“اللقاء الديمقراطي” مع البطريرك الراعي في مواجهة “التفرد وتدجين النظام”
صدر عن كتلة اللقاء الديمقراطي، البيان التالي:
في خضم هذا التسلّط الذي تمارسه الفئة الحاكمة في دأبها المستمر للسيطرة على مقدرات الدولة، تكرّس البطريركية المارونية صوت العقل الوطني الحريص على بقاء لبنان وطناً ديمقراطياً بعيداً عن التفرد والإقصاء اللذين يؤديان كما قال غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الصراع والنزاعات.
ونرفع الصوت مع غبطته لضرورة تحصين نظامنا الديمقراطي البرلماني الذي يريد البعض تدجينه، بعد أن نجح اللبنانيون في صونه رغم كل الحروب والتحديات والاستهدافات.
كما نرفع الصوت مع غبطته للتأكيد على القضاء المستقل الذي وحده يؤمّن العدالة والمحاسبة الشفّافة النزيهة لا التشفّي والكيدية.
وإلى جانب البطريرك الراعي نسأل الحكومة عن سبب عدم إعلان خطتها الإصلاحية العادلة اللازمة حتى الساعة، وعن عدم اتخاذها خطوات الإصلاح الحقيقي ومحاربة الهدر والفساد والسمسرات والصفقات، وعن سبب ذهابها عوض ذلك نحو إجراءات الأحكام المسبقة؟ ونسألها عن سبب ارتهانها المدقع لمآرب البعض الساعين الى الانقلاب على ركائز الدولة والقبض على قطاعاتها؟ وقد شاهد اللبنانيون وسمعوا كيف يملي البعض الإجراءات على الحكومة، وكيف فضح نفسه في خلفيات توجّهاته الأمبراطورية.
وإلى جانب غبطته نرفض بشكل قاطع كل محاولات القضاء على ثقة اللبنانيين والدول بمقوّمات دولتنا الدستورية. كما نرفض هذا النهج المغاير الذي يبدو كأنه جزء من مخطط لتغيير وجه لبنان.
وكما في معركة قيام لبنان الكبير، ثم في معركة الاستقلال الثاني، حيث كان الكرسي البطريركي مؤتمن على الصيغة اللبنانية، سنبقى مع هذه الشراكة الوطنية المترفّعة عن كل حسابات الحكم ومصالح السلطة، للحفاظ على لبنان الوطن السيد الحر المستقل بعيدًا عن كل أشكال التسلط والسطو والانقلاب، مهما عظمت التحديات.