“ما ينعاد عليكن”…وربما الآتي أعظم
نادر حجاز – MTV
كان عاماً مليئاً بـ”ما في دولار”، “ما في مازوت”، “ما في بنزين”، “ما في خبز”.. وربما الاتي أعظم.
مرّ العام ٢٠١٩ ثقيلا جدا على اللبنانيين، حتى دخل في سجلاتهم وذاكرتهم، وحتماً سيخبرون أولادهم وأحفادهم بما حدث خلاله وما قد يحدث لاحقاً. ففي العام ٢٠١٩ استعاد الناس العام ١٩١٤، يوم مات أهالي جبل لبنان جوعاً، فهجموا جحافل جحافل على المراكز التجارية يكدسون المواد الغذائية من حبوب ومعلبات وغيرها في منازلهم، خوفاً من المجاعة، واما من ليس بمقدوره ان يشارك في الغارات على “السوبرماركات” فاكتفى بالصلاة والكثير من الاقتصاد في مصروفه اليومي علّه يتّقي شر الايام السود التي لم نشهد في هذا البلد بعد على أيام بيض ليخبَّأ قرشها لمثل هذا الزمن.
في العام ٢٠١٩ تذكّر اللبنانيون أيام ١٩٧٥ و”المفرد ومجوز”، واصطفوا طوابير طويلة على محطات الوقود كلما وصلهم الخبر العاجل بالاضراب المفاجئ، علّهم يُوَفّقون بصفيحة بنزين تكاد تنقرض. في العام ٢٠١٩ اشتاق اللبنانيون للعملة الصعبة في جيوبهم، فالدولار بات عملة مفقودة، لكن الليرة اللبنانية بقيت بألف خير مهما هشّم فيها احتكار التجار والغلاء الفاحش وتقنين المصارف. نعم لقد كان عاماً مليئاً بـ”الليرة بألف خير”، و”سعر صرف الدولار ثابت في المصارف”، واما كل ما حصل على أبواب الصرافين فحدث خارج كوكب الدولة وخلف حدود الاقتصاد اللبناني وهيبته المالية. في العام ٢٠١٩ ضاق اللبنانيون ذرعا وساروا في الشوارع والاحياء يقرعون على الطناجر، وكان مليئاً جداً بالـ”هيلا هيلا هو” على أنواعها. وفي العام ٢٠١٩ احترق لبنان ولم يجد من يخمد النار في غاباته الا الله بعدما أرسل المطر. وكأن لا يكفيه الحريق، حتى غرق المواطنون لساعات في سيول الامطار على الاوتوسترادات وفي الانفاق وعلقوا لساعات في زحمة السير، حتى صحّ بهم المثل “حريق وغريق وتشنشط عالطريق”.
كل هذا حصل في العام ٢٠١٩… ولكل ذلك “ما ينعاد عليكن”.