحقوق لبنان في المنطقة الإقتصادية الخاصة ووجوب الاحتكام إلى القوانين الدولية الخاصة بالبحار والاحداثيات التي أرسلها لبنان إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة”، مؤكدا أن “لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته”.
روحاني: اقليميا، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن أميركا تسعى للتفاوض مع إيران وليس العكس، لدرجة أنها جنّدت 5 من قادة العالم للتوسط معي للقاء رئيس أميركا دونالد ترامب. وأوضح في اجتماع المجلس الإداري لمحافظة كيلان أن “إيران لا تخشى ولا تتهرب من المفاوضات، وهي ضليعة في هذا الأمر، ولدى طهران المنطق الحكيم والقوي لمواجهة أميركا أو أي طرف آخر”. واعتبر “أن ظروفنا على الصعيد العالمي، باتت أفضل، حيث أن الأغلبية الساحقة من دول العالم تعارض فرض الحظر على الجمهورية الإيرانية”.