التوتر بين طهران ولندن يرتفع: كيف سترد إيران؟
نقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية شبه الرسمية عن العضو بمجلس
الخبراء رجل الدين محمد علي موسوي جزائري تحذيره لبريطانيا السبت من رد فعل
طهران على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية
عملاقة في جبل طارق.
وقال جزائري السبت: “أقول صراحة إن بريطانيا يجب أن تشعر بالخوف
من الإجراءات التي ستتخذها إيران رداً على الاحتجاز غير المشروع لناقلة
النفط الإيرانية”.
وأضاف: “أوضحنا أننا لن نصمت مطلقا على التسلط… ومثلما كان ردنا
قويا على (واقعة) الطائرة الأميركية المسيرة، سيكون لإيران رد مناسب أيضاً
على هذا الاحتجاز غير المشروع” لناقلة النفط.
واحتجزت مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط العملاقة
“غريس 1” الخميس لمحاولتها نقل نفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد
الأوروبي، وهو تحرك أثار غضب طهران وقد يؤدي إلى تصعيد مواجهتها مع الغرب.
وكانت إيران أسقطت في 20 حزيران/يونيو طائرة عسكرية أميركية
مسيّرة قالت إنها كانت تحلق فوق أحد أقاليمها الجنوبية في الخليج. لكن
واشنطن قالت إن الطائرة أُسقطت أثناء تحليقها فوق مياه دولية.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس
علي كدخدائي السبت، أن احتجاز بريطانيا ناقلة النفط أثبت استمرارها في
“سياسة القرصنة” وعدم التزامها بالاتفاق النووي.
وقال في تغريدة: “غصب أموال المجتمعات الأخرى يعد من سياسات
بريطانيا، إذ أن كارثة العام 1917 وموت 9 ملايين إيراني حصلت إثر مجاعة
اجتاحت البلاد في نهاية الحرب العالمية الأولى بسبب سياسات بريطانيا
الاستعمارية واحتلالها أجزاء من إيران التي أعلنت الحياد في تلك الحرب”.
وأضاف أن “تجميد أموال إيران رغم قرارات محاكمها الداخلية، هي
نفسها والآن احتجاز السفينة التجارية الإيرانية، تؤشر كلها إلى أن بريطانيا
ما زالت مستمرة بسياسة القرصنة وأنها غير ملتزمة بالاتفاق النووي عمليا
أيضاً”.
وكانت تغريدات على “تويتر” تحدثت السبت عن احتجاز الحرس الثوري
الإيراني ناقلة النفط البريطانية الضخمة “باسيفيك فوياجر” عندما كانت في
بحر العرب. لكن إيران نفت أن تكون احتجزت ناقلة نفط بريطانية قرب سواحلها،
كما نفت لندن توقيفها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مصادر نفيها اعتراض الناقلة
التي تحمل العلم البريطاني، ووصفت الأنباء التي راجت في تويتر بأنها
“ملفقة”.
من جهته، قال مسؤول بريطاني في مجال عمليات التجارة البحرية إنه
اتصل بالناقلة “باسيفيك فوياجر” في بحر العرب، مؤكدا أنها آمنة وبخير.
وأضاف أنها توقفت في إطار ما وصفه بإجراء روتيني لتعديل وقت وصولها إلى
المرفأ التالي، وأنها واصلت سيرها بعد ذلك.
وهدد أكثر من مسؤول إيراني باحتجاز ناقلة نفط بريطانية رداً على
احتجاز سلطات جبل طارق التابعة لبريطانيا لناقلة النفط الإيرانية. وكانت
الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني في طهران، وطالبته بالإفراج
فورا عن الناقلة “غريس 1″، وحذرت من أن هذه العملية قد تؤجج التوتر في
المنطقة.
