رامبلنغ: الأوضاع الاقتصادية صعبة وسنستمر بدعم لبنان
نظم محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر بالتعاون مع السفارة البريطانية في لبنان، لقاء في بعلبك، حول برنامج تطوير الأعمال والتوظيف في لبنان، الممول من وزارة التنمية الدولية البريطانية، حضره السفير البريطاني كريس رامبلنغ، المنسق بين الجهات المانحة والمحافظة المهندس جهاد حيدر، المونسنيور بول كيروز، رؤساء بلديات وفاعليات اقتصادية واجتماعية.
بداية أشارت تانيا ناضر إلى أن “هذا اللقاء هو للتعريف عن دعم المملكة المتحدة للأعمال في بعلبك، ولتقديم برنامج LEEP الذي يهدف إلى دعم المؤسسات والمبادرات الفردية في منطقة بعلبك، من أجل تحقيق التنمية البشرية المستدامة على كافة الأصعدة، في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة”.
ثم تحدث خضر، فقال: “هذه ليست الزيارة الأولى لسعادة سفير بريطانيا إلى المحافظة، ونحن تحدثنا خلال زياراته السابقة عن تعاون بين محافظة بعلبك الهرمل وسفارة المملكة المتحدة ومشاريع نعمل عليها، ومنها هذا المشروع الذي يترجم اليوم بأفعال في هذا اللقاء”.
وأضاف: “نحن نمر اليوم في أصعب أزمة على المستوى الاقتصادي والمالي، لذا نحن بأمس الحاجة إلى مبادرات من هذا النوع”.
واعتبر أن “بعلبك كانت مظلومة ومنسية خلال عقود من الزمن، لذلك كان تأثير الأزمة عليها أخف من المناطق الأخرى، ليس لأننا أفصل من غيرنا، وإنما لأن الاهتمام بنا كان أقل من المناطق الأخرى، ولكن رغم الظروف الصعبة والأزمة الاقتصادية والمالية، ورغم كل التحديات التي نمر بها، نحن نريد تحويل هذه الأزمة من تهديد إلى فرصة، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الزراعي”.
واضاف: “مع الأسف لبنان يستورد معظم حاجياته من المواد الاستهلاكية والمنتوجات الزراعية والغذائية، وهناك صعوبة في تحويل الأموال، وارتفاع لسعر صرف الدولار لدى الصيارفة، مما يزيد من صعوبة الوضع، ولا بد أن يكون ما نواجهه من تحديات فرصة لنا للنهوض بالقطاع الزراعي، فمحافظة بعلبك الهرمل هي أكبر المحافظات اللبنانية من حيث المساحة، والأقل عددا بالسكان والكثافة السكانية، ولدينا أراض خصبة والمياه، ولكننا بحاجة إلى مشاريع ري وترشيد للمياه، وعلينا العمل ليكون وضعنا أفضل، فسهل البقاع كان يسمى إهراءات روما عندما كان البحر المتوسط يسمى بحيرة رومانية، واليوم لا يكفى إنتاجه لسد حاجة لبنان، وقد أبدت السفارة البريطانية كل التجاوب لدعم القطاع الزراعي”.
ولفت إلى أن “الأزمة المالية والاقتصادية لم تبدأ في 17 تشرين الأول، بل بدأت قبل أشهر، ورغم أن سنة 2019 شهدت تراجعا في الاقتصاد واضطرت مؤسسات إلى الإقفال، فإن بعلبك الهرمل هي المحافظة الوحيدة التي شهدت نموا اقتصاديا، وبالأرقام إيرادات بلدية بعلبك من بيع تذاكر الدخول إلى القلعة سجلت عام 2019 لغاية شهر أيلول مليارا و400 مليون ليرة، في حين أن عائدات عام 2013 من القلعة كان 980 مليونا، وهذا مؤشر عن تطور وتحسن الوضع الاقتصادي، لأن ارتفاع عدد زوار المدينة والقلعة يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية إيجابا في مختلف المجالات”.
وأعلن خضر عن “بشرى إطلاق المحافظة تطبيق على الهواتف الذكية Visit Baalbeck، يشير إلى جميع الأماكن الأثرية والتراثية ومواقع السياحة الدينية الإسلامية والمسيحية، والسياحة البيئية والرياضية، وأسماء وأرقام هواتف الفنادق والمطاعم والمقاهي والمؤسسات السياحية، بدعم وتمويل من السفارة البريطانية، وهذا المشروع لا يتوخى الربح”.
وأكد أن “هذا المنحى الإيجابي الذي وصلنا إليه على الصعيد السياحي والاقتصادي عام 2019 هو نتيجة التحسن الأمني الملحوظ الذي شهدته محافظة بعلبك الهرمل، بعد أن كان تهديد الإرهاب لبلداتنا ومدننا منذ عام 2013 وصولا إلى معركة فجر الجرود التي دحرت الإرهاب عن جميع أراضي محافظة بعلبك الهرمل، وانطلقت عام 2018 الخطة الأمنية التي هي عبارة عن إجراءات أمنية مشددة وما زالت مستمرة وسارية المفعول، والوضع الأمني الحالي في المنطقة أفضل من مناطق أخرى كثيرة في لبنان، وقد تحصل حوادث فردية، ولكننا نعمل باستمرار لتحسين الوضع الأمني”.
وأشار إلى أن “هذا التحسن الأمني الذي تمتع بمصداقية كان من ثمراته تغيير العديد من السفارات الأجنبية لتصنيف المنطقة إلى خضراء، وأولها السفارة البريطانية التي أعلنت في تشرين الثاني عام 2018 مدينة بعلبك والطريق المؤدية إليها، والعديد من بلدات محافظة بعلبك الهرمل منطقة خضراء، وتابعنا مع عدد كبير من السفارات، وسافرت إلى دول أوروبية وشرحت هذا الموضوع لوزارات خارجية تلك الدول لتغيير التصنيف، ومن السفارات التي غيرت التصنيف أيضا الأسترالية، الكندية، اليابانية، الإيطالية والرومانية، وهذا أعطانا مصداقية أكثر وساهم بتحسين الاقتصاد”.
وختم خضر: “نحن نمر في ظروف صعبة، ولكن هذا لن يحبطنا، بل سنكمل العمل للاستفادة من قطاعي الزراعة والصناعة ودعمهما، ونحن مستمرون رغم التحديات، لأن إرادة الحياة بكرامة لدينا أقوى، ونأمل الوصول إلى بر الأمان بوجود أصدقاء يحبوننا ويحبون لبنان، ويجب أن يكون لدينا الإرادة والتصميم والعزيمة حتى ننهض، والإيمان بأنفسنا حتى يؤمن بنا الآخر، وإذا لم نساعد أنفسنا فلن تنفعنا أي مساعدة، ونأمل أن يصل هذا المشروع إلى تحقيق أهدافه المنسودة، لأننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات”.
بدوره، قال رامبلنغ: “يسرني العودة الى بعلبك، في زيارتي الرابعة منذ وصولي الى لبنان منذ سنة ونصف تقريبا. وكما قلت عندها لدي الكثير لأتعلمه، وأشخاص مميزين لألتقي بهم في أنحاء البلاد، لذلك يشرفني لقاؤكم اليوم”.
وأعلن عن “التزام المملكة المتحدة دعم لبنان ليصل إلى أبعد الحدود، إن كان على الصعيد الأمني والتعليم والنمو الاقتصادي وغيره، ويسرني أن تكون مدينة الشمس والمناطق المجاورة من المستفيدين من هذا المزيج من البرامج البريطانية”.
وتابع: “نحن اليوم موجودون لنقرن القول بالفعل، فالمملكة المتحدة تعي التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الأعمال التجارية المحلية والبلديات، الأمور ليست سهلة في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان، والعبء الإضافي الذي يفرضه وجود اللاجئين الذي لا تزال مجتمعاتكم تتحمل عبئه”.
وأوضح أنه “منذ عام 2014 بلغ دعم المملكة المتحدة لبعلبك الهرمل أكثر من 3.5 مليون دولار أميركي ليطال 125 ألف مستفيد نصفهم نساء”.
ورحب بفريق عمل Palladium “الذي يدير برنامج تطوير الأعمال والتوظيف في لبنان الممول من المملكة المتحدة لدعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة في أنحاء البلاد، خلال هذه الأيام المليئة بالتحديات”، معتبرا أن “الأعمال الصغيرة والمتوسطة هي العامود الفقري لاقتصاد لبنان، ومهمة لتعافي اقتصاد البلاد، ولأن بعلبك تعاني أيضا من هذه الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، نحن حريصون على العمل بشكل وثيق مع سكانها لتحسين الوصول الى الخدمات وخلق فرص اقتصادية وفرص عمل”.
وقال: “فريق Palladium موجود هنا مع شركاء من القطاع المصرفي والمالي لتقديم شرح مفصل حول البرنامج وكيفية تقديم طلباتكم، كما أرحب بالمستفيدين من هذا البرنامج القادمين من المناطق المجاورة، الذين سيسرهم التحدث اليكم لاطلاعكم على التأثير الإيجابي لهذا البرنامج على أعمالهم”.
وأضاف: “نحن موجودون اليوم أيضا لإطلاق تطبيق بعلبك السياحي مع سعادة المحافظ خضر بهدف دعم اقتصاد المدينة وجذب المزيد من السياح المحليين والدوليين لزيارة هذه المدينة المذهلة والاطلاع على تاريخها، في كانون الأول 2018 رفعت المملكة المتحدة الحظر عن زيارة بعلبك للسياح البريطانيين، آملا أن تحظى هذه المدينة بالمزيد منهم”.
وأكد أن “المملكة المتحدة صديقة للبنان وكانت إلى جانبه منذ ولادته منذ مئة عام، وبعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني، ستكون هناك الكثير من الفرص للعمل معا، وهو أمر مهم جدا في ظل الأزمة الحالية، وسنستمر بدعم لبنان من خلال برامجنا التي حققت الكثير وبلغت قيمتها أكثر من 250 مليون دولار في العام 2019 في مجال الأمن والازدهار والتعليم والاستقرار”.
وختم رامبلنغ: “سنعمل معا وبشكل وثيق لا سيما عبر اتفاقية الشراكة التجارية بين بلدينا التي وقعنا عليها في أيلول الماضي، وبما أن الزراعة هي المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية في لبنان، نأمل أن نقوم بالمزيد في هذا الإطار في بعلبك والمناطق المجاورة، وتعزيز التجارة والاستثمار مهم جدا لتمكين لبنان من إعادة بناء اقتصاده في المستقبل”.
وشرح رئيس “جيمس كرتي” مشروع دعم المؤسسات والمبادرات الفردية في منطقة بعلبك.
كما عرض المهندس رواد عساف التطبيق السياحي الخاص بمحافظة بعلبك الهرمل.
ولاحقا وزعت السفارة البريطانية بيانا حول الزيارة جاء فيه: “في زيارته الرابعة لمدينة بعلبك، جال السفير البريطاني كريس رامبلنغ على المشاريع الممولة من المملكة المتحدة وافتتح مشاريع جديدة مشددا على دعم بريطانيا الراسخ لمدينة بعلبك والمناطق المجاورة.
رعاية السفارة البريطانية ومحافظ بعلبك بشير خضر، حضر السفير رامبلنغ لقاء حول “دعم المملكة المتحدة للأعمال في بعلبك” أقامته شركة “بالاديوم” التي تدير برنامج تطوير الأعمال والتوظيف في لبنان في فندق “بالميرا”. كما أطلق تطبيقا سياحيا جديدا لمدينة بعلبك. تهدف هذه المشاريع الممولة من المملكة المتحدة الى خلق فرص اقتصادية وفرص عمل، بالإضافة الى تعزيز السياحة في مدينة الشمس والمناطق المجاورة.
وضمن حملة سنة التعليم 2020 بين المملكة المتحدة ولبنان والتي اطلقت عام 2019 زار رامبلنغ ثانوية البشائر التابعة لجمعية المبرات. وتحت برنامج الصفوف المترابطة للمجلس الثقافي البريطاني منذ العام 2009 اطلع على التأثير الإيجابي لدعم المملكة المتحدة في تطوير جودة التعليم المقدمة للطلاب.
وفي زيارة لفوج الحدود البرية الرابع وقاعدة العمليات الأمامية جال العقيد سلمان سلمان والسفير رامبلنغ في المركز، ضمن الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة للجيش اللبناني لتأمين الحدود مع سوريا. فمنذ عام 2019، بات للبنان سيطرة كاملة على حدوده مع سوريا. وقد بلغ الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة للجيش اللبناني، المدافع الشرعي والوحيد عن لبنان، منذ عام 2011 أكثر من 92 مليون دولار”.
وفي نهاية زيارته، قال رامبلنغ: “يسرني العودة الى بعلبك، في زيارتي الرابعة منذ وصولي الى لبنان، وهي شهادة على الأهمية التي نضعها لدعم المدينة والمناطق المجاورة. تمثل بعلبك مجموعة واسعة من برامجنا: من خلال التعليم، ودعم الاقتصاد، وتعزيز السياحة، وقبل كل شيء الأمن الذي هو مفتاح نجاح جميع مشاريعنا”.
اضاف: “تعي المملكة المتحدة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الأعمال التجارية المحلية والبلديات في بعلبك وجميع أنحاء لبنان. ونحن ندرك الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب حكومة لبنان للتصدي للضغوط الاقتصادية العاجلة والمتصاعدة. كما نعلم أن التحديات الاقتصادية صارخة، وندرك وجود اللاجئين الذي لا تزال مجتمعاتكم تحمل عبئه. ومنذ عام 2014، بلغت مساهمة المملكة المتحدة لمنطقة بعلبك – الهرمل أكثر من 3.5 مليون دولار، طالت حوالى 125,000 مستفيد”.
وتابع: “نحن هنا لتقديم المزيد من الدعم. واليوم، نستثمر أكثر في بعلبك والمناطق المجاورة، من خلال برنامج تطوير الأعمال والتوظيف في لبنان لتقديم منح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهي العمود الفقري للاقتصاد اللبناني والمهمة جدا للتعافي الاقتصادي في البلاد. نحن حريصون على العمل بشكل وثيق مع سكانها لتحسين الوصول الى الخدمات وخلق فرص اقتصادية وفرص عمل. ويسعدني أيضا اطلاق تطبيق بعلبك السياحي مع سعادة المحافظ خضر بهدف دعم اقتصاد المدينة وجذب المزيد من السياح المحليين والدوليين لزيارة هذه المدينة المذهلة والاطلاع على تاريخها. يمكن تنزيل التطبيق الجديد حاليا من قبل مستخدمي أندرويد على أن يكون متاحا لمستخدمي ابيل في وقت لاحق”.
وختم: “سنستمر بدعم لبنان من خلال برامجنا التي حققت الكثير وبلغت قيمتها أكثر من 250 مليون دولار في العام 2019 في مجال الأمن والازدهار والتعليم والاستقرار”.