أبو فيصل في مؤتمر الجمعية اللبنانية لعلماء وتقنيي الغذاء: لحصر مهمة مراقبة المصانع بوزارة الصناعة!
شارك رئيس تجمع الصناعيين في البقاع “نقولا ابو فيصل” في المؤتمر الذي عقدته الجمعية اللبنانية لعلماء وتقنيي الغذاء في لبنان في فندق ريفيرا -بيروت، وكانت له كلمة في المؤتمر بعنوان” آفاق الاستثمار في منطقة البقاع”.
وقال أبو فيصل :”لا يمكن معالجة الازمة إلاقتصادية والمالية الحادة التي تعيشها البلاد من دون الأخذ بعين الاعتبار وجوب الاستمرار في دعم القوى الامنية اللبنانية وخاصة الجيش اللبناني للإستمرار في الحفاظ على الإستقرار السياسي والأمني اللذان يعيشهما لبنان في هذه الفترة وهذه نعمة من نعم الله وليكن مفهوماً للجميع انه بدون الامن لكانت الصناعة قد هجرت البلاد والعباد.
وتابع ” إن أهم الأسس المطلوبة في سبيل المعالجة هو تقليل المخاطر وتحرير القطاعات الإنتاجية من خلال تخفيف الضوابط والاجراءات التي تحدّ من حماس الصناعي للعمل،من خلال حصر مهمة مراقبة المصانع بوزارة الصناعة صاحبة الاختصاص حصرا، والحد من التنكيل الذي تمارسه بعض الوزارات وبعض القيميين عليها والمراقبين العاملين فيها على الصناعيين ،إضافة الى عدم الحد من القدرة التنافسية للصناعيين عبر تحرير قوانين التصدير وإعفاء الصادرات 100% من ضريبة الدخل بالإضافة الى تحديث الأنظمة والقوانين من ضمن إستراتيجية واضحة وتنافسية وإلغاء الإتفاقيات التجارية المجرمة بحق الصناعة اللبنانية والتي وقعها وزراء إقتصاد دون قراءتها وخاصة إتفاقية GAT وإتفاقية التيسير العربية .
وأضاف أبو فيصل “إن الدخل الشهري لما يقارب 80% من العائلات في البقاع هو متدن جداً ولا يتجاوز المليون ليرة لبنانية، وهذا الأمر خطير جدا والحكومة مطالبة بالحل عبر تشجيع الإستثمارات في قطاعات جديدة ومشاريع صناعية صغيرة وتمويلها عبر مصرف لبنان وخاصة لخريجي الجامعات للحد من هجرتهم.
ولفت إلى أن هناك دراسات عديدة قام بها البنك الدولي تشير إلى أن كلفة الانتاج في منطقة البقاع أقل بنسبة 20% عن الكلفة الإجمالية المسجلة في بيروت وجبل لبنان وغيرها من المناطق، وهذا يمكن أن يجعل من البقاع منصة واسعة لإستقطاب الصناعات والمشاريع.
وحسب خبراء في الإقتصاد زاروا المنطقة رأى أبو فيصل “إن المطلوب ليس مضاربة ومنافسة الصناعات الكبيرة مثل الصناعة الصينية، بل العمل على تعزيز بعض الصناعة وخاصة ما هو مرتبط بالصناعات الغذائية، وهذا ما يعطي المنطقة ميزة نسبية وتنافسية، ولا سيما بعد الأخذ في الإعتبار موقع زحلة الجغرافي على بوابة العالم العربي مرورا بدمشق مع أسواق استهلاكية كبيرة فيها وفي الانتشار اللبناني في العالم .
واشار إلى ان زحلة كانت ولا تزال الميناء البري لجبل لبنان وبيروت، فهي نقطة الوصل وبوابة العبور. لذلك يجب العمل على الإستفادة من موقعها الجغرافي وإعطاء القضاء دوراً مركزياً في التجارة والترانزيت. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من تحسين البنى التحتية وبخاصة قطاع الإتصالات والطرق التي تربط البقاع ببيروت، والتي ستسهل إستقطاب الإستثمارات الداخلية والخارجية كون المنطقة تتمتع بميزات تنافسية عديدة، منها سعر الأرض وتوافر اليد العاملة وقربها من طرق التصدير البري. فالطريق الدولية التي تربط البقاع ببيروت تمثل عائقاً اساسياً لإقتصاد المنطقة وسكانه.
وتابع”في البقاع ثمة 818 سجلاً صناعياً تعمل هذه الشركات بنسبة 43.02% في قطاع الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي.
وما نسبته 30% من العدد الإجمالي لشركات الصناعات الغذائية في لبنان، وهي ثاني أعلى نسبة بعد محافظة جبل لبنان. أما النشاط الصناعي الدسم فيتركز في قضاء زحلة الذي يضم 573 شركة صناعية وحده.
واضاف” شكّل إنتاج البقاع من النبيذ 7700000 زجاجة ما نسبته 74% من إجمالي إنتاج النبيذ اللبناني الذي يساوي 10.500.000 زجاجة في العام 2018 وقد نجحت مصانع نبيذ عدة في إنشاء تكامل عمودي مع الكروم وأقبية النبيذ وشركات التوزيع سواء محليًّا أو مع الخارج.
منتجات الألبان: في البقاع أكثر من 75% من الأبقار في لبنان و45% من الماعز و35% من الخراف، ليصل إنتاج الحليب إلى 188 طنًّا يوميًّا. ثمة حوالى 150 مصنعًا للألبان في هذه المحافظة، وهي بمعظمها صغيرة الحجم وتعتمد الطريقة التقليدية في الإنتاج.
الميزات التنافسية:
•وجود 10 جامعات و5 مدارس مهنية.
تتميز المنطقة بأفضل نوعية تربة في لبنان، مما يجعلها إحدى أهم المناطق المخصصة للزراعة المعدة للتصنيع الزراعي .
وجود مراكز الأبحاث:
• مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية (LARI): وهي منظمة حكومية تحت إشراف وزارة الزراعة وإدارة سعادة المدير العام الدكتور ميشال إفرام والمشهود له عالمياً وعربياً بالإبداع والإتقان بالعمل. تُجري الأبحاث العلمية والتطبيقية الأساسية لتطوير القطاع الزراعي والنهوض به في لبنان. ولديها 3 مراكز أبحاث في البقاع، من أصل 18 في لبنان.
•مركز تطوير الأبحاث وتمكين المجتمعات (AREC) وهو مركز تابع للجامعة الأميركية في بيروت يقدّم البرامج التعليمية التجريبية ويضم مركزًا للأبحاث.
•مركز أبحاث البيئة والتنمية التابع لجامعة بيروت العربية: يغطي مجموعة واسعة من مجالات وإهتمامات البحث، بما في ذلك الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية والطاقة المتجددة وإدارة النفايات الصلبة.
•مركز جودة الغذاء (FQC) هو هيئة تابعة لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع.
يؤمن خدمات ضمان الجودة وسلامة الغذاء في مجال الصناعات الغذائية، بالإضافة إلى الإختبارات الميكروبيولوجية والفيزيائية – الكيميائية وإختبارات السموم لكل مجالات الصناعات الغذائية.
تمت انشاء مشاريع استثمارية كبيرة، في القطاع الصناعي وقطاع الصناعات الغذائية خلال السنوات الاخيرة تخطّت قيمتها الـ113.4 مليون دولار حسب ايدال ، فساهمت في تأمين 694 فرصة عمل مباشرة و3260 فرصة عمل غير مباشرة.
إقامة منطقة حرّة في قضاء زحلة بهدف جذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية وتوفير فرص العمل وتعزيز الدور الريادي للقطاع الخاص مع إمكان الإستفادة من مطار رياق.
المطلوب اليوم هو تضافر الجهود لتحسين الواقع الإقتصادي الصعب في منطقة زحلة والبقاع من خلال تنفيذ رؤية إقتصادية واضحة تطاول كل القطاعات المنتجة وتحسّن الواقع المعيشي للناس، بهدف توفير فرص عمل والحد من الهجرة الداخلية والخارجية.
اليومية – عارف مغامس