بومبيو: على اللبنانيين إما العيش بحرية أو الالتحاق بإيران
ركز وزير الخارجية جبران باسيل على الخطاب الإيجابي تجاه الولايات المتحدة الأميركية، إثر لقائه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مشيداً بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وموجها الشكر لأميركا على المساعدات التي تقدّمها للبنان. واعتبر باسيل أن اللقاء مع نظيره الأميركي كان إيجابياً، لا سيما في ملف ترسيم الحدود، على قاعدة عدم تنازل لبنان عن أي من حقوقه الحدودية والنفطية، و”هذا سيكون ترجمة للنصر السياسي”.
دعوة الشركات الأميركية
واعتبر
باسيل أنه تمت محاولات لبنانية لإقناع الشركات الأميركية، بمناقصات النفط،
لكن الشركات الأميركية رفضت المشاركة لاحقاً. ووجه باسيل دعوة إلى الشركات
الأميركية للمشاركة في المناقصات المقبلة، ولو اقتضى الأمر الوصول إلى
تحالف بين الشركات الأميركية والروسية في هذا الملف. إذ أن لبنان قادر على
التواصل مع الجميع والعمل مع الجميع في هذه المجالات. وأكد باسيل تمسك
لبنان بالقرار 1701، ورفض الخروقات الإسرائيلية. كما وتمسك بحق لبنان
بالدفاع عن نفسه، ورد أي اعتداء على أرضه وشعبه. وهذا حق مقدس في المواثيق
والقوانين الدولية.
“خطر” النازحين
وطرح باسيل
ملف اللاجئين السوريين مع الوزير الأميركي، معتبراً أن وجود اللاجئين يشكل
“خطراً على نموذج لبنان الفريد”، معتبراً أن لبنان لم يعد يحتمل وجود
اللاجئين. وقد طلب الدعم الأميركي لمساعدة لبنان لإستكمال عودتهم إلى
سوريا، وعدم إعطاء اللاجئ حق البقاء في لبنان، وأن تكون العودة آمنة وغير
قسرية. ولفت باسيل إلى التداول في موضوع حزب الله، معتبراً أن الحزب هو حزب
لبناني غير إرهابي، ومنتخب من قبل الشعب اللبناني، ويتمتع بتأييد شعبي
كبير، وتصنيفه بالإرهاب لا يعني لبنان. مشيراً إلى التمسك بالوحدة الوطنية
من دون تأثر العلاقات مع أميركا بسبب هذا الملف، لا بل العمل سوياً لحل
المشاكل، لا سيما في موضوع حزب الله، مشيراً إلى أن استقرار لبنان، والحفاظ
على وحدته، هو مصلحة لبنانية وأميركية ودولية.
وقال باسيل:” قد تفصلنا الجغرافيا، ولكن قد تجمعنا المبادئ
الإنسانية، وقد تفرّقنا المقاومة ولكن تجمعنا الحرية، ويجمعنا القبول
بالآخر، ولبنان لن يكون موطئاً للإرهاب”.
هجوم على حزب الله
بدوره
اعتبر الوزير الأميركي، أن الولايات المتحدة تشاطر آمال اللبنانيين، ولكن
يجب مواجهة الحقائق، لأن حزب الله لديه قرارات آحادية غير خاضعة للمحاسبة،
وهو يقف عائقاً أمام طموحات الشعب اللبناني، وهو ممثل في البرلمان ويتظاهر
بأنه يدعم الدولة، لكنه في الحقيقة يمثل تهديداً للدولة، ووجود الحزب يمثل
ضرباً لمصالح الشعب اللبناني. وهو يشارك في معارك في اليمن والعراق وسوريا.
وقال بومبيو:” كيف يمكن القبول بتخزين الصواريخ والقيام بنشاطات خبيثة
نيابة عن إيران، ومقاتلوه يعملون تحت أمرة طهران. حزب الله وضع لبنان في
واجهة الأحداث التي تريدها إيران، التي ترى الاستقرار في لبنان هو تهديد
لطموحاتها في الهيمنة، وحزب الله عنصر مستخدم في هذه المعركة”.
واعتبر بومبيو أن تصرفات إيران وحزب الله تضع لبنان تحت مجهر
القانون الدولي، ويجب عدم تعرض الشعب اللبناني للمعاناة، بسبب وجود قوة
إرهابية، ولا بد من وقوف الشعب اللبناني ضد إرهاب حزب الله وأنشطته، من أجل
دفاع الشعب اللبناني عن مصالحه. كما أكد أن بلاده تؤيد عودة اللاجئين
السوريين في أسرع وقت يتم السماح لهم به في العودة، مشيراً إلى استمرار دعم
الولايات المتحدة للدولة اللبنانية. بينما تساءل: “ماذا قدّمت إيران وحزب
الله غير الأسلحة والتوابيت وتقويض سلامة وأمن الشعب اللبناني؟”
مواجهة إيران
وقال:
“ستستمر واشنطن بالضغط على إيران حتى وقف نشاطها الخبيث، لا سيما ذلك الذي
تدعم من خلاله حزب الله، وتقويض الدولة اللبنانية، كما أن الملالي في
طهران يقدمون لحزب الله حوالى 700 مليون دولار لحزب الله، وهذا رقم مهول،
ويهدف الضغط على إيران إلى قطع التمويل عن إيران، وهذا ستظهر نتائجه
لاحقاً. وهذا العمل يقيد قدرة حزب الله على تنفيذ أعماله، وفي 8 آذار سمعنا
نصر الله يطالب جمهوره بالتبرّع وتحمل آثار العقوبات”. وأضاف: “لن نسمح
بإستمرار هذه النشاطات، ونتمنى أن تتمكن الحكومة اللبنانية من تلبية طموحات
الشعب اللبناني.” وأضاف: “على اللبنانيين اتخاذ قرار حول الوجهة التي
يريدونها، إما أن يعيشوا بحرية وأمن أو أن يكونوا جزءاً من الأنشطة
الإيرانية”. وأشار بومبيو إلى أنه بإمكان لبنان أن يتمتع بمستقبل أفضل، لا
يكون فيه حزب الله قادراً على الفرض على اللبنانيين التعايش مع المعاناة
والدمار.
وكان الوفد الأميركي قد طلب من الصحافيين عدم توجيه أي أسئلة للوزير الأميركي، كما أنه جرى التنسيق مع دوائر الخارجية اللبنانية لمنع طرح الأسئلة والإكتفاء بالمواقف التي ستعلن.
المدن