مبالغ خياليّة “تطير” من لبنان!
تُسافر الوفود الرئاسية والوزارية إلى الخارج للمشاركة في المؤتمرات الدولية، فتأخذ معها من “جيبة” الدولة عشرات المليارات سنوياً… وهنا تكمن نقطة الإستفهام حول الأرقام الخيالية التي تُصرَف في هذه السفرات. تحصل السفرات بموافقة مجلس الوزراء على الاعتمادات المطلوبة لتغطية نفقات السفر المختلفة، من كلفة الطائرة أو بطاقات السفر إلى بدلات الإنتقال والفنادق والسيارات وغيرها، علماً أنّ هذه الإعتمادات مدرجة في أبواب نفقات الرئاسات والوزارات، وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين لسائر الوزارات، لكنّ تلك المدرَجة لا تكفي غالباً لتغطية نفقات سفرة واحدة ما يخلق الحاجة لنقل اعتمادات من احتياطي الموازنة لتغطية النقص الحاصل والذي يصل إلى ضعفي الاعتمادات الأساسية. ووفق الأرقام التي نشرتها “الدوليّة للمعلومات”، وصلت قيمة الإعتمادات في العام 2017 إلى 15.5 مليار ليرة للنقل والانتقال في الخارج، وكذلك للوفود والمؤتمرات في الخارج. ونظراً لكثرة حالات السفر ونفاذ الاعتمادات الأساسية، تمّ نقل اعتمادات إضافية من احتياط الموازنة إلى الوزارات المعينة لتغطية النفقات الإضافية التي بلغت 10.8 مليار ليرة. وإذ شكّلت الإعتمادات الإضافية نسبة 70%، تجاوزت في رئاسة الجمهورية الاعتماد الأساسي بنسبة 11.56% وفي رئاسة الحكومة بنسبة 35.653%، في حين بلغت تكاليف السفر الخاصة بمجلس النواب 1.4 مليار ليرة. وتبين أنّ الرئاسات الثلاث استحوذت على مبلغ 9.787 مليار ليرة أي ما يشكل 37% من إجمالي النفقات التي خصّصت للسفر والوفود في الخارج. على مستوى الوزارات، وصل الإجمالي العام لتكاليف السفر التي تتكبّدها الدولة في وزارة الخارجية إلى 12.1 مليار ليرة، بينما بلغت تكاليف وزارة المالية 9.2 مليون ليرة. أمّا وزارة الإعلام فلامس إجمالي تكاليفها للسفر لعقد لقاءات سياسية وتوقيع اتفاقيات أو للمشاركة في مؤتمرات وندوات، 130 مليون ليرة، في حين تعدّت نفقات وزارة الشباب والرياضة المليار ليرة. أرقام لا يعرف المواطن اللبناني أين تذهب وعلى ماذا تُصرَف متى خرجت من لبنان… فهي تخرج ولا تعود!