الحريري لاستعادة التوازن الوضع مع “التيار الحر” وباسيل فاق حد الاحتمال،
قالت مصادر قريبة من الحريري لـ”الجمهورية” إنّ “على الجميع ان يدركوا أنه لم يطلق موقفه الرافض تشكيل حكومة تكنوسياسية، ليعود ويتراجع عنه، بل هو ثابت على هذا الرفض، وقراره ان لا يكرر التجارب السابقة التي ثبت فشلها كلها وأدّت الى ما وصلنا اليه اليوم، وخصوصاً جرّاء المداخلات غير الواقعية، التي كان يقدم عليها البعض بتجاوز كل الصلاحيات والاعتبارات”.
واشارت المصادر الى “انّ هناك من يصرّ على عدم رؤية ما حصل منذ نزول اللبنانيين الى الشوارع، ويصرّ أيضاً على البقاء في الدوران داخل الحلقة نفسها التي أدّت الى تفاقم المشكلة”.
ولفتت الى “انّ الحريري لا يهرب من المسؤولية، كما يحلو للبعض ان يقول، بل هو كان وما يزال يؤكد استعداده لتحمّل المسؤولية بما يخدم لبنان ومصلحة اللبنانيين، وبالتأكيد هو ليس مستعداً لتحمّل مسؤولية ما قد يؤدي الى الإضرار بالبلد، وإبقاء الازمة بتفاقمها على ما هي عليه. وتبعاً لذلك، فإنّ طرحه تشكيل حكومة اختصاصيين يراه السبيل الأسلم لوضع البلد على سكة الانقاذ، الذي يقول الجميع انهم يريدونه. وهو بهذا الطرح لا يلبّي فقط مطالب الحراك الشعبي، بل يلبّي بالدرجة الاولى مطلب الشريحة الواسعة من اللبنانيين التوّاقين للخروج من الأزمة”.
ومن هنا، تضيف المصادر، فإنّ الكرة ليست أبداً في ملعب الحريري، بل هي في ملعب من يريد إبقاء الاوضاع على ما هي عليه”. وعن مستقبل العلاقة بين ”التيارين الازرق والبرتقالي، قالت المصادر القريبة من الحريري: “في الاساس لم يكن هدف الحريري سوى الوقوف على علاقة جيدة مع الجميع بلا استثناء، الّا انّ الوضع مع “التيار الوطني الحر” ورئيسه فاق حد الاحتمال، ومن هنا جاء البيان الأخير الصادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ليضع النقاط على الحروف”.
وفي المقابل، أكدت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية” انّ العلاقة
بين ”التيارين” يمكن توصيفها حالياً بأنها “متدهورة جداً”. وبَدا ذلك
جلياً في السجال الحاد بينهما عبر بيانَي الحريري والتيار، علماً انّ بيان
الحريري تضمّن مغالطات كثيرة لم يكن ممكناً السكوت عليها.
الّا انّ
مصادر مطلعة على العلاقة بين هذين التيارين أوضحت لـ”الجمهورية” انّ ما
استجدّ فيها “لا يمكن اعتباره كسراً للعلاقة بين التيارين بمقدار ما هو
أصلاً كسر للعلاقة بين الحريري والوزير جبران باسيل على وجه التحديد”.
وقالت: “انّ السجال الحاد، في حقيقته، هو تعبير عن فشل المفاوضات بين
الحريري وباسيل، حتى انّ الاسباب الحقيقية لهذا الفشل ما زالت مجهولة عند
تيار “المستقبل”، وايضاً عند “التيار الوطني الحر”، فأيّ مستوى في
“التيارين”، من دون الحريري او باسيل، في التراتبية الحزبية، لا يعرف
لماذا تقاربا أصلاً في السنوات الاخيرة، ولماذا “فرطت” العلاقة بينهما بعد
استقالة الحريري، ولماذا تحولت العلاقة بينهما غراماً وعشقاً الى انتقام
وخصام، ولا أحد يعرف ما كان يجري بينهما في الغرف المغلقة، كذلك لا يعرف
أحد سرّ التنافر بينهما الى حد الهجوم العلني المباشر بلغة كتابَي
“الابراء المستحيل”، و”الافتراء في كتاب الابراء” التي كانت سائدة بُعَيد
العام 2005.
في أي حال، تقول المصادر إنّ “الاشتباك البياني”
بينهما، يعكس في وضوح انّ كلّاً منهما تَموضع خلف متراسه على ضفّتي أزمة
خطيرة ومفتوحة على هجمات متبادلة تحت أكثر من عنوان.