اعتقالات قادة معارضين.. تشعل درعا
أغلق شبان في بلدة غباغب شمالي درعا الطرق المؤدية إلى البلدة وأحرقوا الإطارات، وسط إطلاق رصاص باتجاه مقرات النظام في المخفر وحاجز الأمن السياسي بعد منتصف ليل السبت /الأحد.
وبحسب مراسل “المدن” أحمد الحوراني، فإن التحركات في غباغب جاءت احتجاجاً على اعتقال خليل الماوردي، وهو أحد قادة مجموعات المعارضة ضمن “الفرقة 46 مشاة” سابقاً. والمارودي كان قد أجرى تسوية عقب اتفاق المصالحة الأخير بين المعارضة والنظام، وبدأ العمل في محل تجاري من دون أي نشاط يذكر في المنطقة.
طريقة اعتقال الماوردي جاءت على شكل عملية اختطاف، حيث توقفت سيارة فيها خمسة مسلحين بلباس مدني أمام محله قبيل منتصف الليل، ليتم اقتياده بالقوة إلى جهة غير معروفة، وهو أسلوب تنتهجه قوات النظام مؤخراً للإيحاء بأن جهات مجهولة تقوم بهذه العمليات.
مصدر من أبناء المنطقة قال لـ”المدن”، إن قسم الأمن العسكري في الصنمين هو الذي نفذ عملية اعتقال الماوردي، لأن السيارة سلكت الطريق الواصل بين غباغب والصنمين عقب اعتقاله والمنطقة لم تشهد وجود مسلحين طوال سنوات الثورة، كما أن قوات المعارضة لم تتمكن من الوصول إليها، ما يعني زيف ادعاء النظام بعدم معرفة مصيره.
وتدخل الروس بعد حادثة الاعتقال لإرسال تطمينات للأهالي بالعمل على التواصل مع قوات النظام لمعرفة مصير الماوردي والإفراج عنه، مؤكدين ضرورة فض المظاهر المسلحة من شوارع البلدة وفتح الطرق فيها.
الأسلوب الجديد لقوات النظام باختطاف المعارضين بات أسهل من أي وقت مضى، حيث يتم التنسيق مع بعض الموالين الذين عادوا للاستقرار في مناطق سيطرة المعارضة وإبلاغ قوات النظام عن تحركاتهم وهو ما حدث مع 3 من عناصر الدفاع المدني من ابناء القنيطرة قبل أيام، عندما اعترضت طريقهم سيارة بين مدينتي الشيخ مسكين ونوى واختطفتهم بقوة السلاح، لتنكر بعدها فروع النظام الأمنية وحواجزه المنتشرة في المنطقة علاقتها بالعملية، لكن حملة دهم واعتقالات لعناصر سابقين في الدفاع المدني شنتها قوات النظام، السبت، تثبت تورط الأخير في عملية اختطاف عناصر الدفاع في نوى.
في السياق، أفرجت قوات النظام عن القيادي السابق في “جيش الثورة” محمود عطية بعد اعتقاله لساعات، وذلك بعد احتجاجات قادة سابقين في المعارضة والتهديد بخطف ضباط للنظام في المنطقة في حال لم يتم الإفراج عنه.
ولعل اعتماد قوات النظام أسلوب الخطف بدلا من عمليات الدهم والاعتقال يأتي بعد تعرض العديد من الدوريات التي يرسلها لإطلاق نار، والذي تسبب في الكثير من الأحيان في قتل وجرح ضباطه وعناصره، إضافة إلى الرغبة في عدم توثيق هذه العمليات ومطالبة الضامن الروسي باتخاذ إجراءات وفق ما ضمنه الإتفاق الأخير بعدم التعرض لحاملي بطاقات التسوية.
وتعيش محافظة درعا منذ تموز/ يوليو من العام الماضي حالة من عدم الاستقرار والفلتان الأمني، نجم عنها اغتيال العشرات واعتقال المئات من أبناء المحافظة، مع ردود فعل مختلفة من المعارضة كان آخرها تمزيق صورة الأسد في مدينة الصنمين شمالي درعا قبل أيام.
من جهة ثانية نشر القيادي السابق في المعارضة أدهم أكراد بياناً، قال إنه تأييد ودعم من أهالي وفعاليات شعبية ووجهاء في مدينة درعا للجنة المدينة التي تفاوض النظام، بعد أن أثبتت قدرتها على إدارة المرحلة السابقة في أعقاب اتفاق التسوية. وفوض البيان اللجنة بعمل ما تراه مناسباً للوصول إلى حقوق ومطالب أهالي المحافظة.