السويداء: هل عاد “داعش” إلى البادية؟
قُتل 7 عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط و4 عناصر وبدويان منتسبان لـ”الأمن العسكري”، بانفجار عبوة ناسفة بسيارة كانت تقلهم على طريق ترابية، شرقي قرية طربا في بادية السويداء، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.
وانطلقت قوات النظام، بمساندة مليشيات “الدفاع الوطني” و”جيش التحرير الفلسطيني”، من محورين في بادية السويداء لتمشيط مناطق انتشار خلايا تنظيم “داعش” في الكراع وبرك الطمثونة وسطح نملة. وقال مصدر لـ”المدن”، إنهم عثروا على أسلحة فردية وذخائر ومدافع هاون كانت مخبأة في بعض الجروف الصخرية، إضافة إلى أن “الهندسة فككت عبوات ناسفة وألغاماً مزروعة على الطرقات الترابية”، مؤكداً أن العبوة التي انفجرت زرعت في الأيام القليلة الماضية، كون الطريق ذاته سلكته قوات النظام في بداية عمليات التمشيط الأسبوع الماضي.
وأشار المصدر إلى عدم تواجد عناصر التنظيم في المناطق التي مشطوها، مرجّحاً أن “الدواعش” قد تواروا عن الأنظار، وتجنبوا الاشتباك مع قوات النظام لعدم كشف أماكن تمركزهم. وبحسب روايته، فإن طائرات الاستطلاع رصدت مرات متعددة تحركات للدواعش بالدراجات النارية خصوصاً في المنطقة الواصلة بين صنيم الغرز، وبرك الطمثونة.
ويتركز ثقل التنظيم في باديتي دمشق والسويداء في مناطق تلول رغيلة وتل الخيل وتل الضرس وأم الجنبريس وتل العاكر ومغارة أم النيارين، وهي مناطق وعرة تقع بين تلول الصفا وتل دكوة، وترتبط ببادية حمص عبر بادية الحماد التي تنتشر فيها مليشيات إيرانية. وتشن طائرات النظام بين الحين والأخر، غارات جوية على هذه التلال دون نتيجة تذكر، فتضاريس المنطقة معقدة، وطبيعة نشاط التنظيم فيها تُجنّبُ عناصره خطر القصف. ويعتمد عناصر التنظيم في الإمدادات اللوجيستية كالسلاح والطعام، على مهربين.
وتنتشر قوات النظام في مساحات واسعة من بادية السويداء، بقوام 1500 عنصر تقريباً، من الفرقة “العاشرة” و”الخامسة عشرة”، ومليشيات فلسطينية، من تل أصفر إلى تلال الصفا بين باديتي دمشق والسويداء، بالإضافة إلى نقاط في سد الزلف والدياثة.
منطقة الكراع في قلب بادية السويداء، لا توجد فيها أي نقاط عسكرية للنظام، وتستغل خلايا التنظيم وعورة التضاريس فيها. ووفق مصادر “المدن” فإن عدد مقاتلي التنظيم في منطقة الكراع لا يتجاوز 50 عنصراً في الفترة الراهنة، وتحركاتهم حذرة جداً، وقد كان العدد يفوق 150 عنصراً في حزيران/يونيو. ويبدو أن قسماً كبيراً منهم انتقلوا على دفعات إلى درعا عبر مهربين من عشيرة السبتي، وبتسهيل من قوات النظام في منطقة تل أصفر. واجتاز الدواعش طريق دمشق-السويداء إلى منطقة اللجاة، ومنها انتقل قسم منهم إلى طفس، والبعض إلى قرى حوض اليرموك التي ينحدرون منها.
في المقابل سحبت مليشيا “حزب الله” عناصرها من تل الساقية شمال شرقي السويداء، تمهيداً لعودة بدو المنطقة، لكن رتلاً مؤلفاً من 7 سيارات تابعة للحزب، وصل الى مطار خلخلة العسكري شمالي السويداء، قادماً من دمشق، مساء الأحد، قد تكون وجهته بادية السويداء للمشاركة في عمليات التمشيط، أو للتنقيب عن الأثار في منطقتي الحصن وسطح نملة، اللتين جرى تمشيطهما من قوات النظام. مصادر “المدن” أشارت إلى أن عناصر الحزب الذين كانوا في تل الساقية، كانوا قد امتهنوا التنقّيب عن الآثار في بادية السويداء، طيلة فترة تواجدهم فيها.
المدن