كتاب مفتوح من رئيس المجلس الثقافي صالح الدسوقي لرئيس الجمهورية ميشال عون

وجه رئيس المجلس الثقافي الاجتماعي في البقاع الغربي وراشيا المحامي الشاعر صالح الدسوقي كتابا مفتوحا الى رئيس الجمهورية ميشال عون جاء فيه

“كتاب مفتوح الى فخامة رئيس الجمهورية
فخامة الرئيس:
بعد انتظار طويل , كنا نأمل أن لا نضطر الى مخاطبتك وتذكيرك بأن مصير لبنان، شعباً، وأرضا وكياناً ومؤسسات، هو من مسؤوليتك وبين يديك، وقد أقسمت أمام الله والناس والعالم على ذلك، ولكن بعد مرور مايقارب الشهر على انتفاضة الشعب اللبناني العظيم، وقد ضجّت الأرض والسماء بنداءاته واستغاثته، وبمطالبته بإقتلاع الفساد ورفض الطبقة السياسية الفاسدة، ورد الاموال المنهوبة، وإعادة بناء الدولة على أسس ديموقراطية عصرية، وتقديم لائحة طويلة بالاصلاحات الجذرية.
وبعد أن رأينا أن الشعب في واد والسلطة في واد آخر ولا ضوء يبشر بالخير، كان لابد من التوجه إليك وحدك , كأملٍ أخير في التجاوب والإنقاذ قبل فوات الأوان وأن التاريخ لن يرحم، لذلك جئنا نقول لك بكل الحب والإحترام:
إن انتفاضة شعبنا العظيم يا فخامة الرئيس هي انتفاضة عفوية صنعها الجوع والظلم واستشراء الفساد في كل مفاصل الدولة،  وأنت من قلت ذلك قبل الثورة وبعدها، ومن المحزن يا فخامة الرئيس أن الشعب العظيم الذي كسر حاجز الطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية في وحدةٍ أشبه بالمعجزة،  من المحزن ياسيدي أن يخرج هذا الشعب طوفاناً ليملأ كل أرض الوطن من أقصاه إلى أقصاه مطالباً بتنحي الطبقة السياسية الفاسدة ومحاكمتها ورد الأموال المنهوبة وتأمين حياة كريمة على يد حكومة مستقلة نزيهة توحي بالثقة – ولبنان خزان رجالٍ مبدعين على كل المستويات – من المؤسف ياسيدي أن هذه الأصوات والصرخات والاستغاثات التي شقت عنان السماء لم تبلغ بعد آذان الزعماء الصماء.
يا فخامة الرئيس:
البلد يحترق، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وقع
الرغيف في خطر، والأمهات والاطفال والعيال في خطر
المواد الاستهلاكية والغذائية إلى نفاذ، والنور والكهرباء والمصانع إلى ظلام وإقفال
المستشفيات إلى توقف والدواء مفقود والموجود في جنون
الهواء والماء والتلوث في أعلى مستويات التلوث، سم قاتل شامل
الأمراض السرطانية تحصد الناس في أعلى نسبة في العالم ولا من يسمع
المدارس والجامعات وجنون الأقساط حدّث ولا حرج
العملة ومدخرات الشعب ابتلعها الدولار ولبنان الحبيب إلى دمار
هذا يا سيدي الرئيس غيض من فيض وهل يلام الشعب والبطون الجائعة بعد ذلك إن تحولت الانتفاضة إلى ثورة، وقى الله لبنان منها (لقد كاد الفقر أن يكون كفراً) فمن المسؤول ولمن نلجأ إلا إليك
إن الملايين يافخامة الرئيس من شعبك يستمرون في ملء الساحات من شباب لبنان المنتفض الذي يرفض الوقوف بعد اليوم على أبواب السفارات، وهم يهتفون بصوت واحد من كل بقعة من الوطن كفى.. كفى ولن ييأسوا مطالبين برحيل الطبقة الفاسدة فالشعب هو مصدر السلطات.
أخيراً لا آخراً ثورة الطلاب، فلذات الأكباد وأمل المستقبل والبلاد.
فإليك وحدك بعد طول انتظار، تتوجه الأبصار فإن حسمت أمرك الآن الآن وفوراً فأنت الأقوى والشعب معك.
ولا تأخذنك رحمة بقريب فاسد، أو ببعيد متسلط فلا أحد أكبر من البلد
وليبدأ الإصلاح عاجلاً عاجلاً بحكومة مستقلة من خيرة الرجال العلماء الشرفاء وما أكثرهم، حكومة توحي بالثقة وتكون قادرة على تنفيذ الاصلاحات الجذرية من وضع قانون انتخاب عصري وإجراء انتخابات نيابية مبكرة واستعادة الأموال المنهوبة والقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين وتأمين لقمة العيش والحياة الكريمة للشعب ومنح الحكومة صلاحية اصدار مراسيم اشتراعية كما كان عام 1959 م.
ومن البوادر الطيبة أن رئيس الحكومة قد فتح الباب واستجاب لإرادة الشعب فإن بادرت يا سيدي الرئيس الآن الآن أنقذت لبنان وربما فات الأوان فعجّل وبك الأمل.
فالمراكز يافخامة الرئيس إلى زوال، والتاريخ وحده ينصف الرجال.

اليومية – عارف مغامس