تهريب البنزين متواصل.. والأزمة تصيب مناطق المعارضة
يتواصل تدفق المحروقات نحو مناطق سيطرة النظام في حلب عبر منافذ تهريب تُسيطر عليها المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام”، في ريف حلب. وازدادت عمليات تهريب البنزين والديزل والغاز، خلال الأيام القليلة الماضية، رغم إعلان المعارضة و”الهيئة” عن وقفها، ومحاربة المهربين في مناطق خطوط التماس التي شهدت افتتاح منافذ جديدة، بحسب مراسل “المدن”.
وتعتبر “شركة وتد للبترول”، التابعة لـ”تحرير الشام”، المسؤول الرئيسي عن عمليات التهريب في ريفي حلب الجنوبي والغربي. واعتاد المهربون إدخال صهاريج البنزين والديزل وشاحنات الغاز ليلاً لكي لا يكتشف أمرها. ويأتي ذلك بعدما اتهم ناشطون “الهيئة” بمساعدة النظام في أزمة المحروقات. وتجري عمليات التهريب من معبري العيس والمنصورة، ومنافذ مؤقتة في خطوط التماس بين المعارضة ومليشيات النظام.
ورفعت “وتد للبترول” في اليومين الماضيين أسعار المشتقات النفطية المحلية والأوروبية، في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب. ووصل سعر برميل البنزين المستورد إلى 90 ألف ليرة بعدما كان سعره لا يتجاوز 80 ألفاً، ومثله سعر برميل الديزل المستورد، وتجاوز سعر برميل الديزل المحلي 50 ألف ليرة بزيادة 10 بالمئة تقريباً، وأصبح سعر أسطوانة الغاز 5300 ليرة بزيادة 500 ليرة لكل اسطوانة. ورغم رفع أسعار أسطوانات الغاز، إلا أنها فقدت، الأحد، بشكل شبه كامل من أسواق المعارضة في ادلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية، وتجاوز سعر الأسطوانة 7 آلاف ليرة.
وتضاربت تصريحات المسؤولين في “وتد للبترول” حول أزمة الغاز ورفع أسعار المحروقات. التبرير الأول بحسب “وتد” هو ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، والتبرير الثاني جاء من مدير “وتد”، عبر تسجيل صوتي متداول في مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه أن الغاز متوفر وسبب فقدانه يعود إلى الاحتكار، وتوعد بمعاقبة المندوبين المحتكرين في حال ثبت عليهم ذلك، وحرمانهم من مخصصاتهم الشهرية.
تبريرات “وتد للبترول”، حول أزمة المحروقات والغاز تداولها أنصار “تحرير الشام”، وتوعدوا المحتكرين الذين يفتعلون الأزمة. مصادر خاصة أكدت لـ”المدن” أن أسعار المحروقات والغاز في السوق السوداء أصبحت أعلى من الأسعار التي صرحت عنها “وتد”. وهي في زيادة مستمرة بسبب عمليات التهريب المتواصلة، وأوضحت المصادر أن غالبية مراكز توزيع الغاز لم تحصل على مخصصاتها خلال الساعات الـ24 الماضية.
درع الفرات
وفي
“درع الفرات” بريف حلب كثفت فصائل المعارضة المسلحة من عمليات التهريب عن
طريق معبر أبو الزندين، وبالتعاون مع مهربين في مناطق التماس. وتم إحداث
منافذ مؤقتة في عبلة وجبهات ريفي جرابلس والباب. ولسد احتياجات سوق التهريب
قامت محطات التصفية البدائية التي تنتشر بكثرة في المنطقة باستيراد كميات
ضخمة من النفط الخام من “قسد” في منبج في الأيام القليلة الماضية. وتعمل
المصافي “الحراقات” بكامل طاقتها لتلبية احتياجات المهربين وجني الأرباح
بسبب زيادة الطلب وارتفاع السعر.
بعض فصائل “درع الفرات” حاولت منع عمليات التهريب ونشرت حواجزها على الطرق المؤدية إلى معبر أبو الزندين ومناطق التماس مع مليشيات النظام. وجرى توقيف صهاريج محملة بالمحروقات، لكن التهريب لم يتوقف كلياً. وفي الغالب تجري عمليات التهريب ليلاً بإشراف بعض الفصائل في المنطقة.
عمليات تهريب المحروقات إلى مناطق النظام بحلب مربحة مقارنة بتهريب المنتجات المتنوعة الأخرى، وتجني منها الفصائل عشرات آلاف الدولارات يومياً. وباتت تعتبرها الفصائل فرصة لتعويض خسارتها للعائدات المالية التي كانت تجنيها من قطاعات مختلفة، كالمحاكم والترفيق والمعابر الحدودية والضرائب. فهذه القطاعات باتت تديرها المجالس المحلية المدعومة من تركيا، والمعابر الحدودية لها اداراتها المستقلة، التي تنقل عائداتها للمصارف التركية ليعاد صرفها مرة أخرى على خدمات المجالس المحلية