ما علاقة قاسم سليماني بالإنتخابات الإيرانية؟
بعد دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي الإيرانيين إلى الإقبال على الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها الجمعة لإظهار الوحدة في مواجهة “الأعداء”، ربط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كثافة الاقبال على الإنتخابات بالرد على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.
وقال ظريف، في تصريح: “كما أظهر الشعب في مراسم تشييع القائد
سليماني، رفضه لسياسات الولايات المتحدة ودفاعه عن البلاد، فإن مشاركته في
الانتخابات، تمثل تجسيداً حياً للدفاع عن البلاد”.
ورأى أن إيران
“تواجه الإرهاب الاقتصادي الأميركي، وهذا الإرهاب الاقتصادي تشكل على أساس
أوهام، وهي أن هناك مجموعة في أميركا، تكذب دائماً على حكومتها”.
وأضاف: “لا يزال هناك شخص جاهل مثل (وزير الخارجية الأميركي مايك)
بومبيو يقول للرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحكومة الإيرانية سيتم
الاطاحة بها في غضون أشهر، نحن نعلم أنه مخطئ وأن الشعب يؤيد الحكومة،
ولربما يكون لكل منا مخاوف بشأن الانتخابات”.
أما وزير الداخلية
الإيرانية الأسبق السياسي الإصلاحي مصطفى تاجزاده فرأى أن استبعاد معظم
المرشحين المحسوبين على التيار الإصلاحي في الانتخابات التشريعية المقبلة،
يجعل الاقتراع شكليا بنتائج محسومة سلفاً.
واستبعد مجلس صيانة
الدستور أكثر من 3000 مرشح، أغلبهم من الإصلاحيين، وكذلك الأعضاء الحاليين
في المجلس الذين تجرأوا على انتقاد بعض جوانب إدارة النظام.
ويضم
التيار الإصلاحي مجموعة من الأحزاب والقوى والتجمعات السياسية التي تقول
إنها تسعى للإصلاح من داخل منظومة الحكم، وتتبنى -بشكل عام- التوجه نحو
التجديد والتحديث الديني المرتكز على الممارسة الديموقراطية.
واعتبر
وزير الداخلية الاسبق أن “المرشحين الإصلاحيين يتعرضون لحملة من الرفض من
قبل مجلس صيانة الدستور، في حين أنهم الوحيدون القادرون على الدفاع عن حقوق
المواطنين”، مضيفاً ان “مجلس صيانة الدستور يعترض على المرشحين وكأنه حزب
سياسي، وهذا يجعل أية انتخابات تشهدها البلاد انتخابات شكلية، ويحول
البرلمان إلى مجرد جندي أوامر النظام”.
ولفت تاجزاده إلى أن قرارات
الاعتراض على المرشحين الإصلاحيين سيكون له دور في خفض نسبة المشاركة في
الانتخابات، معتبراً أن “هذه القرارات تم اتخاذها بوعي ودراية رغم معرفتهم
في المجلس أن ذلك سيؤثر على المشاركة بالاستحقاق الانتخابي المرتقب”.
وأظهر
استطلاع للرأي أجراه معهد الدراسات والبحوث الاجتماعية في جامعة طهران، أن
93 في المئة من الإيرانيين غير راضين عن الوضع الحالي في البلاد، وأن 24.2
في المئة فقط منهم سيشارك في الانتخابات المقبلة.
وقبل ثلاثة أيام
على الإنتخابات البرلمانية عقدت جماعة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة،
مؤتمراً صحافياً على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت عرضت فيه رؤيتها
حیال ما أسمته “مسرحیة الإنتخابات النیابیة لنظام الملالي”، تحدث خلاله
رئيس لجنة القضاء في الجماعة سنابرق زاهدي.
ورأى زاهدي أن “السلطات
الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية تعمل تحت الإشراف المطلق لولي
الفقيه، لذلك لا معنى لتقسيم السلطات، وولي الفقيه هو الذي يحكم ويعزل
وينصب وكل مقاليد الحكم في يده”.
وقال: “لا معنى للانتخابات في
الواقع، كما أن المادة 110 من الدستور التي تنص على صلاحيات ولي الفقيه
تبين أنه لا صلاحية في الحكم إلا بيده فهو الحاكم المطلق. وكل من يريد أن
يدخل الانتخابات يجب أن يعبر من مصافٍ عدة، ويجب على المرشح أن يكون مؤمناً
قلبياً بولاية الفقيه وملتزماً عملياً أيضا بولاية الفقيه. كل من دخل هذا
المعترك والمسرحيات خلال السنوات الماضية كانوا أوفياء مئة في المئة لأهداف
النظام المتمثل بولاية الفقيه”.