تحديات التأليف تزداد: داخلية للإسراع… وخارجية للإصلاح
انتهت مرحلة التكليف ومسار الاستشارات البروتوكولية للتأليف التي تمايزت كتلة اللقاء الديمقراطي بمقاطعتها، ليبدأ المسار الفعلي المفترض مقروناً باستعداد الفريق السياسي الذي أوصل حسان دياب بتوفير كل الظروف المؤاتية له لخروج تشكيلته الحكومية بأسرع وقت. الأمر الذي عكسته بشكل واضح مواقف الكتل النيابية الداعمة لدياب في يوم الاستشارات في مجلس النواب، مع تسجيل بعض التباينات المحدودة.
وهو ما كشفته مصادر مطلعة على أجواء التأليف عبر “الأنباء”، حيث اشارت الى استعداد لدى حزب الله لتسهيل مهمة الرئيس المكلف حتى ولو اضطر الأمر أن تكون الحكومة بكاملها تكنوقراط من ناحية الشكل طبعاً، وهو ما ألمح إليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقوله بعد لقاء الرئيس المكلف إنه “لا يجب أن تكون الحكومة حكومة مواجهة، ولا حكومة تحدّ لأحد، ولا حكومة لون واحد”. في حين لا تزال تتريّث كتلٌ أخرى كالتنمية والتحرير في السير بأي خيار نهائي، ولا تزال تدفع باتجاه مشاركة سياسية واضحة في الحكومة انطلاقاً من رأيها أن المرحلة بدقتها تتطلب الغطاء السياسي الفعلي للحكومة.
في غضون ذلك يضغط رئيس الجمهورية باتجاه تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن مهما اقتضى الأمر من تسهيلات، وذلك وفقاً لما نقلته أوساط زوار قصر بعبدا الذين لمسوا إصراراً على هذا التوجه، ما يؤشر بالتالي إلى أن العقبة المتبقية أمام إعلان تشكيلة حسان دياب هو حسم شكلها بين تكنوقراط، ام اختصاصيين مسيّسة، فيما النقاش حول عدد الوزراء يتراوح بين 18 و24 وزيرا.
ورغم أن مسار تشكيل الحكومة يبدو أنه سيكون سريعاً بحكم الاعتبارات التي تحكم كل عملية التكليف والتأليف، فإن الصعوبة تأتي بعد ذلك، اذ علمت “الأنباء” من وزير سابق مطلع على مجمل جولة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل على المسؤولين اللبنانيين، أن هناك ارتفاعاً في سقف الشروط المفروضة على الحكومة المقبلة لناحية الموازنة والإصلاحات، حيث أن واشنطن تعنيها هذه الخطوات الفعلية من الحكومة اللبنانية المقبلة أياً كان رئيسها او أعضاؤها.
وعليه فإن الحكومة ستكون أمام تحدي الحصول على دعم دولي بالحد الأدنى يمكّنها من وقف التدهور الاقتصادي والنقدي. وقد لفت مراقبون عبر “الانباء” الى ان الجهات المانحة ستقدم مساعدات مشروطة للبنان، ومن المرجح ان تكون مساعدات عينية لا مالية، أقله بانتظار ما ستقوم به الحكومة الجديدة من اجراءات، وهو الموقف الذي عبّر عنه بشكل واضح السفير هيل في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
وتوقف المراقبون أنفسهم عند اللقاء المطوّل على مدى أكثر من ساعتين بين هيل ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مؤكدين أن اللقاء لافت لناحية الشكل والوقت خصوصاً بعد كل الحملات الشعبية والسياسية التي انتقدت أداء باسيل، وتوقعوا ظهور النتائج التي ترتبت عن هذا اللقاء في وقت قريب.
وعليه فإن ضبابية المرحلة مرجحة للانقشاع في الاسبوع المقبل الذي تقطعه عطلة الميلاد المجيد، حيث من المتوقع أن تبدأ أولى تباشير شكل الحكومة بالظهور، وعلى ذلك تتحدد الكثير من الخيارات للمرحلة المقبلة سياسياً على المستوى الداخلي، كما على مستوى تعامل المجتمعين العربي والدولي مع الوضع الناشئ، وطبعاً على مستوى الأوضاع الاقتصادية المعيشية التي باتت هي القلق الوحيد لكل اللبنانيين.
الأنباء