باسيل كسفير للأسد يطالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية
بعد لقائه أمس الجمعة 11 تشرين الأول مطولاً الامين العام لحزب الله
السيد حسن نصرالله، لم يرشح عن اللقاء إلى العلن سوى كلمات قليلة يرددها
باسيل ورئيس الجمهورية دائماً وأبداً: “تحويل الاقتصاد اللبناني من
الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج”. كأنما السيد نصرالله يقود حزباً من
رجال الصناعة والزراعة والأعمال.
لكن كلمة وزير الخارجية اليوم السبت في اجتماع وزراء الخارجية
العرب في الجامعة العربية في القاهرة، كشفت ربما عن مضمون اللقاء الطويل:
ضرورة عودة سوريا الأسد إلى مقعدها في الجامعة العربية، الآن الآن وليس
غداً.
كلمة باسيل كلها تمحورت على هذه المسألة، ومما قاله فيها: “لا نجتمع اليوم ضد تركيا بل من أجل سوريا، في غيابها. وأشكر جمهورية مصر العربية على دعوتها لهذا الاجتماع الطارئ، وكذلك الدول التي أيدتها، وأطالبها وأطالبكم بتأييد الدعوة التي أطلقتها من على هذا المنبر منذ أكثر من سنة: عودة سوريا الى مقعدها الفارغ منذ ثماني سنوات”.
وتابع متسائلاً: “ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية؟ ألم يحن الوقت لعودة الابن المُبعد والمُصالحة العربية – العربية؟ أم علينا انتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب؟ إلا الضوء العربي الذي عليه اليوم أن يضيء كأول رد من الجامعة بوجه العدوان التركي على أراضِي سوريا العربية، كي لا يضيع شمال سوريا كما ضاع الجولان السوري. وقد يرى البعض أن مصلحة لبنان مع العملية التركية، لأنها تسعى إلى تأمين منطقة آمنة يعود إليها النازحون السوريون، وقد يعتبر البعض الآخر أن مصلحة لبنان في العملية هو منع قيام الكيان الكردي الذي سيؤسس لكيانات طائفية أخرى لن يسلَم منها لبنان، لكنَّ موقف لبنان مبدئي سيادي ووطني عروبي”.
وأردف “أما مصلحة لبنان الأكيدة فهي في إجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية، كبيرة كسوريا أو صغيرة كلبنان، من أي اعتداء. ونحن مطالبون اليوم باتخاذ موقف عربي بالإجماع لعقد قمةٍ طارئة للجامعة وبكامل أعضائِها، تكرس المصالحة”.
وتحدث باسيل ثانيةً عن تركيا قائلاً: “لا يجوز أن نقبل بعد
اليوم أي اعتداء إسرائيلي أو تركي أو من أية جهة أتى على دولة عربية أو على
شعب عربي، ولا يجوز أن نبقى مللاً وطوائف متناحرة، خائفين من بعضنا البعض
ومتوجسين من الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان”.
بالطبع، تغافل باسيل أن هذه الكلمات الأخيرة تسبب الإعدام لقائلها في سوريا الأسد.
وشرح
باسيل فلسفته السياسية قائلاً: “مزيج خاص من المبدئية والواقعية هو الحل
الأمثل لأزماتنا، فالمبدئية المطلقة تعطل الحلول الممكنة والواقعية المفرطة
تلغي الحقوق المكتسبة”.
وختم كأنه سفير الأسد في الجامعة العربية: “فلنترك الماضي السيء وخلافاته وراءنا، ولننظر الى يومنا هذا، حيث نحن مدعوون للعمل معاً، فنضم أصواتنا الى جانب سوريا، ونتخذ الإجراءات الرادعة بحق من ينتهك حرمة أوطاننا”.
ربما في مكان ما، تحمل دعوة باسيل بعض الوجاهة، طالما أن الجامعة العربية تضم الآن وعادت إليها وجوه شبيهة بالقذافي وعمر البشير..
المدن