نوايا السلطة تنقلب عليها… والحريري يبدأ مرحلة جديدة
مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ثمة ملامح أن تضاف مؤشرات جديدة الى المرحلة السياسية، أبرزها اشتداد المعارضة السياسية لحكومة حسان دياب وسياساتها.
هذه المرة ليست أهداف المعارضة إحياء الإنقسامات العمودية، إنما في صلبها القضايا الإجتماعية والإقتصادية التي تهمّ الناس. وفي عداد المعارضة أيضاً أفرقاء مشاركين بالحكومة، يعارضون كل التوجهات الإستفزازية التي تسلكها وكل الخطط المالية.
يعود الحريري إلى لبنان، مستذكراً حقبة والده بين العامين 1998 و2000، عندما أُخرج الرئيس الشهيد رفيق الحريري من السلطة في العام 1998 مع بداية عهد اميل لحود وكل محاولات تطويقه، وبدأت عملية استهدافه وتطويقه، لكن رفيق الحريري صمد وقرر المواجهة، مطلقاً تحضيراته للإنتخابات النيابية في العام 2000 التي اكتسحها.
اليوم أمام سعد الحريري تكرار تلك التجربة، في مواجهة استهدافه وكل محاولات تصفية وتخريب بيئته وبيته الداخلي.
كل المقومات جاهزة بين يديه، ليستكمل دوره الأساسي والوطني، خاصة أن هذه الحكومة كما العهد، يمنحان خصومهما الكثير من الأخطاء والإرتكابات التي يمكن التصويب عليها. وملف التشكيلات القضائية، ماثل كمخالفة صريحة للقانون والدستور ولمراعاة السلطة القضائية واستقلاليتها، اذ بعد الفشل في محاولات فرض ما يريدونه من شروط عادوا وقرروا توقيعها، فهل سألوا أنفسهم عن سبب التراجع مجدداً؟ أليس الهدف ذر الرماد في العيون، والذهاب إلى فتح معارك جديدة؟
تقع الحكومة والعهد في شرور أعمالهما وأفكارهما. كل نواياهما الإنتقامية والتي سيحاولان من خلالها محاصرة معارضيهما وإلغائهم ستنقلب عليهما. كل محاولاتهما للإستثمار في الناس والتظاهرات والإحتجاجات ستنقلب عليهما لأنهما هم أصحاب السلطة ورعاتها وهم من يتحمّل المسؤولية. مسؤولية ستنفجر بوجوههم، شرط أن تدار المعركة بتأن وهدوء وبسياسة النفس الطويل حتى النهاية، لينقشع الخيط الأبيض من الأسود، ولمنعهم من الإستثمار بهموم الناس وانهيار الإقتصاد لتصفية حسابات سياسية ستكون أيضاً على حساب الناس والدولة.
الأنباء