الخلاف بين “حزب الله” وجنبلاط يُحرج برّي… فمن يختار؟!
يصرّ رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط على إثارة الجدل من خلال مواقفه الحافلة دوماً بالمفاجآت. وإذ يؤخذ على “بيك الجبل” قراراته المتأرجحة الا أنّ قدرته الملفتة على تبديل اصطفافاته بحنكة ومرونة، نقطة تحسب لصالحه لجهة الأداء السياسي، لكنّ تصريحاته الاخيرة المتناقضة حول “مزارع شبعا” لم تعبر هذه المرّة بخفّة في الدهاليز السياسية، بل استوجبت قراءة متأنية لأسباب “التكويعة” ومكتسباتها.
وإذ اختلفت الآراء حول اسباب تراجع جنبلاط عن موقفه من عدم لبنانية “مزارع شبعا”، حيث اعتبر البعض في الأوساط السياسية أنّ تصريحه الأخير اتى على خلفية المراجعة الذاتية للإخفاقة التي من شأنها أن تعمّق خلافه مع “حزب الله“، لا سيّما بعد لقاء “عين التينة” الذي جمع وفداً من “حزب الله” و”الاشتراكي” في مساعٍ حثيثة من قِبل الرئيس نبيه برّي على خطّ الحلّ للأزمة المستجدّة بين الفريقين، الا أن مصادر مطّلعة قالت لـ “لبنان24” أنّ مشاورات “عين التينة” توّجت بالفشل، حيث خرج الفريقان المتخاصمان سياسياً من اللقاء بنتيجة “صفر حلول”.
من جهة أخرى، يبدو أن الرئيس برّي لم ييأس من محاولات لملمة الخلاف بين الطرفين، حيث أفاد مصدرٌ سياسي بارزٌ لموقعنا أنّ اللقاء الأول ساهم بكسر الجليد الذي كان يحيط بالعلاقة بين “حزب الله” و”الاشتراكي”، وأنّ لدى برّي إصراراً على استتباع اللقاء بآخر من المرجح أن يحدد موعده خلال شهر رمضان، لافتاً الى أن تراجع جنبلاط عن موقفه حول “مزارع شبعا” قد يكون مقدّمة ايجابية لهذا اللقاء المتوقّع.
مما لا شك فيه أن الرئيس برّي وجد نفسه محرجاً نتيجة الخلاف الطارىء بين حلفائه وجنبلاط، خصوصاً إذا استمرّ الأخير بحملاته التصعيدية في مواجهة “حزب الله“، ما قد يضطره في نهاية المطاف الى فكّ حلفه التاريخي مع جنبلاط، الأمر الذي يراه برّي غير وارد على الاطلاق لذلك فهو مهتمٌ جدياً بعقد مصالحة بين الفريقين خشية أن يزداد الوضع تعقيداً فيصبح معه مخيّراً بين فضّ علاقته بجنبلاط او حلفه مع “حزب الله“.
في سياق متصل، يبدو أنّ تنازلات “حزب الله” السياسية غير مطروحة نهائياً على بنود اعادة ترتيب العلاقة مع جنبلاط، لا سيما تلك المتعلقة بوزارة الصناعة، لذلك فإن تنظيم الخلاف السياسي قد يكون مبنيّاً على تسوية تقضي بفصل الوضع الاقليمي عن الوضع السوري وعدم التعرّض لسلاح المقاومة وموقف “الثنائي الشيعي” من “مزارع شبعا” وعلاقة “حزب الله” بإيران.
وفي السياق نفسه، أكّدت مصادر متابعة للأزمة بين الطرفين أنّ “حزب الله” قد حسم موقفه المشروط لعودة المياه الى مجاريها بينه وبين جنبلاط، الذي تبلّغ هذا الأمر مسبقاً، مشيرة الى أنّ “القطيعة مستمرة الى حين التوصل الى اتفاق على لقاء آخر يحدده الرئيس بري”.
ليبانون 24