تشييع الشهيد الرائد جلال شريف في بلدته اليمونة
شيعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وأهالي منطقة بعلبك الهرمل الشهيد الرائد جلال شريف، نجل المساعد الأول لمدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن علي شريف، وقد ووري في الثرى في مسقط رأسه بلدته اليمونة، بمأتم مهيب رسمي وشعبي، شارك فيه محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، النائب غازي زعيتر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، العميد الركن جورج الخولي ممثلا نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، قائد الدرك العميد الركن مروان سليلاتي ممثلا وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، النائب إيهاب حمادة والنائب السابق يحيى شمص.
كما حضر العقيد جمال الجاروش ممثلا المدير العام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العقيد حسين سلمان ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، المدعي العام الاستئنافي في بعلبك القاضي كمال المقداد، المدير العام للادارة في وزارة الدفاع الوطني اللواء مالك شمص، العميد منير مخللاتي ممثلا مدير المخابرات العميد الركن طوني منصور، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ممثلا بمدير مكتبه نجله حسن، وفد قيادة حركة “أمل” ممثلا بمسؤول الشؤون البلدية المركزي بسام طليس والمسؤول التنظيمي لإقليم البقاع اسعد جعفر، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، قضاة وقيادات أمنية وعسكرية ورؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير وفاعليات.
وقد استقبل جثمان الشهيد عند مداخل المدن والبلدات، ونثر على الموكب الورود والأرز، ورفعت لافتات تتقدم بالعزاء من مؤسسته وعائلته.
وفي حسينية اليمونة، أقيم احتفال تأبيني، تحدث فيه نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، فنقل تعازي رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، وقال: “أتوجه إلى أخي العميد علي شريف ووالده وآل شريف الكرام، والى قيادة قوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية والعسكرية، بأحر التعازي في هذا المصاب الجلل الذي أصابنا جميعا بشهادة الرائد جلال الذي قضى وهو يقوم بواجبه الوطني في الدفاع عن وطنه وعن أهله وأمنهم واستقرارهم كسائر إخوانه، في الأجهزة الأمنية والعسكرية، إنه ليس شهيد عائلته فقط وليس شهيد بلدة اليمونة ومنطقة بعلبك الهرمل، وإنما هو شهيد الوطن”.
أضاف: “هذا الحضور ليس تكريما للشهيد فقط، وإنما هو تكريم للعسكريين الذين يقع على عاتقهم اليوم حفظ الامن والاستقرار في البلاد، ومن دونهم ستعم الفوضى، ولذلك هم جديرون باحترامنا وتقديرنا جميعا، لاننا نعتمد عليهم في الاستقرار الداخلي، وفي الدفاع عن الوطن وحدوده وعن وحدة البلاد، فالعدو الجاثم على حدودنا يتربص بنا ويتحين الفرصة للانقضاض على وطننا، فلا يجوز لنا أن نسمح بوقوع الفوضى في البلد. ويجب إعطاء الفرصة للعسكريين للحفاظ على أمن المتظاهرين، ولكن لم أكن للحظة اعتقد ان عسكريا يرمى بحجر أو تهان كرامته، ومن يهين كرامة عسكري فهو يهين نفسه ويهيننا جميعا كما يهين الوطن، لأن العسكريين يحافظون على أمن البلاد واستقرارها وعلى بيوتنا وأعراضنا، بينما نرى بعض الذين يسمون أنفسهم بالثوار يهدمون ويخربون”.
وختم: “أتمنى أن تقوم الحكومة الجديدة بواجبها، وتحافظ على الأمن والإستقرار، وتحقق لشعبها ما رسمته وتقدمت به في بيانها الوزاري عند نيلها الثقة”.
سليلاتي
من جهته، ألقى سليلاتي كلمة وزير الداخلية، فقال: “يستبسل الأبطال في الدفاع عن الوطن حتى الشهادة، ويستبسل أهلهم في تحمل المصاب ليرتقوا بصبرهم وعنفوانهم إلى ما يحاكي شهادتهم”.
أضاف: “كم كان مؤلما وقع نبأ استشهاد الرائد البطل جلال شريف، وكم كان مؤثرا أن يسقط شهيد وهو يؤدي الواجب الذي نذر حياته من أجله. باسم معالي وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي الذي شرفني بتمثيله في وداع شهيد الوطن، نؤكد أن ديمومة لبنان هي من كرامة الشهداء”.
وتابع: “لشهيدنا البطل نقول: تفتقدك قوى الأمن الداخلي علما من أعلامها، رائدا عصاميا مستقيما كحد السيف، شجاعا مقداما لا يهاب الخطر، ولا يهون أمام المصاعب. سيفتقدك رفاق السلاح، أنت الذي حظيت باحترام وتقدير كل من حولك، رحمك الله يا شهيد الوطن”.
وقال سليلاتي باسم عثمان، وباسمه كقائد للدرك: “اليوم نودع واحدا من ضباطنا الأبطال الذي أبى إلا أن يرتقي على مذبح الوطن وهو في عز عطائه وطاقاته، الرائد جلال شريف، قضى شهيدا على يد الإجرام الغادر، أثناء قيامه بواجبه آمرا لفصيلة الأوزاعي في وحدة الدرك الإقليمي، واستشهد معه أحد عناصر الفصيلة وجرح آخر، بعد يومين على استشهاد ثلاثة عسكريين في الجيش اللبناني. إن الشهادة كانت عبر التاريخ وستبقى شرفا عظيما لا يناله إلا الشرفاء”.
أضاف: “نحن أبناء هذه المؤسسة العريقة، حين نقسم اليمين، ندرك أننا كلنا للوطن، جسدا وروحا، وضريبة الدم لا مفر منها في عملنا الأمني، فعندما اخترنا الإنخراط في سلك قوى الأمن الداخلي وضعنا نصب أعيننا خيار الشهادة والتضحية في سبيل الواجب، وأداؤنا على الأرض خير انعكکاس لهذا القسم، نترك عائلاتنا وبيوتنا، وننهض إلى الخدمة، نلبي الواجب بكل أمانة وإخلاص”.
وتابع: “للأمن والأمان ثمن مكتوب علينا دفعه غاليا، نبذل أغلى ما لدينا في سبيل حماية الوطن واستقراره بمواجهة العابثين والخارجين على القانون”.
وقال: “الرائد الشهيد جلال علي شريف تربى على مدرسة والده العميد في الجيش اللبناني علي شريف، قبل أن يدخل سلك قوى الأمن الداخلي، فحمل معه رسالة الوفاء، وثقافة الشهادة، وروح الوطنية، وكرسها في خدمته أينما كان، ويشهد له بالانضباطية والإقدام والشجاعة، كل من عرفه عن كثب”.
أضاف: “أيها الشهيد، كنت من جيل الشباب الواعد، الشباب الطموح والحالم، المليء بالحماسة إلى العمل والنجاح وبناء المستقبل، ولهذا يصعب فراقك على زملائك وعائلتك وأهلك، ولكن المشيئة العليا أرادتك أن تنضم إلى قافلة الشهداء، لتضاف نجمة تنصع في سماء الوطن”.
وتابع: “مدرستنا باقية على المسار الإصلاحي الصحيح، نكافح الإرهاب والإجرام، ولن نخذل رهان الناس علينا، ولن نكون على الهامش، وسنبقى على أهبة الاستعداد لكل من تسول له نفسه التعدي على الناس، أو اغتصاب الحقوق، وتجاوز القوانين”.
وختم: “نموت ليحيا لبنان، ولتظل هيبة الدولة قائمة، وكل من يرتدي هذه البزة يعرف ذلك، فعيوننا لن تغفو وأمن الناس أمانة في أعناقنا. نم قرير العين يا شهيد الوطن والتحق بقافلة أسلافك من شهداء الأمن، إلى جنان الخلد في علياء السماء، ولتبق عين الله معنا ساهرة على لبنان. رحم الله شهيدنا جلال وأسكنه فسيح جناته، وألهم الله ذويهم الصبر والسلوان”.
ومنح الشهيد الأوسمة الاتية: الحرب، الجرحى، الأرز الوطني برتبة فارس، الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة، ميدالية الأمن الداخلي وميدالية الجدارة.
كما حاز على تنويه المدير العام لقوى الأمن الداخلي.